اسلامياتالقران الكريم

تفسير سورة الضحى مع بيان سبب نزولها

`الضحى (1) وعندما يغيب الليل (2) ماذا تركك ربك وماذا قال (3) والآخرة أفضل لك من الدنيا (4) وسوف يعطيك ربك فترضى (5) ألم يجدك يتيما فأواك (6) ووجدك ضالا فهداك (7) ووجدك محتاجا فأغناك (8) أما اليتيم فلا تقمطه (9) وأما المسألة فلا تنهره (10) وأما بنعمة ربك فاحمدها (11)` [سورة الضحى: 1-11]

جدول المحتويات

سبب نزول سورة الضحى

عن هشام بن عروة عن أبيه قال: جبريل تأخر على النبي صلى الله عليه وسلم، فازداد النبي قلقا جدا، فقالت خديجة: أشعر أن ربك يعلمك بما نشعر به من قلقك. قال النبي: فنزلت هذه الآية، وعن الأسود بن قيس أنه سمع جندبا يقول: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا بإصبعه وقال: `ألست إلا أصبعا متحجرا؟ في سبيل الله لن تلقى إلا الخير.` ثم بقي النبي ليلتين أو ثلاثا لا يقوم، فقالت له امرأة: لا أرى شيطانك يؤثر فيك، فنزلت هذه الآية، ويقال إن هذه المرأة كانت أم جميل زوجة أبي لهب.

تفسير سورة الضحى

{وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى }: أي منزل تدخله تظلم وتظلهم، وهذا دليل واضح على قدرة الله. {ما ودعك ربك}: أي لم يتركك، {وما قلى}: أي لم يكرهك، {وللآخرة خير لك من الأولى}: أي الدار الآخرة أفضل لك من هذا الدنيا، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقل الناس اهتماما بالدنيا وأكبرهم تواضعا لها، وهذا معروف من سيرته. وعندما اختير له في نهاية عمره بين الخلود في هذه الدنيا أو الخلود في الجنة، وبين الوجود الدائم عند الله، اختار ما عند الله على هذه الدنيا الفانية. قال ابن مسعود: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام على حصيرة، فتركت أثرا على جنبه. عندما استيقظ، قمت بمسح أثره وقلت: يا رسول الله، لماذا لا تسمح لنا بتوفير شيء لترتاح عليه في الحصيرة؟ فقال رسول الله: «ما لي وللدنيا؟ أنا والدنيا كالمسافر يظل تحت شجرة ثم يرحل ويتركها»

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}: في الدار الآخرة، الله يمنح النبي محمد صلى الله عليه وسلم الرضا بأن يرضيه في أمته ويمنحه الكرامة، بما في ذلك نهر الكوثر الذي تحيط به قباب اللؤلؤ الفارغة، وترابه مصنوع من العطر الأحمر النفيس. وقال ابن عباس: “من رضي عن محمد صلى الله عليه وسلم، فلن يدخل أحدا من أهل بيته النار”. وهذا يعني أن الله عز وجل اهتم برعاية النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان صغيرا بعد وفاة والده، ووجده الله مكانا آمنا وحماه من الأذى من قبل قومه. وقال الله: “ألم يجدك يتيما فآواك، ووجدك ضالا فهداك”، والمقصود هنا هو أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضل في صحراء مكة وكان صغيرا، وعاد إلى بيته بعد ذلك، ويقال إنه ضل وهو يركب الإبل مع عمه في طريق الشام، وفي الليل جاء الشيطان وأخرجه من الطريق، ولكن جاء جبريل ونفخ في الإبل وأخرجها من الطريق، وأعاد الراكب إلى الطريق

{وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}: إذا كنت فقيرا ولديك أطفال، فسيغنيك الله عن غيره، وسيجعلك في مكانة مع الفقراء الصابرين والأغنياء الشاكرين، وبالنسبة للأيتام، فلا تظلمهم، ولا تهينهم، بل كن لطيفا معهم، وبالنسبة للمستجيرين، فلا تكن وحشيا أو متكبرا، ولكن كن متواضعا ولطيفا، وعندما تتحدث عن نعمة الله، فليكن ذلك عملا شكرا له، وأعرف أن من الكفر ترك شكر النعمة، وأن الجماعة هي رحمة والفرقة هي عذاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى