جهود سلطنة عمان لمكافحة التصحر
تعتبر مسألة التصحر من بين المشاكل التي تواجه العالم بشكل عام، والقارة الأفريقية بشكل خاص، وترجع خطورة هذه المشكلة البيئية إلى تأثيرها السلبي على الأرض، ومن أبرز هذه التأثيرات فقدان الغطاء النباتي للأرض مما يؤدي إلى تدهورها، وتدهور الثروة النباتية والحيوانية، بالإضافة إلى اضطراب التوازن المائي فيها .
تعاني سلطنة عمان بشكل كبير من مشكلة التصحر، وتم تصنيفها وفقا لتعريف برنامج الأمم المتحدة للبيئة على أنها في معظم مساحتها شديدة الجفاف، ووجد أن ما يعادل 95.8% من سطحها الجغرافي يتأثر بالتصحر بدرجة فوق المتوسط .
أسباب التصحر بسلطنة عمان :- تعتبر قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والعواصف الشديدة التي تهب عادة على السلطنة أحد الأسباب الرئيسية لمشكلة التصحر في السلطنة، والتي تؤدي في فترات زمنية مختلفة إلى حدوث تحرك كبير للرمال وانتقالها إلى التربة بسبب ندرة المياه، بالإضافة إلى الرعي الجائر الذي ينتشر بشكل كبير في مختلف أنحاء السلطنة، والذي يؤدي إلى انخفاض مستوى المواد العضوية المغذية للتربة وزيادة التملح بسبب الجفاف .
جهود سلطنة عمان لمكافحة التصحر :منذ وقت بعيد، أدركت سلطنة عمان أهمية وقف ظاهرة التصحر، حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى تدمير المراعي الطبيعية وتقليل المساحات الصالحة للزراعة. لذلك، قامت وزارة البيئة والشؤون المناخية بالتعاون مع المنظمة الاقتصادية والاجتماعية التابعة لليونيب، بالإضافة إلى منظمة الأغذية والزراعة، بوضع خطة العمل العمانية لمكافحة ظاهرة التصحر .
وقد تم إعداد سجل خاص بالموارد الطبيعية في السلطنة، يشمل مصادر المياه والغطاء النباتي والتربة، بالإضافة إلى أسباب تصاحب تصحر الأراضي واحتمالية انتشاره في المستقبل، واستراتيجية السيطرة عليه، مع تنفيذ مشروع يستخدم النماذج والأنظمة والمحاكاة واستشعار البعد لرصد حالة الغطاء النباتي والأراضي الزراعية والمياه .
تم تنفيذ مجموعة من القرارات التي تم اتخاذها في ندوة التصحر في السلطنة مباشرة، والتي تتعلق بالتصحر وكيفية حماية المصادر المائية وتخفيض أعداد الحيوانات لتخفيف الضغط على الرعي في المحافظات الزراعية مثل محافظة ظفار، بالإضافة إلى الحاجة لمواجهة الطرق التقليدية في الزراعة التي تؤدي إلى سوء استخدام الأراضي والاستنزاف القوي للمياه والتدهور البيئي .
هذا إلى جانب قيام حكومة السلطنة بتنفيذ عدداً من البرامج ، و المشروعات الهامة للتخفيف من ظاهرة التصحر ، و كان ذلك من خلال التعاون مع العديد من المنظمات الدولية ، و الاقليمية ، و كذلك القطاع الخاص ، و منها على سبيل المثال قيام وزارة البيئة ، و الشئون المناخية بالسلطنة بتوقيع اتفاقية التعاون مع شركة ميتسوبيش للتجارة العامة.
تم تنفيذ مشروع تقنية تجميع مياه الضباب في مدينة صلالة بهدف تأمين المياه، حيث تم جمع حوالي 300 متر مكعب من المياه خلال فصل الخريف بتقنية تجميع مياه الضباب، وسيتم استخدامها في ري الأشجار المستوطنة لمدة تصل إلى 300 يوم. يعد هذا المشروع الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج .
حيث سيساهم هذا المشروع بشكل جيد في تخفيف درجة التصحر بمحافظة ظفار من خلال الاعتماد على المياه المتجمعة من الضباب لري الكثير من المزروعات بل ، و المساعدة في تغطية الجبال بالنباتات مع توفيره لإمدادات المياه العذبة في سهل صلالة كما قامت السلطنة أيضاً بتنفيذ عدداً من المشروعات الهامة في هذا المجال .
من بين هذه الخدمات، يوجد مشروع استخدام نظام النماذج والمحاكاة، والذي يهدف في الأساس إلى تحقيق التفاعل بين الطقس والبيئة الحيوية للتكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة بوضع الخطط والبرامج المستقبلية للتنبؤ بمؤشرات التصحر ومواجهتها ومكافحتها لضمان عدم تدهور الأراضي الزراعية وتحسين إنتاجيتها .