تعود أهمية معبد إدفو إلى كونه واحدا من أكثر المعابد البطلمية القديمة جمالا واكتمالا، حيث يتميز هذا المعبد بالحفاظ على شكله الأصلي بشكل كامل في حين أن معظم المعابد القديمة في مصر لم يتم الحفاظ عليها بشكل كامل .
تاريخ بناء معبد إدفو
تدل النقوش على معبد إدفو أنه كان قد أهدي للإله جور بحدتي ، و هو عبارة عن صقر مقدس يتم تمثيله في العادة على صورة إنسان برأس صقر إذ يحتوي معبد إدفو على تمثال لها الإله بتلك الصورة بالعلاوة على احتوائه على مجموعة من التماثيل لهذا الإله على شكل صقر ، و يعد يوم انتخاب ، و تتويج هذا الإله من أعظم الأعياد السنوية في مصر القديمة .
مراحل بناء معبد إدفو
تضمنت مراحل بناء هذا المعبد ثلاث مراحل أساسية، وهي على النحو التالي:
1- المرحلة الأولى :- تتضمن المبنى الأصلي للمعبد، الذي يعد نواة المعبد بذاته، قاعة أعمدة وقاعتين أخريتين ومحراب وعدة حجرات جانبية. وقد بدأ بطليموس الثالث بناء هذا المعبد في عام 237 قبل الميلاد .
بعد حوالي 25 عاما من البناء الرئيسي، تم وضع آخر حجر فيه في 14 أغسطس عام 212 ق.م، الذي يوافق السنة العاشرة من حكم بطليموس الرابع. عندما عادت السكينة إلى البلاد في هذه الفترة، استمر العمل في المعبد. في السنة الخامسة من حكم بطليموس السابع، تم تركيب أبواب المعبد وعدة لوازم أخرى في مكانه .
2- المرحلة الثانية :- وتتضمن عملية تزيين الجدران ورسم النقوش بصفائح الذهب، وقد تم ذلك بعد حوالي عامين من هذا التاريخ بالضبط في الثاني من يوليو لعام 140 قبل الميلاد. ويعني هذا أن بناء المعبد استغرق حوالي 97 عاما بما في ذلك فترات توقف العمل فيه بسبب الثورات وغيرها من الأسباب .
3- المرحلة الثالثة :- – تشمل هذه المنشآت بناء قاعة الأعمدة والردهة الأمامية، بالإضافة إلى البوابات التي لم يتم بناؤها بعد، حيث تم بناء قاعة الأعمدة في 5 سبتمبر 122 قبل الميلاد، تحديدا في السنة 46 من حكم بطليموس التاسع .
أما بالنسبة للردهة الأمامية فقد تم إنشائها بعد هذا التاريخ بعدة سنوات بينما أتت عملية إقامة البوابات ، و من ثم تركيب الأبواب الكبيرة للمدخل في الموافق 5 ديسمبر لعام 57 ق.م أي أن المعبد بشكل كامل قد أستغرق بنائه نحو المائة ، و الثمانين عام إذ ما قمنا بإضافة فترات العمل به .
أهمية مدينة إدفو :- – في الأصل، كانت مدينة إدفو واحدة من المدن المصرية الهامة والغنية منذ الدولة القديمة، وتعود أهمية هذه المدينة إلى أنها بيت الإله حور في الجنوب، بالإضافة إلى أنها كانت عاصمة الإقليم الثاني من أقاليم مصر العليا، وتعتبر المدينة حاليا واحدة من أهم المزارات السياحية البارزة .
يُعد هذا المعبد هدفًا رئيسيًا للسياح الذين يزورون مصر، وتعود الفضل الأول في اكتشاف هذا المعبد إلى أوجست مارييت عام 1860 .
محتويات المعبد
يحتوي المعبد على العديد من العناصر المعمارية ، و هي :-
1- صرح المعبد :- أمام الصرح يقف صقران ضخمان مصنوعان من الجرانيت، ويمثلان إله المعبد حورس. يحتوي برجي الصرح على عدة كوات مستطيلة بشكل رأسي تم تخصيصها لتثبيت ساريات الأعلام، وهي تستخدم في جميع المعابد المصرية القديمة.
2- البوابة الكبرى :- تعد بوابة المعبد الرئيسية في معبد إدفو، وتم تصنيعها من الخشب الأرز المغطى بالذهب والبرونز، ويتوضع فوقها قرص الشمس المجنح الذي يرمز إلى إله حور بجدتي، ويتواجد أمامها صقران من الجرانيت .
3- الفناء الكبير :- يتألف هذا الموقع من فناء واسع يحتوي على صفين من الأعمدة على جانبيه، ويضم الفناء 32 عمودًا يتميزون بتصميمهم على شكل أوراق النخيل والزهور، ويبلغ طول الفناء 46 مترًا، بينما يبلغ عرضه 42 مترًا.
4- صالة الأعمدة الكبرى :- الفناء الكبير يوفر وصولًا إلى الصالة المركزية المكونة من 18 عمودًا زهريًا، بما في ذلك أعمدة الواجهة الضخمة التي تم ترتيبها في صفوف تحتوي كل صف على 3 أعمدة على كل جانب من الممر الأوسط .
5- غرفة التكريس :- – تقع هذه المنطقة داخل الصالة الكبيرة في المعبد، تحديدًا على الجانب الأيمن والأيسر من البوابة اليسرى .
6- صالة الأعمدة الصغرى :- و يكون الوصول إلى هذه الصالة عن طريق المدخل الموجود في الجدار الشمالي لصالة الأعمدة الكبرى ، و هي عبارة عن صالة صغيرة المساحة ، و تتكون من ما عدده 12 عمود ، و هي تمتاز بنقوش ، و زخارف غاية في الجمال ، و الروعة ، و يوجد بها ما عدده 4 أبواب ، و ذلك في جانبيها الشرقي ، و الغربي .
7- غرفة الانتظار الأولى :- غرفة المذبح هي غرفة مخصصة لتقديم القرابين للآلهة لكي ترضى عن الأشخاص وتمنحهم السعادة والبركة، وذلك وفقًا لمعتقداتهم .
8- غرفة الانتظار الثانية :- تُعرف أيضًا باسم مجمع الآلهة، وهي في الأساس مكان مخصص لعبادة الآلهة، ولكن يتم فيها عبادة كل إله بشكل منفرد .
9- الفناء الصغير وقدس الأقداس :- يعد هذا الجزء هو الأكثر قدسية في المعبد حيث لم يكن مسموحًا لأي شخص سوى الملك والكاهن الأعلى بدخوله، ويحيط بهذا الجزء فناء يتألف من 10 حجرات، كل منها محفور عليها اسمها بالإضافة إلى وجود ممر يحيط بالمعبد بالكامل ويمر حول أجزائه الداخلية.
10- سراديب قدس الأقداس :- تتألف الغرف السرية من مجموعة من الغرف المخصصة لعبادة عدد من الآلهة، حيث يتم إقامة بعض الطقوس وحفظ بعض الأدوات التي تخص تلك الطقوس فيها .
12- مقياس النيل :- و هو مقياس كان يتم استعماله في قياس مستوى الماء ب نهر النيل ، و بالتالي التنبؤ بقدوم الفيضان ، و يقع المعبد في داخل سور شاسع محيط به من كل الجهات فيما عدا الجزء الجنوبي منه ، و الذي يقع فيه البوابة الكبرى للمعبد .