تفسير أعظم آية في كتاب الله
يتحدث هذا التفسير عن الآية التي تقول: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم” ويوضح معانيها العظيمة وصفات الله العظيمة، ويشير إلى أنها هي الآية الأعظم في القرآن الكريم.
تفسير آية الكرسي الشيخ عبد العزيز ابن باز
يوضح لنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تفسير هذه الآية العظيمة: أن آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله، وذلك بسبب محتواها العظيم الذي يشمل توحيد الله وإثبات أسمائه وصفاته، وعلمه وقدرته، ويتمثل ذلك في قوله سبحانه: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وهذا يعني معنى كلمة التوحيد، وهو أن لا إله إلا الله
– الله لا إله إلا هو الحي القيوم: يعني أنه ليس هناك إله حقيقي سوى الله، وهو الحي القيوم الذي يحيي ويميت ولا يشعر بالنقص أو الضعف أو الغفلة أو النوم أو النعاس أو الموت أو أي آفة أخرى، وهو الذي يحمل أمر عباده ويقيمهم ويحافظ على مخلوقاته، ولا يمكن لأي عبد أو مخلوق أن يقوم بذلك إلا به، وهو الذي أنشأ السماوات والأرض والكون بأكمله.
– لا تأخذه سِنة ولا نوم: يقصد بذلك أنه لا يصاب بالنعاس والنوم الخفيف، ولا بالنوم الثقيل حتى لا يصاب بالغفلة والنعاس والنوم والموت، بل يستمر في حياته بكاملها سبحانه وتعالى.
– ما في السموات وما في الأرض: يعني أنه الحاكم الأول والمالك لجميع الأشياء، وهو المالك للسماء وما فيها والأرض وما فيها، كما أنه مالك لجميع الأشياء العظيمة والمجيدة.
– من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه: يعني أنه لا يمكن لأي شخص أن يشفع لآخر إلا بإذنه تعالى، ويشير هذا إلى أنه يوم القيامة لن يأتي أحد ليشفع لأحدهم حتى يأذن الله لهم بذلك، وهذا يعكس عظمة مقام الله وجبروته.
– يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم: يعني أن الله عالم بجميع أحوال عبيده، ولا يخفى عليه شيء، حيث يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ويعلم الماضي والحاضر والمستقبل من حيث يتعلق بأحوال عبيده، ويعلم كل شيء، سبحانه وتعالى.
– ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء: إنهم لا يعلمون شيئا إلا بما أفادهم سبحانه وتعالى، بينما هو العالم بحال جميع عباده، سواء ماضيهم أو حاضرهم، يعلم حالاتهم وما يخرج منهم وما يحدث لهم بعد الموت وما ينتظرهم في الحياة الآخرة. ولا يعلمون ما عندهم إلا بتعليمه من خلال رسله أو من خلال ما يمنحهم الله في هذه الدنيا من مخلوقات ورزق وأشياء يعرفها عليهم.
– وسع كرسي السموات والأرض: الكرسي هو مخلوق عظيم فوق السماء السابعة غير العرش، قال بن عباس إنه موضع قدميه، ويقول بعض أهل العلم إنه العرش؛ لأن العرش يسمى كرسيا، ولكن الاعتقاد الشائع هو أنه مخلوق عظيم فوق السماء السابعة وليس العرش الذي يقع فوقه الله عز وجل.
– ولا يؤده حفظهما: أي أنه لا يمكن أن يتم إخراجه أو أن يصبح ثقيلا أو يكون عبئا عليه، بل هو قادر على كل شيء وهو العلي العظيم، ليس بمعنى الارتفاع المطلق، بل هو العلو الذي يتجاوز عرشه، وهو القهر والسلطان، وهو منزلة الشرف والقدر السامي، جلاله تعالى.
– وهو العلي العظيم: هو المتعالي فوق جميع خلقه، قادر على كل شيء، العظيم السلطان الذي يتصرف بعباده كيفما يشاء، وهو العظيم الذي لا يوجد أعظم منه.