اسلامياتالقران الكريم

تفسير الآية ” إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم “

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [سورة غافر: 60]

تفسير الآية:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } هذا من فضله تبارك وتعالى وكرمه، أنه ندب عباده إلى دعائه، وتكفل لهم بالإجابة، قال كعب الأحبار: « أعطيت هذه الأمة ثلاثاً لم تعطهن أمة قبلها إلا نبي: كان إذا أرسل اللّه نبياً قال له: أنت شاهد على أمتك، وجعلكم شهداء على الناس، وكان يقال له: ليس عليك في الدين من حرج، وقال لهذه الأمة: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }، وكان يقال له: ادعني أستجب لك، وقال لهذه الأمة: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } »

وروى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `الدعاء هو العبادة`، ثم قرأ: `ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين` [رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن، وقال الترمذي: حسن صحيح]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من لم يدع الله عز وجل غضب عليه` [أخرجه الإمام أحمد، قال ابن كثير: إسناده لا بأس به].

وكذا قال أكثر المفسرين وأن المعنى: اعبدوني وحدوني، وسأقبل عبادتكم وأغفر لكم.” ويقال: هو الذكر والدعاء والسؤال. قال أنس رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع» ويقال الدعاء: هو ترك الذنوب، وكان خالد الربعي يقول: عجيب لهذه الأمة قيل لها: {ادعوني استجب لكم} أمرهم بالدعاء ووعدهم الاستجابة وليس بينهما شرط.

وروى الحافظ، عن محمد بن سعيد قال: عند وفاة محمد بن مسلمة الأنصاري، وجدنا في ذؤابة سيفه كتابا يحمل عبارة “بسم الله الرحمن الرحيم” ويشهد على قول النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون هناك نفحات من ربكم في بقية أيام دهركم، لذا عليكم أن تتعرضوا لها، لعل دعوة يقابلها رحمة، ويشعر صاحب هذه الدعوة بسعادة لا يخسرها بعد ذلك أبدا، ويقول الله تعالى: “إن الذين يستكبرون عن عبادتي” أي الذين يستكبرون عن الدعاء والتوحيد، “سيدخلون جهنم داخرين” أي متواضعين ومهانين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يحشر المتكبرون يوم القيامة مثل الذر في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصغار، حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار”، وهذا الحديث رواه الإمام أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا

 وقال ابن أبي حاتم عن وهيب بن الورد: حدثني رجل قال: كنت أسير ذات يوم في أرض الروم، فسمعت هاتفاً من فوق رأس جبل وهو يقول: يا رب عجبت لمن عرفك كيف يرجو أحداً غيرك، يا رب عجبت لمن عرفك كيف يطلب حوائجه إلى أحد غيرك، قال: ثم عاد الثانية فقال: يا رب عجبت لمن عرفك كيف يتعرض لشيء من سخطك يرضي غيرك، قال، فناديته: أجني أنت أم إنسي؟ قال: بل إنسي، اشغل نفسك بما يعنيك عما لا يعنيك. [رواه ابن أبي حاتم].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى