الخليج العربيالكويت

تفسير ” المادة 50 ” من الدستور الكويتي

شرح المادة 50 من الدستور الكويتي

تنص هذه المادة بوضوح على مبدأ الفصل بين السلطات.” تهدف هذه المادة إلى تأكيد مبدأ الفصل بين السلطات بدلا من ترسيخه كواقع توجيه اللوائح المتعلقة بالسلطات العامة. وتهدف أيضا إلى تجنب حدوث أي خلافات حول هذا المبدأ، حيث يمنع هذا البند نقل أي من السلطات التشريعية والإدارية والقضائية للدول الثلاث لأي جزء من اختصاصاتها المنصوص عليها في الدستور. ويهدف بشكل خاص إلى منع السلطة التشريعية من تخصيص أي جزء من اختصاصها للسلطات الإدارية. وبمعنى آخر، لا يجوز تحويل أي نوع من الشؤون أو نوع محدد من التشريع أو السلطة إلى ما يعرف باللامركزية.

ومع ذلك، فإن هذا النص لا يمنع السلطة التشريعية من إعطاء الحكومة تفويضا محددا ذو أهمية خاصة في ظروف خاصة، بدلا من الاستيلاء عليها من قبل المشرع وفقا للقانون. وفي هذه الحالة، يمكن لهذا القانون أن يوضح بعض الإرشادات أو القواعد الأساسية التي يجب على الحكومة الالتزام بها عند ممارسة هذا الحق، وفي ظروف خاصة، يتطلب من السلطة التشريعية تكليف الوكالة الإدارية بالتعامل مع بعض القضايا الرئيسية ككل، مثل مواجهة العملة، أزمة اقتصادية أو عسكرية، وكما تم ذكره في بعض المواد مثل المادة 25 من الدستور الكويتي وغيرها.

تهدف حساسية المنع المنصوص عليها في هذه المادة إلى مقاومة بعض المواقف التي لاحظت في توجه المجلس التشريعي، والذي يتخلى في بعض الأحيان عن مهمة تشريع المزيد لصالح السلطة التنفيذية، مما يؤثر على عالمية الشعب في الإدارة. ويعتبر التشريع هو الشيء الأهم والأقرب إلى جوهر السيادة.

الدستور الكويتي

نشأة الدستور الكويتي تمت صياغة الدستور الكويتي في عهد الأمير عبد الله السالم الصباح ، ويعتبر أقدم دستور في منطقة الخليج العربي ، وقد تم وضع أحكامه نظام الحكومة الكويتية ، بالإضافة إلى صياغة القواعد التي تحكم المجالس التشريعية الثلاثة للدولة ، التشريعية والتنفيذية والقضائية.

الدستور هو القانون الأساسي للبلاد ، ويحدد أسس المجتمع ونظام الدولة ، ومؤسسات الدولة ، وتنظيمها ، وأنشطتها ، وحقوق المواطنين وواجباتهم ، ويمثل الدستور تطوراً هاماً لهذه العلاقة بين الدولة ومواطنيها ، لأنها عملية جعل الدولة تخضع للقانون ، لأنها القانون الأساسي للدولة حيث يعتبر دستور الكويت الوطني الصادر عام 1962 دستورًا ثابتًا مكتوبًا لأنه ينص على أنه من أجل التمكن من تعديله وتعديله ، تكون الشروط والإجراءات الخاصة أكثر صرامة وتعقيدًا من تلك المحددة في الظروف العادية القانونية وطريقة تأليف القانون أو إقراره ، لأن هذا هو الدستور التعاقدي بين الحاكم والشعب.

أهمية الدستور الكويتي

  • منذ اعتماد الدستور، شهدت الكويت استقرارا داخليا وتجديدا شاملا، وتوسعت علاقاتها مع دول العالم بناء على الاحترام المتبادل. كما تم صياغة عدة قوانين وأنظمة أبرزها قانون الجنسية وقانون العملة وقانون الجوازات وتنظيم الدوائر الحكومية. وتم إصدار مرسوم أميري لتنظيم القضاء وجعله قابلا للتطبيق في جميع المناطق. وقد نشأت خلافات في البلاد بسبب مشاكل قانونية بموجب المادة 75 من الدستور الكويتي، بعد أن تدخلت مؤسسات غير كويتية في بعض القضايا.
  •  يلتزم الدستور بتحقيق التوازن المزدوج بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي ، ومن مظاهر النظام البرلماني أن رئيس الدولة غير مسؤول وفرده محمي ولا يمكن الوصول إليه لأنه يعتقد أن رئيسه هو الرئيس و بالإضافة إلى إنشاء نظام للتعاون السياسي من خلال إدخال نظام مرن لفصل السلطات ، كما أسس السلطة السياسية من خلال وزرائه.
  • أكد المؤرخون أن دستور الكويت يتمتع بروح تنموية تعطي الشعب الكويتي فرصة ديمقراطية للسير في طريق النهضة والتقدم والازدهار، حتى ينعم الشعب الكويتي بحياة ديمقراطية جيدة من خلال الدستور الشامل الذي أقرته الولايات المتحدة والمجلس التأسيسي المنتخب من الشعب.

نشأت الكويت

ظهور الكويت حدث في عام 1716، وكانت المنطقة تعرف سابقا باسم كاظمة، ويحمل ميناؤها نفس الاسم. تقع الكويت في الجزء الشمالي الغربي من خليج الكويت، ويعود تواجد الإنسان في هذه المنطقة لأكثر من أربعة آلاف عام، حيث تم اكتشاف المعالم الأثرية. لكن الظهور الفعلي للكويت كمجتمع بدأ في أوائل القرن الثامن عشر، خاصة في عام 1716م، عندما جاءت مجموعة من العائلات والقبائل إلى المنطقة. أطلقوا عليها اسم عتوب (بني خالد) وكان لها السلطة والنفوذ في حماية المنطقة وشعبها. تمتلك لبنى خالد “كوت”، وهي تعني حصنا صغيرا في القرين جنوب الجون. اشتقت الكويت منها كلمة “التصغير” من كلمة “كوت.” وهذا هو الاسم الذي كان معروفا حتى يومنا هذا.

في عام 1752، اختار الشعب الكويتي صباح بن جابر ليكون حاكما وفقا للنظام العشائري العربي، واستخدم الشعب الكويتي إدارة شؤون المدينة وفصل سكانها عن النزاعات بسبب احتياجات الناس. ومع توسع نشاطاتهم البرية والبحرية، ستعود الحكمة إلى أيديهم. ويجب الحفاظ على هوية المهاجرين الضخمة القادمة من خارج الكويت ومنازلهم، ومن الأهمية بمكان اختيار الكويت ليكون حاكما لأسرة الصباح في تلك الفترة بسبب الاحتلال الفارسي للبصرة في عام 1775 وتهجير القبائل والأسر، وتحويل التجارة في الكويت.

تحولت الكويت من قرية صغيرة إلى مدينة نشطة وميناء تجاري يربط بين الشرق والغرب، وأدى الاضطراب في العراق وإيران إلى فراغ تجاري وسياسي، ونتيجة لذلك، ازدادت أهمية ميناء الكويت وتطورت الحياة فيها بحاجة ماسة إلى الشرعية والقدرة على حماية قيادة المجتمع ومصالحه وحقه في تمثيل السلطات والمجتمع من حوله، وكذلك أسرة الصباح، الذين حظوا بولاء الكويتيين بعد ذلك، وأصبح الابن الأكبر رئيسا لهذه الأسرة وحكمها حتى اليوم.

حكم الكويت

في فترة حكم الكويت وتفعيل مبادئ الشورى (1752-1896)، كان من المستحيل تحديد موعد للإجراء البرلماني في اليوم الذي يتم فيه تشكيل المجلس الكويتي أو انتخاب أول مجلس أمة. ويرمز ذلك إلى تجسيد الروح الديمقراطية الحقيقية المتجذرة في المجتمع الكويتي منذ قيام دولة الكويت. كان العلاقة بين الحاكم والمواطن مبنية على الشعور العائلي، والشعب كان يحكمه القيم والروابط العربية القديمة.

قبل فهم المنطقة العربية لتطبيق الديمقراطية بطريقة مألوفة، كانت الكويت في حالة من الفوضى منذ تأسيسها. كانت تتشكل عبر التجمعات والتبادلات والتلاحم بين أفراد المجتمعات الصغيرة، والتي في الواقع كانت مجالس محلية صغيرة منتشرة في مدينة الكويت القديمة. هناك كان الرأي العام والأحزاب السياسية يتبادلون الآراء وينشرون المعلومات بشكل دائم في كل أسرة تقريبا. كان أفراد الأسرة الكويتية وجيرانهم يجتمعون مع عائلاتهم وأصدقائهم لمناقشة موضوعات مختلفة، تشمل كل مجالات الاهتمام العام مثل المالية والاقتصاد والمجتمع والسياسة وغيرها. يعتمد المجتمع الكويتي بشكل كبير على الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالبحر، حيث توفر هذه الأنشطة فرص عمل، مثل رحلات الإبحار وبناء السفن وتجارة اللؤلؤ وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، الغوص للبحث عن اللؤلؤ كان أحد الأنشطة الرئيسية، حيث قدمت الفصائل الدعم المالي للحكام ونظامهم السياسي لأداء واجباتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى