توقيف “60 minutes” أعرق البرامج الأسترالية بسبب حادثة خطف
بعد أن شارك في محاولة اختطاف في بيروت، وجد فريق التلفزيون الأسترالي نفسه في موقف صعب جدا، وعلى الرغم من أن الاختطاف كان لأغراض إنسانية لإعادة طفلين إلى والدتهما الأسترالية بعد أن كانت هناك نزاعا حول حضانتهما بينها وبين والدهما اللبناني، إلا أنه لا يزال يعتبر اختطافا في جميع الأحوال، وهذا أدى إلى إيقاف البرنامج التلفزيوني الشهير الذي يعتبر واحدا من أهم البرامج في أستراليا.
تضرر سمعة البرنامج
أفادت قناة `ناين إنترتيمنت` التلفزيونية الأسترالية في 27 مايو 2016 أن مقدم البرنامج تم فصله بعد محاولة فاشلة لاختطاف طفلين في إحدى شوارع بيروت المزدحمة. تم أيضا اعتقال فريق البرنامج الشهر الماضي بتهمة مساعدة الأم الأسترالية `سالي فولكنر` في محاولة اختطاف ابنها وابنتها. كان الجميع متورطا في هذه الجريمة في البرنامج وتم احتجازهم لمدة أسبوعين حتى جاء زوج فولكنر، الذي كان منفصلا عنها، وأسقطت عنهم التهمة وتم إطلاق سراحهم.
أكدت فولكنر أن زوجها الذي يدعى علي الأمين أخذ الطفلين معهما في عطلة إلى بيروت، ولكنه لم يعيدهما أبداً إلى أستراليا، وفقًا لقولها. وأعلن محاميها غسان مغبغب الشهر الماضي أن موكلته توصلت إلى اتفاق مع طليقها لمنحه الحضانة الكاملة للطفلين وفقًا للقانون اللبناني.
اتهامات قضائية
و الآن تواجه الشبكة التلفزيونية اتهامات جنائية بعد اتهام السلطات اللبنانية القضائية للأم و طاقم التلفزيون المؤلف من أربعة أشخاص الشهر الماضي بمحاولة خطف الطفلين ، قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد موافقة الأب حل الموضوع خارج نطاق المحكمة، في الوقت الذي ما يزال مدير وكالة أسترالية لاستعادة الأطفال المخطوفين رهن الاعتقال.
بعد إجراء المراجعة الداخلية التي تم الإعلان عنها في وسائل الإعلام الأسترالية، أكد جيرالد ستون، مؤسس برنامج 60 دقيقة ومعد السابق للبرنامج، أن هذه هي أخطر تجربة تمت في تاريخ البرنامج. وتعد هذه الأخطاء غير مقبولة، حيث أنها عرضت فريق الشبكة للعديد من المخاطر وتسببت في أضرار جسيمة لسمعة البرنامج وحتى الشبكة التلفزيونية التي يتم بثها. وأضاف ستون أن معد البرنامج، ستيفن رايس، سيترك الشبكة فورا، بينما تلقى المشاركون الآخرون الذين شاركوا في التخطيط للجريمة تحذيرا رسميا في هذا الصدد.
الفريق دفع مبلغاً لتنفيذ العملية
و يذكر أن فريق العمل قد تورط في قضية دفع مبلغ من المال لمدير وكالة استعادة الأطفال المخطوفين و الذي طلبت مساعدته الأم من أجل تغطية هذا الموضوع التلفزيوني دون الرجوع إلى الخبراء الأمنيين. و يعتبره ستون من اخطر الأمور التي ارتكبتها الشبكة. و قد ظهر في الأدلة المقدمة لمحكمة في بيروت ان القناة التاسعة دفعت مبلغا من المال لوكالة متخصصة في العثور و إرجاع الأطفال يقدر بأكثر من 100 ألف دولار استرالي بالنيابة عن الأم فولكنر من اجل حل معركتها الأسرية من خلال البرنامج، و في نفس الوقت صور الفريق القصة حصريا.
وقال ستون إن فريق عمل البرنامج شعر بتعاطف تجاه الأم فولكنر، ولكن في المقابل تعرض برنامج 60 دقيقة لتقدير سيء بشكل كبير، على الأقل من خلال استخدام نفوذ حكومة أجنبية وتطبيق قوانينها. وأعرب ستون، الذي أسس البرنامج منذ 37 عاما، عن انتقاده لفريق البرنامج وعدم التزامه بالإجراءات الروتينية للقناة التاسعة المتعلقة بمخاطر السلامة والأمان، وغياب المراقبة الإدارية المناسبة واعتماد استقلالية المنتجين. في الوقت نفسه، رد رئيس مجلس إدارة الشبكة التلفزيونية `بيتر كوستيلو` بأنه سيتم اتباع منهج أكثر صرامة في تقييم المخاطر وتطبيق قيود مالية صارمة جدا.