جلال الدين فيروز شاه مؤسس الدولة الخلجية بالهند
جلال الدين فيروز شاه، كان أحد ملوك خليجي الهندية، وقد استمرت فترة حكمه لمدة ست سنوات، وقد كان في أوائل حكمه ملك مكروه لا يحبه شعبه، فقد وقف الكثير من شعبه ضده لان فترة حكمه جاءت بعد إراقة الكثير من الدماء حتى يصل الى كرسي الملك، ولكنه سرعان ما زالت هذه الصورة السيئة عنه، فقد احبه شعبه كثيرا فيما بعد نظرا للكثير من افعاله، واليوم سنتحدث عنه وعن إنجازاته وما هو التغيير الذي حدث في فترة حكمه.
نبذة عن جلال الدين:
كان جلال الدين محارب شجاعا، وقد اثبت ذلك لنفسه في الكثير من المواقف والحروب، وقد كان ذلك قبل ان يصبح ملك، وسرعان ما وصل جلال الدين الى كرسي الملك وأصبح ملك على بلده اخذ سياسة الهدوء، فقد كانت سياسته ناعمة، ولكنه كان في بعض المواقف الجادة يتخذ فيها المواقف الصارمة التي تخص المجال السياسي، وقد كان شخصا لطيف محبوب، ولكن حين تنظر اليه كحاكم للبلاد تكتشف انه حاكم فاشل.
ثورة الملك تشاجو:
كان عدد قليل من أقارب بلبان لا يزالون على قيد الحياة ولم يتم قتلهم، ومن بين هؤلاء كان ملك كارا، وكان هو ملك تشاجو وابن أخ بالبا. لذلك، أراد الإطاحة بملك جلال الدين الخلجي. في عام 1291م، قام ملك تشاجو بالتمرد ضد جلال الدين وتوجه نحو مدينة دلهي. ولكن جلال الدين عرف بمخططاته، لذا أرسل ابنه أركالي خان لمواجهته. وحدثت معركة بينهما وتم هزيمة تشاجو، وتم أسره وإحضاره إلى جلال الدين. لكن الأمر الغريب هو أنه لم يتم توجيه أي حكم أو عقاب له، بل أصدرت عفوا عنه وأطعمته من مطبخ الملك. وكان هناك العديد من القادة المعارضين لهذا الحكم، ولكن الملك أصر على هذا القرار. حتى أرسله إلى ملتان وأصر على توفير جميع وسائل الراحة له، وتم تسليم كارا إلى علاء الدين، صهر ملك جلال الدين.
اتبع جلال الدين نفس السياسة مع اللصوص، وقد قدم عددًا من المحاضرات حول خطورة السرقة واللصوصية، وتم توجيه هذه المحاضرة لعدد من اللصوص الذين تم القبض عليهم وتم الإفراج عنهم فيما بعد.
تاج الدين كوتشي:
كان الكثير من قادة البلد لم تكن على وفاق مع سياسة الملك جلال الدين، وقد تمت بعض الخطط للإطاحة به علنيا، وقد تم إقامة حفلة لتاج الدين كوتشي، وصرح بها أحد القادة قائلا (سأقوم بالملك بسكينتي) وقال قائد اخر (سأقطعه الى قطع صغيرة)، ولكن سرعان ما عرف الملك بهذه المؤامرة، حتى انه القى سيفه امامه وتحدي أي من هؤلاء القادة ان يقف امامه، ولكنه أصدر فيما بعد العفو عن جميع القادة المتورطين.
الغزو المغولي:
تم غزو الهند من قبل المغول مرة أخرى في عهد جلال الدين، وقد كان قائد الغزوة هو عبد الله حفيد هولاكو، ورغم كبر سن جلال الدين الا انه ذهب للحرب بنفسه، وقد فاز في هذه الحرب، ولكنه سرعان ما ارتكب خطا فادح، فقد سمح لبعض المغول بالاستقرار بالقرب من دلهي، ولكن تحول هؤلاء المغول للإسلام، وقد عرف احفاد هؤلاء المغول باسم نيو موسلمان.
مقتل جلال الدين الخلجي:
كان علاء الدين ابن أخو الملك وزوج ابنته ايضا، وقد كان علاء الدين شخص طموح، وقد حاول مستشارو الملك جلال الدين ان ينبهون الملك لطموحات علاء الدين، ولكنه كان يتجاهل هذه التحذيرات، ولكن عند ذهاب الملك للترحيب بصهره وابن أخيه علاء الدين، وفور معانقته أشار علاء الدين الى احد رجاله فضرب الملك بالسيف، وفي هذه اللحظة حاول الملك جلال الدين الهروب، ولكن اقبل رجل اخر من رجال علاء الدين فقطع راس الملك، وتم وضع راسه على راس رمح وصاروا به عبر مقاطعات كار ومانيكبور وافاد، وقد تم توثيق هذه الجريمة كأكثر الجرائم جبنا وحقارة على مر التاريخ.