تقرير عن معلم ايوان كسرى بالصور

يقع معلم إيوان كسرى في جنوب مدينة بغداد، وهو الأثر الوحيد المتبقي من قصور كسرى آنوشروان، ويقع هذا الأثر في منطقة المدائن التابعة لمحافظة بغداد في العراق. وتعرف هذه المنطقة محليا باسم سلمان باك تخليدا لاسم الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي دفن جسده هناك .

تعتبر مدينة المدائن أكبر قاعة لإيوان كسرى، حيث تكون مسقوفة بأجر على شكل عقد بدون استخدام دعامات أو تسليح، ويطلق على هذا الأجر اسم `طاق أو طاك كسرى`. جميع آثار الإيوان المغطى لا تزال تحتفظ برونقها وجمالها، وكذلك الحائط المشقوق يحتفظ بجماله ورونقه، حيث تقوم دائرة الآثار في العراق بصيانة هذا الأثر والعناية به .

نبذة عن تاريخ معلم إيوان كسرى

تاريخ الحضارة البابلية يرجع إلى بناء إيوان كسرى في عهد كسرى الأول المعروف باسم أنوشروان الروح الخالدة، وتحديدا بعد الحملة العسكرية على البيزنطيين عام 540م .

يعني هذا أن إيوان كسرى من آثار حضارات العراق القديمة، ويتكون هذا الإيوان من جزئين أساسيين هما المبنى نفسه والقوس الذي بجانبه، ويبلغ ارتفاع القوس 37 مترا، وعرضه 26 مترا وارتفاعه 50 مترا، ويعتبر إيوان كسرى من أعظم الأبنية من نوعه في ذلك العصر، وهو العصر البابلي .

يتوقع أن غرفة العرش تكون تحت القوس أو خلفه، وترتفع حوالي 30 مترا، وعرضها 24 مترا وطولها 84 مترا. عندما سيطر المسلمون على إيوان كسرى في الفتح الإسلامي لمدينة المدائن في عام 637 م ، تم تحويل القصر إلى مسجد في عام 1888 م ، ودمر السيل ثلث القصر .

تم إجراء عملية إعادة بناء لآثار أقدم الحضارات في العالم أثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين في الثمانينات، ولكن هذه العمليات الترميمية لم تكتمل حينذاك بسبب توقف أعمال البناء في عام 1991 خلال حرب الخليج واحتلال العراق للكويت. وحاليا، تقوم جامعة شيكاغو بالتعاون مع الحكومة العراقية بإعادة بناء معلم إيوان كسرى في مشروع يعرف باسم مشروع ديالا .

يقع في منطقة المدائن إيوان الأول الذي بناه الملك سابور الأول، الذي حكم العراق من عام 240م إلى 271م، وقد ذكر ابن الجوزي أن إيوان كسرى الثاني قد بناه سابور الثاني بن هرمز ذو الأكتاف المتوفي في عام 370م .

في مقدمة كتاب ابن خلدون، ذكرت الأحداث التي وقعت خلال هدم إيوان كسرى، حيث قرر السلطان المنصور هدم الإيوان بعد معركة فتح المدائن وبناء بغداد، وبعث إلى خالد بن يحيى وهو جالس في مجلسه للاستشارة حول هدم الإيوان .

فقال: خالد بن يحيي يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا واترك الايوان ماثلاً يستدل بهِ على عظيم ملك آبائك الذين سلبوا الملك لأهل ذلك الهيكل ، فاتهمه السلطان انه أساء النصح فقرر وعزم هدم الايوان فاتخذ لهُ الفؤوس وحمى الفؤوس بالنار ، وصب على النار الخل، لكنه لم يتمكن من تنفيذ امر الهدم وأرسل ف طلب خالد بن يحيى مرة ثانية يستشيره ثانية في امر الهدم .

فقال خالد بن يحيي: يا أمير المؤمنين، لا تفعل هذا، وقيل له عجز أمير المؤمنين وملك العرب عن هدم مصنع من مصانع العجم، ولكن قدّر السلطان المنصور الأمر وامتثل للنصيحة وتجنب التفكير في هدم الإيوان، وهذا جزء من تقرير عن معلم إيوان كسرى بالصور .

وصف إيوان كسرى

في تقرير مصور عن معلم إيوان كسرى، يتم وصف مقر الملك في فارس الذي يحمل اسم “القصر الأبيض”، ويوجد في وسطه قاعة عرش كسرى التي يتواجد فيها المعلم إيوان كسرى، وعلى جدران القاعة يوجد رسم لمعركة أنطاكية التي دارت بين جيش الفرس وجيش الرومان .

قام العديد من الشعراء الفارسيين بوصف قصر إيوان كسرى واستلهموا منه الأبيات، وكان أشهر وصف للشاعر الشهير خاقاني في القصيدة المسماة `إيوان مدائن`، وقد وصف الشاعر العربي البحتري أيضا إيوان كسرى في قصيدته الشهيرة وقال ما يلي:

إذا رأيت صورة أنطاكية تصور رومًا وفرسًا، ستخلق الدهشة في نفسك

والمنايا مواثلٌ وأنوشر      وانَ يزجي الصفوف تحت الدِرَفس ِ

وعِراكُ الرجال بين يديه        في خفوتٍ منهم وإغماضُ جَرس ِ

من مشيحٍ يهوى بعامل رمحٍ            ومُليحٍ من السّنان بترس ِ

تصف العين أنهم جد أحيا       لهم بينهم إشارة خرس

يغتلي فيهم إرتيابىَ حتى         تتقراهمُ يداىَ بلمس ِ ِ

ليس يدري أصنع إنسٍ لجنٍّ            سكنوه أم صنع جنٍّ لإنس ِ

فكأني أرى المراتب والقومَ             إذا ما بلغت آخر حِسّى ِ

وكأني والوفود ضاحين حَسرى        من وقوفٍ خلف الزحام وخُنس ِ

ولقد صور فيلم وثائقي يحمل اسم طاق كسرى  ،  من عجائب الهندسة المعمارية” في مركز الدراسات الشرقية والأفريقية الذي يتبع جامعة لندن ، ففي عام 2018 أنتج بيجمان أكبرزاده پژمان اکبرزاده الإيراني الأصل المقيم في دولة هولندا أول فيلم وثائقي عن معلم طاق كسرى  ،  من عجائب الهندسة المعمارية .

عُرض الفيلم في مركز الدراسات الشرقية والأفريقية التابع لجامعة لندن في شهر فبراير 2018م، وتعرض المخرج للعديد من المخاطر الجسيمة خلال رحلتين خطيرتين إلى العراق أثناء تصوير الفيلم .

في هذه الحلقة، تعرض المذيع لحوادث مختلفة وأجرى المخرج مقابلات مع باحثين متخصصين في تاريخ وهندسة القوس من دول آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية .