تفسير قول الله تعالى واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا
يقول الله عز وجل في سورة الطور الآية 48: `واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم`، وسوف نقدم تفسير هذه الآية بالتفصيل.
تفسير القرطبي لآية واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا
يقول الامام القرطبي في تفسيره لآية: : “يقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: “يا محمد، اصبر على قضاء ربك فيما حملت من رسالته، أو اصبر على البلاء الذي ابتلايت به من قومك، فأنت بمرأى ومنظرنا، ونرى ونسمع ما تقول وتفعل، ونحفظك ونحوطك ونحرسك ونرعاك.
تفسير القرطبي لقوله تعالى “وسبح بحمد ربك حين تقوم”
اختلف اهل العلم في تفسير هذه الكلمات حيث قال كل من عون بن مالك و ابن مسعود و عطاء و سعيد بن جبير و سفيان الثوري و أبو الأحوص أن المقصود من قوله عز و جل: حين تقوم أي حين يقوم من مجلسه فيقول سبحان الله و بحمده أو سبحانك اللهم و بحمدك، فإن كان المجلس خيرا ازددت ثناء حسنا، و إن كان غير ذلك كان كفارة له.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا جلس شخص في مجلس وكثر فيه اللغو، ثم قال قبل أن ينهي المجلس: `سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك`، فإنه يغفر له ما كان في ذلك المجلس.
أوضح كل من محمد بن كعب والضحاك والربيع أن المقصود بعبارة “حين تقوم” هو عندما يقوم الشخص بأداء الصلاة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول “الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان اللهبكرة وأصيلاً” عندما يقوم بأداء الصلاة .
و قال أبو الجوزاء و حسان بن عطية أن المقصود من قوله عز و جل: حين تقوم أي حين تقوم من منامك، و ذلك لكي يكون يفتتح عمله و يومه بذكر الله، و قال الكلبي أن معناها هو اذكر الله باللسان حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل الصلاة و هي صلاة الفجر، و يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم: من تعار في الليل (أي هب من نومه مع صوت) فقال الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير و الحمد لله و سبحان الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ و صلى قبلت صلاته.
يقول ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عندما يقوم للصلاة في جوف الليل: “اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والأنبياء حق، ومحمد حق. اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك.