جهود فرنسا في الحفاظ على الذئاب البرية من الإنقراض
إحتضان الذئاب لحمايتها من الإنقراض
تعمل فرنسا على تبني خطة لحماية الذئاب البرية، ووفقًا لهذه الخطة، من الممكن أن تشهد فرنسا زيادة في عدد الذئاب بها إلى 500 خلال الخمس سنوات القادمة. يهدف هذا الاقتراح الذي سيزيد عدد الذئاب بنسبة 40٪ إلى ضمان بقاء هذا النوع في فرنسا.
من المحتمل أن يعارض مزارعو البلاد هذه الخطط، بعد أن تذمروا بالفعل من الخسائر المالية الناتجة عن هجمات الذئاب على الماشية.
يقترح وزير البيئة نيكولاس هولوت مساعدات مالية للمزارعين لمساعدتهم على حماية مواشيهم باستخدام الأسوار الكهربائية والكلاب الرعوية، وتتيح الخطة أيضًا اختيار حوالي 10 في المائة من الذئاب كل عام لمنع الهجمات على قطعان الأغنام.
كانت الذئاب متواجدة في معظم أنحاء أوروبا، لكنها كانت على وشك الانقراض في بعض المناطق بسبب ممارسات الصيد العدوانية في القرن التاسع عشر.
في السنوات الأخيرة، عاد هذا النوع تدريجيا إلى العديد من الدول، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وسلوفينيا والدنمارك، وتم رصد الحيوانات الفردية في العديد من الدول الأخرى، وفي الشهر الماضي تم رصد ذئب بري في بلجيكا، وهذه هي أول زيارة مؤكدة له في البلاد منذ أكثر من قرن.
تعد منظمة `Wildwood Trust` البريطانية واحدة من عدة منظمات في جميع أنحاء أوروبا التي تدعو إلى إعادة إحتواء هذه الأنواع مرة أخرى بشكل فعال.
أهمية الحيوانات البرية بالنسبة للنظام البيئي
أكدت الوكالة أن الحيوانات المفترسة الكبيرة تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي وتساعد في مراقبة أعداد الفرائس وانتشارها للحفاظ على التوازن في النظام البيئي.
على الرغم من اعترافهم بأن إعادة إدخال بعض الأنواع مثل الذئاب ستشكل مشكلة، حيث أنها تمثل مصدرًا من مصادر الخطر على حياة الإنسان، فإن ذلك يشكل مشكلة كبيرة في الحصول على الدعم الكافي لإعادة هذه الأنواع إلى البلاد.
وبحسب آخر تقديرات مركز الذئب الدولي في الولايات المتحدة، يوجد حاليا حوالي 13،000 ذئب في أوروبا، وعلى الرغم من أن بعض البلدان تعمل جاهدة على إعادة تدشين هذه الأنواع أو التفكير في ذلك، فإن البعض الآخر يسعى لتقليل أعدادها.
في الفترة من عام 2015 إلى عام 2016، قامت فنلندا بإعدام 55 من ذئابها الرمادية البالغ عددها 290 ذئبا في محاولة واضحة لمنع الصيد غير القانوني من قبل ملاك الأراضي الذين يحاولون حماية مواشيهم، ويجدر الإشارة إلى أن فصيلة الذئاب الرمادية هي إحدى الفصائل التي نجت من حادثة الإنقراض الجماعي الذي وقع في أواخر العصر الجليدي، ويعتبر هذا النوع بالتحديد مهددا بالانقراض.
أثارت هذه الخطوة غضب النشطاء البيئيين المهتمين بالحفاظ على عدد الذئاب والتنوع الوراثي، حيث يهدد تدخل الإنسان في تحديد الكميات المتبقية من هذه الحيوانات بقائها وتأثيرها الإيجابي في عملية الاستقرار البيئي.