المجتمعمنوعات

ثقافة الاختلاف وقبول الآخر

ما هي ثقافة الاختلاف

في الوقت الحالي، تتميز المجتمعات بالتنوع والثقافات المتعددة. يجب على كل فرد أن يقبل دائما اختلاف الآخرين واختلاف بيئتهم، وألا يرفضهم أو ينتقدهم. إن التعامل مع تلك الاختلافات يمكن أن يكون مرهقا، حيث يجب أن نتجنب الأحكام المسبقة ومحاولة تقييد إرادتنا في عالم مليء بالتنوع. ولكن التعلم وقبول الاختلافات وفهم ثقافات الآخرين يمكن أن يوسع آفاقنا ويجلب لنا أصدقاء جدد، سواء في العمل أو في الجامعة أو أي مكان آخر نتواجد فيه. بالطبع، تلعب التربية والمدرسة والجامعة دورا لا يمكن إنكاره في تعلم ثقافة الاختلاف. فقد يتطلب الأمر منا دراسة مناهج معينة، ولكنه يتطلب أيضا تجارب حقيقية في الحياة. فالتعلم من الوقائع الحقيقية يأتي من المواقف وليستتعلم الدروس فحسب. يجب علينا أن نفهم أنه ليس هناك صواب أو خطأ مطلق، بينما يفضل البعض أساليب معينة، يعتبرها البعض الآخر غير مقبولة. في بيئة العمل، يكون وجود فريق عمل متنوع أمرا جيدا حيث يمكن لكل شخص أن يجد شخصا يتفاعل مع اختلافاته.

كيفية قبول الآخر

  • تنمية الوعي الذاتي الثقافي: يمثل فهم المؤثرات على هويتك الثقافية، وما تحتويه من قيم ومعتقدات، وفهم التكوين الثقافي الخاص بنفسك، الخطوة الأولى في معرفة أن الآخرين يحملون قيما ومعتقدات متنوعة ويؤمنون بها بقدر ما تؤمن أنت بمعتقداتك.
  • تعلم كيف تقدر وجهات النظر المختلفة: لا تحكم على الآراء المختلفة عن آرائك بأنها غير صحيحة، بل قبل الآخرين المختلفين وحاول فهم وجهات نظرهم.
  • تجنب فرض وجه نظرك الخاصة: بمجرد أن يدرك الفرد الاختلافات الثقافية، قد يلاحظ أن بعض الأشخاص قد لا يتوافقون مع هذه الاختلافات، ولكن هذا لا يعني أنه لديه الحق في انتقاد الآخرين بدلا من ذلك، يجب عليه بذل جهد ناضج لفهم وجهات النظر الأخرى.
  • قاوم التنميط: ينبغي الابتعاد عن القوالب النمطية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مثل اعتبار الفتيات الشقراوات أغبياء أو الآسيويين مذهلين في الرياضيات، وذلك لأن هذه الجمل لا تنطبق على جميع الأفراد في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك دائما أشخاص خارج المجتمع لديهم نفس هذه الصفات، لذا فإن القوالب النمطية غير حقيقية ولا تمت للواقع بصلة.
  • تعلم قدر ما تستطيع: القراءة لأفكار وآراء ثقافات أخرى أو التواصل معها أو زيارة التفاعل الثقافي معها هي وسيلة مختلفة لزيادة المعرفة وتعزيز التسامح العام تجاه الآخرين.
  • اقبل أخطاء الغير: يمكن أن يتطلب الاستجابة الثقافية نسيان الأخطاء السابقة ومحاولة التعلم منها وفهم الدروس المستفادة منها.

كيفية احترام الرأي وقبول الاختلاف

  • كن مدركًا لذاتك: يجب على كل فرد أن يدرك معتقداته وقيمه وتحيزاته الشخصية، ويشمل هذا التحيز خلفية ثقافية فردية، وقد تكون تلك المواجهة صعبة، ولكن عن طريق القيام بذلك، يمكن أن يتم التفكير في تأثير تلك الصفات على أسلوب التعامل مع الاختلافات وفهمها.
  • التفكير بالأفتراضات: تفكر في الافتراضات التي تصنعها عن الآخرين مثل زملائك أو الأشخاص الذين تتعامل معهم، وحتى الغرباء الذين يعيشون في نفس الشارع. ما هي الافتراضات التي تشكلها حيال الأشخاص الذين يشتركون معك في الخلفية.
  • قم بأبحاثك الخاصة عن الغير: يمكن أن يكون التعرف على الثقافات المتنوعة طريقة رائعة لتعزيز الفهم للثقافات الأخرى.
  • متابعة الأحداث الثقافية: يمكن متابعة الأفلام الأجنبية عبر SBS أو Netflix، أو حضور مهرجانات الطعام المحلية، أو البحث عن الثقافات المختلفة على الإنترنت.
  • التحدث إلى شخص من خلفية ثقافية مختلفة: من الممكن أن تتعرف على أفراد من خلفيات ثقافية مختلفة بشكل أفضل عن طريق الصداقة أو المعرفة المتبادلة دون الحاجة إلى محادثتهم مباشرة حول ثقافتهم. يجب عليك أن تحافظ على انفتاحك واستعدادك للاستفادة.
  • التعامل الجيد مع الغير: يجب أن تتعامل مع الآخرين بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع أي شخص آخر، ولا ينبغي التفكير فيهم لمعرفة الخلفيات الثقافية الأخرى ولا للانتقاد، وإذا كنت تفضل تجربة الأمر عبر الإنترنت، فهناك مواقع تساهم في البحث عن مراسلات أجنبية، وهذه أيضا طريقة رائعة لتطوير مهاراتك في اللغة إذا كنت تتعلم لغة.
  • السفر: السفر إلى بلدان مختلفة والتعرف على ثقافات جديدة والتفاعل مع الناس المختلفين يعد واحدا من أفضل الأساليب لتجربة ومعرفة الثقافات الأخرى والعيش في عمقها.

أسباب عدم تقبل الرأي الآخر

غالبا ما يرفض الناس آراء وأفكار ومعتقدات الآخرين باعتبارها حقائق مطلقة، ويعود ذلك إلى أننا جميعا أفراد مختلفون ولسنا مجرد آلات. والسبب الآخر وراء ذلك هو الفخر، حيث يحب الأشخاص ثقافتهم وآرائهم وأفكارهم. ولذلك، يجب أن نتنازل ونستمع للآخرين ونقبل آرائهم. وعلى الرغم من أن الكبرياء يمكن أن يحمي الناس من الخداع والتأثير، فإنه قد يدفع بعض الأشخاص إلى العناد والأنانية وعدم الاهتمام بآراء الآخرين.

ومع ذلك، يستمع الكثير من الأفراد، بما في ذلك الناضجين والحكماء، بشكل كبير إلى آراء الآخرين وثقافاتهم، ويعرفون الحقائق والحجج المقنعة، إذا كانت الآراء معقولة ومنطقية ومدعومة بالأدلة والحكمة الفلسفية. قد يتم تحجيم بعض الأشخاص لهذه المعتقدات، ولكن ذلك لا يعتبر أشكالا أخلاقية أو رفيعة للرأي أو المعتقد. وبالأسف، يتبع العديد من الأشخاص هذا الأمر على مر السنين.

فنحن نعيش أيضًا في زمن ما بعد الحداثة حيث أصبحت النسبية هي الساس ، وهذه هي الحقيقة التي نصدق أنها الحقيقة والحاجة إلى قبول آراء الغير كونها حقيقة لهم ، حتى لو لم تكن منطقية أو مقنعة بشكل كبير ، هذا أمر خطر لأن الحقيقة أو الحقيقة المنطقية أو حتى الحقائق يمكن أن  تُنكر ، لذلك ، لا يمكن أن نخدع أنفسنا بسهولة ، فاحتفاظ كل منا بثقافته وتاريخه والإعتزاز والفخر به يمنع أي شخص فقط من تصديق ما يقوله له الآخرون أو يجعلنا نصدقه لعد معرفة الثقافة بشكل جيد ، يعرف العديد منا ما هو المنطقي وما هو غير المنطقي ، لذا تعليم الأطفال الصغار عن ثقافتهم المتنوعة وأصولهم وكيفية الحفاظ عليها يسمح لهم بتكوين قاعدة متينة لثقافتهم وأحترام أهمية ثقافة الغير.

ومع ذلك، يعتقد بعض الأشخاص بأنه يجب إنكار الحقائق والثقافات الأخرى لأسباب كثيرة، حيث يرون أن جميع الحقائق نسبية وتعتمد على مشاعرنا ومعتقداتنا. وهذا الاعتقاد يرفض من قبل الناس بشكل عام، حيث يرفضون آراء وثقافات الآخرين دون التفكير فيها أحيانا. من الأفضل أن يكون الشخص فخورا بنفسه وأن يتصرف بنزاهة، ويصدق ما يراه بصدق وما يؤمن به بشكل منطقي دون أن تسيطر عليه العواطف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى