جرائم الوحدة 731
جرائم الوحدة 731 .. هناك الكثير جدا من الحروب التي وقعت في التاريخ، وأيضا الكثير جدا من الأعمال الإجرامية التي نتجت عن تلك الحروب، وأيضا من أعمال إجرامية ارتكبتها بعض الأشخاص المجرمين والمرضى النفسيين. وإذا كنت تعلم أو لم تعلم، هناك بعض الأحداث الإجرامية التي تفوق أفلام الرعب وأيضا الأحداث التي نشاهدها في الوقت الحالي. وكانت هناك أيضا بعض الأشخاص ذوي السلطة والنفوذ الذين استغلوا مناصبهم لارتكاب أعمال بشعة وغير إنسانية. ومهما فكرت الآن، لا يمكن أبدا أن تتوقع ما فعلته الوحدة 731 في الجيش الياباني، حيث خططت لأعمال بشعة نشاهدها الآن عبر التلفزيون من قبل الجماعات الإرهابية التي تسبب لنا الهلع والرعب. ولكن أرغب في أن أقول لك أن تلك الأعمال كانت أكثر إجراما وبشاعة، لذلك دعونا نروي لكم اليوم حادثة واحدة من أكثر الأحداث جرما في تاريخ البشرية .
القصة السرية للوحدة 731 : في عام 1937، خلال الحرب العالمية التي أسفرت عن الكثير من الأحداث السيئة، بما في ذلك الاحتلال الياباني العسكري الوحشي، كان هناك جزء ياباني يعمل جاهدا في الصين على منع الأوبئة وتنقية المياه، ولكنه لم يكن يعمل بهذه الجدية لأغراض إنسانية، بل كان يستخدمها لتنفيذ تجارب بشرية وتطوير أسلحة بيولوجية بسرية تامة. وقد وصف البعض الحرب العالمية بأنها أدت إلى ظهور مفهوم الحرب الكيميائية، حيث تم قتل الكثير من الناس بطرق وحشية لم يسبق لها مثيل. وعلى الرغم من أن اتفاقية جنيف تم التوقيع عليها من قبل 145 دولة بما في ذلك اليابان، والتي تحظر استخدام الأسلحة الجرثومية والكيميائية، فإن ضابطا يابانيا يدعى “شيرو إيشي” كان يخطط لإنشاء وحدة 731، وهو شخص لا يحترم الشرف والأخلاق ولا يمتلك أي إنسانية
معلومات عن المجرم شيرو إيشي : في عام (1892) ولد شيرو إيشي في عائلة ثرية، حيث كانت عائلته تمتلك الكثير من الأراضي، ولذلك تمتعوا بالثراء والقيادة أيضا، ويمكن أن يكون هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل شيرو متغطرسا، حيث كان معه كل ما يحلم به من مال ومكانة، وكان لا يبالي أبدا بمن هم أقل منه مالا وسلطة ولا يكن لهم أي تقدير أو احترام لديه، وعندما قرر إنشاء مختبر خاص يعمل على التجارب البشعة على البشر، كان قادرا على جمع الكثير من الحلفاء له .
جرائم الوحدة 731 : احتضنت الوحدة 731 آلافا من العلماء والتقنيين والممرضين، حيث شاركوا جميعا في أعمال وحشية، تجاهلوا القيود الأخلاقية والإنسانية بطريقة لم يستطع البشر تخيلها. كانوا يقومون بأسر بعض الأشخاص وحقن الأسرى بأمراض مختلفة، ثم يقومون بتشريحهم وهم أحياء بدون أي تخدير، وكانوا يقطعون أطرافهم لدراسة تأثير فقدان الدم على الجسم ويقومون بإعادة تركيبها بالاتجاه المعاكس. وكانوا أيضا يستأصلون الأعضاء الداخلية من الجسم. وأسوأ ما في الأمر أنهم أجروا عمليات تشريح على النساء الحوامل لاستخراج الأجنة ودراسة انتقال المرض من الأم إلى الجنين، وبالطبع قد تم حقن الأم بأمراض خطيرة. كما حرموا الأسرى من الطعام والشراب حتى الموت لاختبار قدرة الإنسان على البقاء بدون طعام وشراب. وكانوا يقدمون الحلوى المسممة للأطفال. وعندما اكتشفت الجريمة، تم القبض على مؤسس الوحدة، شيرو إيشي، وتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية وحكم عليه بالإعدام. ولكن للأسف، تم عرض الإعفاء عنه مقابل تسليم كل المعلومات السرية التي يمتلكها، وتم إطلاق سراح شيرو إيشي مقابل ذلك، حيث عاش بقية حياته في رفاهية حتى وفاته .