تفسير الاحلاممنوعات

تفسير رؤية الله عز وجل في المنام

رؤية الله في المنام عند إبن سيرين

إذا رأى شخص في المنام أنه يتحدث مع الله تعالى من وراء حجاب، فهذا يدل على حسن دينه وأدائه للأمانات إذا كانت بحوزته، وعلى قوة سلطانه.

إذا رأى شخص في حلمه أنه يتحدث إلى الله دون وجود حجاب بينهما، فإن هذا ليس حلما حقيقيا، لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم: ((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا)).

إذا رأى الشخص في منامه أنه يقف بين يدي الله عز وجل وينظر الله سبحانه وتعالى إليه، فإن هذه الرؤية تدل على الرحمة والخير إذا كان الرائي من الصالحين، ولكن إذا كان الرائي ليس من الصالحين فينبغي عليه أخذ الحيطة والحذر والعمل على إصلاح نفسه وتحسين حاله دينه ودنياه.

من يرى في منامه أنه يناجي الله، فسيتم كرمه بالقرب من الله، وسيصبح محبوبًا عند الناس، وذلك بسبب قول الله سبحانه وتعالى: “وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا”، وكذلك إذا رأى نفسه في وضع السجود بين يدي الله عز وجل، وذلك استنادًا لقوله تعالى: “وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ.

إذا حلمت شخصية ما بأن الله وعد بالرحمة والمغفرة، فإن هذا الوعد صحيح بلا شك، لأن الله لا يخلف وعده، ولكنه قد يتعرض لاختبار ينجو منه بلطف وكرم من الله.

إذا رأى الشخص في المنام والديه ساخطين أو غاضبين عليه، فإن ذلك يدل على سخط الله أيضًا عليه، وذلك لقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: `اشكر لي ولوالديك`. ويُروى في بعض الأخبار أن رضا الله عز وجل يتوقف على رضا الوالدين وسخطه يتوقف على سخطهما.

رؤية الله في المنام للعزباء

إذا رأت المرأة العزباء الله سبحانه وتعالى في المنام بشرط أن يكون كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وعلماء المسلمين، فإن هذا يدل على أن هذه الفتاة تعاني من الإرهاق النفسي والضيق وأنها مضغوطة نفسياً رغم أن قلبها مليء بالتقوى والإيمان ومع ذلك تختنق ويضيق صدرها من حالتها، فبرؤيتها لهذه الرؤيا في منامها وهي رؤية الله عز وجل دليل على خلاصها القريب من ضيقها، وإجابة طلبها الذي تدعو به الله سبحانه وتعالى فهو القادر على تبديل الأحوال في طرفة عين.

في حال رأت المرأة في حلمها أنها تدعو الله وأنها أمامه تبارك وتعالى، فهذا يدل على إيمانها القوي وأنها من النساء الصالحات. وتشير الرؤية أيضًا إلى أن أمانيها ستتحقق سواء كانت في النجاح والازدهار في الدنيا أو في النجاة والقبول في الآخرة.

إذا شعرت المرأة بأن الله سيمنحها بعض المتاع الدنيوي مثل المال، فقد تتأخر في الزواج كاختبار لها، ولكنها ستتزوج من شخص يرضيها ويرضي الله تعالى، ومن الصبر الجميل والعفة يكون ذلك.

رؤية الله في المنام للمتزوجة

إذا كانت المرأة تقية وصالحة وتحتمل الصعاب ولا تشكو إلا لله، فهذا يعد بشارة لتيسير أمورها ورزقها الوفير الذي سيأتيها وسيأتي زوجها قريبًا.

إذا رأت المرأة في حلمها الله عز وجل بالطريقة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا يدل على مكانة زوجها المتوفي الطيبة عند الله سبحانه وتعالى.

لو رأت المرأة المتزوجة الله عز وجل في منامها، وكان قد تم إجبارها على الزواج بزوجها هذا وتفكر دائماً بالإنفصال عنه  رغم كونه شخص يحسنُ معاملتها، فهذه الرؤيا لله تبارك وتعالى دليل على أن عليها الحفاظ على بيتها وأسرتها لقوله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ((وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)).

إذا شاهدت المرأة رؤيا وشعرت بأن الله عز وجل غاضب منها، فذلك يدل على أنها تقوم بأفعال غير مستحبة ويجب عليها أن تتوب وتنصرف عنها على الفور.

رؤية الله تعالى في المنام

قد يكون من الممكن أن يرى الإنسان ربه  في المنام ، ولكن قد ذكر شيخ الإسلام إبن تيمية (رحمة الله عليه) ، وبعض علماء الإسلام الآخرين في هذه الرؤيا ، أن ما رآه  الشخص ليس هو الحقيقة ، لأن الله لا يشبهه شيء “سبحانه وتعالى”  ن وجل في علاه هو القائل في كتابة الكريم : ” ليس كمثله شيءٌ وهو وهو السميع البصير “.

إذا فقد يراه ولكن ليس صورة إنسان ، أو أحد من المخلوقات التي خلقها الله تبارك وتعالى ، لأن الله لا شبيه له ولا كفء له جل في علاه ، فرؤية الله تبارك وتعالى في المنام قد تحصل لبعض المؤمنين ، فقد ذكر النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض أنه قد قال : “اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها “.

لتكون الرؤية صادقة، يجب أن يكون الله عز وجل في الرؤية بصورة لا تشبه الخلق، ويجب أن تكون متوافقة مع الشرع الإسلامي. وإذا دلَّت الرؤية على أمر يتعارض مع الدين والشرع، فإن ذلك يعتبر من الشيطان وليس رؤية صالحة.

نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد من الخلق ربه حتى يموت، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لن يرى أحدا منكم ربه حتى يموت، وذكر ذلك في صحيح مسلم. وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما إذا كان رأى ربه، قال إنه رأى نورا، وذكر ذلك في صحيح مسلم في حديث أبي ذر.

ورد في مجموع فتاوى ابن الباز أن الأنبياء وبعض الصالحين يمكنهم رؤية الله تعالى في المنام بطريقة لا تشبه خلقه، وذكر لمعاذ رضي الله عنه أنه إذا رأى شخص في رؤيته لربه في المنام يأمره بشيء يخالف الشرع والدين.

فهذا علامة أنه لم يرَ ربه ، بل رأى شيطاناً ، فلو رآه يقول له : لا تصلِّ قد أسقطتُ عنك التكاليف ، أو قال له : ليست عليك زكاة ، أو لا تصم رمضان ، أو ليس عليك بر والديك ، أو قال: لا حرج عليك أن تأكل الربا ، فهذه كلها مدلولات على أنه رأى شيطاناً وليس ربه ، وأن من يكلمه ليس ربه وإنما هو شيطان.

أشارالبغوي إلى أن رؤية الله في المنام ممكنة، وذلك بمعنى أن رؤية الله تبارك وتعالى في المنام ممكنة وفقًا للمعاني التي تم ذكرها سابقًا. وإذا رآه الإنسان في المنام ووعده الله تبارك وتعالى بالجنة أو المغفرة أو النجاة من النار، فإن قوله ووعده لعباده صحيح.

– إذا رأيته في معرض، فهذا تحذير من الذنوب، استنادا إلى قوله تعالى: `أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم`. إذا أعطيته شيئا من متاع الدنيا وأخذه، فهذا اختبار وبلاء يصيبه ويعظم به أجره، حيث يظل في حالة اضطراب حتى يؤديه إلى الرحمة والنجاح النهائي. وقد قال ابن تيمية أنه إذا كان إيمان المؤمن صحيحا، فإنه يرى الله بصورة جميلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى