زحلة هي مدينة جميلة في محافظة البقاع بلبنان، وتعرف بلقب “عروس البقاع” لأنها كانت رابطة تجارية بين بيروت ودمشق وبغداد والموصل منذ إنشائها عام 1711م. وقد حصلت زحلة على العديد من الألقاب، منها “مدينة الكنائس” و”عاصمة الكثلكة” بسبب وجود أكثر من 50 كنيسة، وتعتبر أكبر مدينة مسيحية في الشرق. وتطلق عليها أيضا لقب “مدينة السهل والجبل” لأنها تربط بين سهل البقاع والجبل، وتتميز ببيوتها القديمة المصنوعة من القرميد الأحمر .
سبب التسمية
هناك عدة حكايات حول أصل تسمية مدينة زحلة بهذا الاسم، وقد اختلفت آراء المؤرخين حول أصل الاسم، فمنهم من نسب اسمها إلى كوكب زحل، وهو كوكب عبدوه الرومان، ونصبوه إله الخصب والزراعة، وما دفعهم لهذا الاعتقاد ما وجدوه فيها من آثار رومانية قديمة، ومنهم من أعاد أصل تسميتها إلى ملك قديم من ملوك بني هلال وهو الملك ( زحلان )، والذي تدور حوله الشواهد بأنه سكن زحلة بعد الفتح العربي لمحافظة البقاع، وكان ذلك نحو القرن السابع الميلادي، ومنهم من أرجعها إلى الأرض الزاحلة وذلك بسبب طبيعة أرضها الجيولوجية .
الموقع الجغرافي والمساحة
يقع مدينة زحلة بين خطي العرض 33 و 35، وتبلغ مساحتها حوالي 150 هكتار، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر مسافة 950 متر، وتبعد حوالي 52 كيلومترا عن بيروت، وتحدها من الشمال جبل صنين، ومن الجنوب سهل البقاع، ومرتفعات الفرزل وباحين من الشرق، والكنيسة من الغرب، ويتميز مناخها بجفافه، ويكون شديد البرودة في الشتاء، وحارا في الصيف مع بعض النسمات العليلة، وتعد زحلة ثالث أكبر مدينة لبنانية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة .
تاريخ تأسيس زحلة
تعود مدينة زحلة إلى الفترة بين 3000 – 1200 قبل الميلاد، وذلك بسبب الآثار التي تم العثور عليها فيها والتي تدل على تلك الفترة، على الرغم من عدم وجود دلائل علمية مؤكدة على ذلك .
تؤرخ المؤرخون لتاريخزحلة اعتباراً من القرن السابع عشر، حيث كانت تعتبر غابات وإحدى مزارع مدينة الكرك، وكانت تستخدم بشكل شائع من قبل أمراء لبنان للصيد والتنزه .
3- قبل القرن الثامن عشر، كانت زحلة خالية من السكان، وفي بداية القرن الثامن عشر أصبحت مأهولة بالسكان، وذلك بسبب هجرة العديد من سكان بعلبك الذين تركوها وانتقلوا إلى زحلة، وهناك دلائل ترجع ذلك إلى اضطهاد آل الحرفوش وجشعهم، مما اضطر عددا كبيرا من المسيحيين لمغادرة بعلبك، وأقوى الدلائل تشير إلى أن المسيحيين انتقلوا إلى زحلة بسبب انهيار الاقتصاد في بعلبك، وليس بسبب أي اضطهاد آخر .
شهدت مدينة زحلة في بداية القرن العشرين نقلة اقتصادية كبيرة، خاصة في مجال السياحة، ولكن الحرب التي وقعت في عام 1914 عوقبت هذا التقدم، وبعد الانتداب الفرنسي شهدت المدينة تقدمًا جديدًا في مجال العمران والبناء، بالإضافة إلى التقدم في المجال الاقتصادي والإداري .
تمكنت زحلة من استقلالها عام 1943م، واستعادت نشاطها وحيويتها مع استعادة أراضيها، ولكنها تعرضت للركود مرة أخرى بسبب أحداث لبنان في عام 1975م، ولم تستعد نشاطها إلا بعد انتهاء الحرب .
أحياء زحلة
تحتوي زحلة على حوالي 16 حي، بعدد وحدات سكنية يبلغ حوالي عشرين ألف وحدة، وهذه الأحياء هي : البرابرة، حوش الأمراء، حوش الزراعنة، الراسية التحتا، الراسية الفوقا، حي السيدة، سيدة النجاة، الكرك، مار الياس، مار أنطونيوس، مار مخايل ومار جرجس، المعلقة، المعلقة الشمالية، ميدان الشرق، ميدان الغرب، وداي العرائش .
اقتصاد زحلة
تعبر زحلة مركز محافظة البقاع، وثالث مدن لبنان في تأدية كافة الخدمات بعد بيروت وطرابلس، ويوجد بها الغرفة التجارية، والصناعية، والزراعية، كما يوجد بها البلدية، وإدارات الوزارات، بما فيها قصر العدل، وأمن الدولة، ومركز الجيش اللبناني، وتعتبر زحلة المركز الصحي الأول في محافظة البقاع، وكذلك مركز المصارف الأساسية، حيث يوجد بها مصارف يبلغ عددها حوالي 41 مصرف .
تشتهر زحلة بالزراعة، خاصة زراعة الخضروات والفواكه والحبوب، وكذلك بتربية المواشي والدواجن، كما تعتبر زحلة واحدة من أهم المراكز الصناعية في لبنان، حيث تشتهر بصناعة الخمور والألبان والأجبان، وكذلك صناعة الجلود والمفروشات والزجاج والبلاستيك، كما تشتهر بصناعة الورق والكرتون والسكر والأدوات المنزلية .