الاماراتالخليج العربي

تقرير عن مصادر المياه في دولة الإمارات

مصادر المياه في الإمارات

عند إعداد تقرير حول مصادر المياه في دولة الإمارات، ستجد أنها تنقسم إلى قسمين رئيسيين، وهما الموارد التقليدية والموارد غير التقليدية، وذلك على النحو التالي:

موارد المياه التقليدية

تشير الموارد التقليدية إلى الموارد الطبيعية التي يمكن الحصول عليها للماء، وغالبًا ما تكون غير كافية لتغطية الاستخدام، وتشمل المياه السطحية والمياه الجوفية فقط.

  • المياه السطحية

حجم المياه السطحية ضئيل جدا وتشمل المياه الفيضانية والمياه المخزنة في السدود وبعض البحيرات الصغيرة جدا، بالإضافة إلى البرك ومياه الينابيع التي تشكل جزءا من المياه السطحية. توجد هذه المياه إما محصورة أو تتدفق عند وجود تضاريس مائلة، ويتم تجديدها سواء من الأمطار المحلية أو المياه الجوفية. ونظرا لموقع دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة حزام جاف في شبه الجزيرة العربية، تعاني من قلة هطول الأمطار وتتسرب مياه الفيضانات إلى الأراضي، خاصة في المناطق الرسوبية. لذلك، هناك حاجة ملحة لبناء السدود لتجميع مياه الأمطار وتخزين المياه السطحية خلف تلك السدود، من أجل إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية، على الرغم من فقدان الكثير منها بسبب معدلات التبخر المرتفعة. يجدر بالذكر أن متوسط التدفق السنوي للمياه السطحية عبر الوادي يتراوح من 23 مليون متر مكعب إلى 138 مليون متر مكعب.

  • المياه الجوفية

مياه الآبار الجوفية في دولة الإمارات هي المصدر الرئيسي والطبيعي للمياه في البلاد. تبلغ إجمالي كمية مياه الآبار الجوفية حوالي 640 مليار متر مكعب، وهذه نسبة كبيرة جدا وهائلة. وعلى الرغم من وفرتها، إلا أن النسبة المئوية للمياه العذبة والمناسبة للشرب تبلغ 20 بالمئة فقط، أي ما يعادل 20 مليار متر مكعب. تعتبر مياه الآبار الجوفية في دولة الإمارات مصدرا هاما وثمينا لتزويد البلاد بالمياه العامة والقروية، وتلعب دورا في حماية البيئة ودعم الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

مصادر المياه الجوفية المستخدمة في الإمارات العربية المتحدة تتميز بانخفاض مستوى الملوحة، ويمكن تقسيمها إلى موارد متجددة وغير متجددة. الموارد المتجددة تتكون من طبقات المياه الجوفية الضحلة، بينما الموارد غير المتجددة تكمن في طبقات المياه الجوفية العميقة. هناك أيضا مصادر مياه جوفية في طبقات المياه الجوفية الموجودة في منطقة الباجادا، وهي تقع في الجزء الشرقي من الإمارات. تتكون الطبقات الحاملة للمياه من رواسب مروحية خضراء على طول قاعدة جبال عمان ورأس الخيمة، وتغطي مساحة واسعة. تتألف الطبقة العليا المحتوية على المياه من الحصى والطمي والرمال، بينما تتكون الطبقة السفلى من الحجر الجيري وصخور الدولوميت والمارل. تتراوح كثافة الطبقتين بين 200 إلى 800 متر.

يعتمد إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية الضحلة بشكل أساسي على هطول الأمطار وتدفق المياه على السطح، وبناء على ذلك تختلف نسبتها وتتغير من عام لآخر. نتيجة لتبخر المياه وتدفقها في المناطق الجبلية، فإنها تمثل فقط من 10 إلى 14 بالمئة من إجمالي هطول الأمطار لإعادة تغذية طبقات المياه الجوفية الضحلة. تحسنت ظروف طبقات المياه الجوفية بفعل الإجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من الاستنزاف غير المستدام للمياه الجوفية، ولكن يجب أن ندرك أن استعادة المستويات بالكامل واستعادتها قد تستغرق أجيالا.

موارد غير تقليدية

تعنى الموارد الغير تقليدية بالطرق التي تتبعها الدولة للحصول على المياه العذبة لتغطية الاستهلاك، وتشمل ذلك تحلية المياه وغيرها، وتفصيل ذلك يشمل:

  • تحلية المياه

نظرا لانعدام الموارد المائية الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتمد الدولة على أساليب متنوعة لتأمين كميات مناسبة من الماء. تقوم الدولة بتحلية مياه البحر، وتشكل المياه المحلاة 99% من استهلاك الدولة، وتستخدم إما بشكل مباشر أو مختلطة مع المياه الجوفية. إن الإمارات هي ثاني أعلى دولة في العالم من حيث القدرة على تحلية المياه بعد المملكة العربية السعودية، وتستخدم معظم محطات التحلية تقنيات التوليد المشترك للتقطير المتعدد المراحل (MSF) أو التقطير المتعدد التأثير (MED). هناك محطتان تحلية للمياه فقط في الدولة تستخدم تقنية التناضح العكسي (RO). يجدر بالذكر أن الإمارات كانت تمتلك 22 محطة تحلية رئيسية للمياه حتى عام 2015. يمكن أن يكون انخفاض تكلفة تحلية المياه السبب الرئيسي وراء استخدام هذا الحل غير التقليدي للحصول على الماء، ومع ذلك، فإن قطاع الصناعات مستعد لدفع ثمن الماء بمعدلات أعلى من الاحتياجات المنزلية والزراعية.

تلعب الطاقة المتجددة دورا أساسيا في خفض تكلفة المياه المحلاة، في الواقع، الإمارات العربية المتحدة متقدمة جدا في التنمية والابتكار في المجال التكنولوجي، وخاصة التكنولوجيا الخضراء. فالأمن الغذائي والمائي من القضايا الهامة جدا بالنسبة للبلاد التي تستورد أكثر من تسعين بالمئة من استهلاكها. كما تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى زيادة إجمالي الطاقة المتجددة لديها بنسبة 30 بالمئة بحلول عام 2030، وهذا يتطلب تحلية مياه البحر بطاقة تفوق طاقة إنتاج المياه السطحية بعشرة أضعاف.

  • مياه الصرف الصحي المعالج

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بجد على توفير المياه الصالحة للإستخدام، حيث تعتمد على معالجة مياه الصرف الصحي كبديل للحصول على المياه بدلا من البدائل التقليدية، بهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب على المدى الطويل. بفضل استكمال مرافق معالجة مياه الصرف الصحي وتوسيع شبكات الصرف الصحي في المناطق الحضرية، أصبحت كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي المعالجة متاحة للاستخدام. وبناء على الاعتبارات البيئية، يتم معالجة مياه الصرف الصحي إما جزئيا أو كليا بغض النظر عن الغرض المحدد لاستخدامها.

توجد في دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 79 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، ووفقًا لإحصائيات قديمة تعود إلى عام 2013، بلغت كمية مياه الصرف الصحي المعالجة في الدولة حوالي 615 مليون متر مكعب، وهي تمثل حوالي 14٪ من إجمالي الموارد المائية المستخدمة.

  • الاستمطار الصناعي

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة في مجال تلقيح السحب والاستمطار الصناعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. قد صرفت مليوني درهم في عام 2015 على عمليات تلقيح السحب. عادة ما يتم تلقيح السحب فوق السلاسل الجبلية الشرقية عند الحدود مع عمان بهدف زيادة مستويات المياه الجوفية والخزانات في المنطقة. تم تنفيذ بعض عمليات الاستمطار الصناعي في المدن، وعلى الرغم من أن هذه التقنية ثبت نجاحها في زيادة كمية الهطول، إلا أنه يتطلب إجراء تحليل مفصل للتكلفة والفوائد لضمان أنها تشكل مصدرا مستداما للمياه مقارنة بالخيارات البديلة مثل تحلية المياه أو حملات المحافظة على المياه.

جهود دولة الإمارات للحصول على المياه النظيفة

تقدم دولة الإمارات مزيدًا من الجهود للحصول على المياه النظيفة، وتتمثل أهم جهودها في:

  • تم إقامة ثلاثة وثلاثين محطة لتحلية المياه لتوفير المياه النظيفة.
  • تعمل الإمارات على ابتكار حلول جديدة لتنقية وتحلية المياه، بما في ذلك تحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي ومحطة تحلية فولت الضوئية، وتنقية المياه باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية.
  • توفير المياه للعديد من دول العالم من خلال عشرة مشاريع حفر آبار، والتي تجري الآن في غانا وبنين وطاجيكستان وأفغانستان والصومال، حيث يستفيد منها أكثر من 60000 شخص.
  • تشجع الدولة الحلول المستدامة لنقص المياه على المستوى العالمي من خلال إطلاق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى