اسلامياتالقران الكريم

تفسير الآية ” لبيوتهم سقفًا من فضة ومعارج عليها يظهرون “

يقول الله تعالى: “ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفًا من فضة ومعارج عليها يظهرون” [سورة الزخرف: 33]

جدول المحتويات

تفسير القرطبي

قال العلماء: ذكر حقارة الدنيا وقلة خطرها، وأنها عنده من الهوان بحيث كان يجعل بيوت الكفرة ودرجها ذهبًا وفضة لولا غلبة حب الدنيا على القلوب؛ فيحمل ذلك على الكفر. قال الحسن : المعنى لولا أن يكفر الناس جميعًا بسبب ميلهم إلى الدنيا وتركهم الآخرة لأعطيناهم في الدنيا ما وصفناه؛ لهوان الدنيا عند الله عز وجل.

وبناء على ذلك، يروي بعض المفسرين مثل ابن عباس والسدي وغيرهم، أنه قيل: لولا أن يكون الناس أمة واحدة في السعي وراء الدنيا واختيارها على الآخرة، لجعلنا للكافرين الذين ينكرون رحمة الله أسقفا من الفضة لبيوتهم. وقال الكسائي: المعنى لولا وجود الغني والفقير بين الكافرين والمسلمين بالتساوي، لأعطينا الكافرين من الدنيا ما يرضيهم ويمنعهم من الانحراف عن الطريق الصحيح.

قوله تعالى: الكلمة { معارج } تعني “الدرج” وهو قول ابن عباس والجمهور يتفقون عليه، ومنها مصطلح “المعراج” والذي يشير إلى السلم، ومنها ليلة المعراج. والجمع لها معارج ومعاريج، وهي مثل “مفاتح” و”مفاتيح”، وهما كلمتان لغويتان. العبارة { عليها يظهرون } تعني أن الأشخاص يصعدون على المعارج، وقال الحسن: والله، لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك! فكيف لو فعل ذلك؟

تفسير الطبري

القول في تأويل قوله تعالى: يتحدث الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن أن لو لم يكن الناس جماعة واحدة، لكانوا يتبعون الكفر. وقد اختلف أهل التأويل في المعنى الذي لم يتفقوا عليه، إذ يختلفون في معنى “أمة واحدة”. فرأى بعضهم أنهم سيكونون جميعا على الكفر، ورأى البعض الآخر أن معنى الآية هو أنهم سيكونون جميعا على الكفر إذا تجمعوا. وقد قال الله سبحانه وتعالى في آية أخرى أنه سيجعل للكفار لبيوتهم سقفا من فضة، إذا لم يكن الناس كلهم كفارا.

 وعن الحسن قال: لو لم يكن الناس كفارا جميعا وميلهم للدنيا، لجعل الله تبارك وتعالى الذي قال “والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها” يفعل ذلك، فكيف إذا فعلوا ذلك؟ وقد قال السدي “ولو لم يكن الناس أمة واحدة” يعني كافرين على دين واحد، وقال آخرون: اجتماعهم على طلب الدنيا وترك طلب الآخرة، ومعنى هذا الكلام: لو لم يكن الناس متفقين على طلب الدنيا ورفض الآخرة، وقال ابن زيد: لو لم يختار الناس دنياهم على دينهم، لجعلنا هذا لأهل الكفر.

وقوله: يقول الله تعالى في القرآن: لجعلنا لمن يكفر بالرحمن سقفا في الدنيا، ويعني بذلك أعلى بيوتهم، وهي السطوح من فضة، وقال قتادة إن السقف هو أعلى البيوت، ويظهرون على المراقي والدرجات التي يصعدون عليها للوصول إلى السقف، وقال السدي إن المراقي هي الدرجات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى