اسلامياتالقران الكريم

تفسير « إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم »

تفسير {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} [النساء: 142- 143]. هذه بعض صفات المنافقين: الرياء، والتقصير في الصلاة، يعني: الكسل والغفلة عنها، والتجاهل لها، والرياء بأعمالهم، ومنع الحق الذي عليهم، فلا يجب أن يتأثر المؤمن بصفاتهم، أو يتخذها، بل يجب أن يحذرها ويكون من المخلصين والمنصحين، وليس مع الخادعين، المتخلفين، المتكاسلين.

تفسير الآية:
يوضح لنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز تفسير الآية بأنه: ذكر الله تعالى في هذه الآية جملة من صفات المنافقين؛ تحذيرًا لنا من ذلك، وحثًا على مخالفتهم، والمنافق هو الذي يتظاهر بالإسلام وهو مع الكفار، وهذا المنافق هو الذي باطنه كافر، وظاهره مع المسلمين، وهو مكذب الله ورسوله، منكر للآخرة، ملحد في دين الله، ولكنه يتظاهر بالإسلام لأسباب؛ إما لطمع في الدنيا، وإما لخوف القتل، وإما لغير ذلك.

إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم:
يصف الله تعالى منافقين بأنهم يخدعون بإظهارهم الإسلام ويدعون أنهم مسلمون، وهذا يعد خداعا، والله هو الذي يخدعهم بسبب معرفته بأحوالهم، وهو الكامل الذي يمهلهم ويمدحهم ويتسامح معهم، حتى يظنوا أنهم ناجون وهم في الحقيقة هالكون وغير ناجون، ويظهر لهم في يوم القيامة بعض النور مع الناس، فيظنون أنهم نجوم، ثم يطفئ نورهم، ويسحبون إلى النار، فكما خدعوا يخدعون.

جدول المحتويات

وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى

واحدة من صفاتهم الذميمة هي عدم النشاط في الصلاة؛ إذ لا يؤمنون بها ولا يتمتعون بالإيمان بها. إنما يصلونها لمجرد المجاملة، ولذلك فهم كسالى. وعندما يعتقدون أنهم يختفون، يتجاهلون الصلاة. ولهذا السبب، تكون صلاة العشاء وصلاة الفجر أثقل عليهم، لأنها ليست واضحة لجميع الناس ويمكنهم أن يختفوا خلالها. يجب على المؤمن أن يحذر هذه الصفة، وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: `من يرغب في أن يلتقي الله غدا وهو مسلم، فعليه الحرص على أداء الصلوات الخمس في الأوقات المحددة. فإن الله شرع لنبيه سنن الهدى، وإن أداء الصلوات الخمس هو جزء من سنن الهدى. لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم. ولو تركتم سنة نبيكم، لضللتم وفي رواية أخرى لكفرتم. لقد رأيتنا وأنا لا أرى أحدا يتخلف عن الصلاة إلا منافقا معروفا بنفاقه. هذا يعني أن المتخلف عن الصلاة بدون عذر هو منافق.

يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلًا

وهي الخصلة الثالثة للمنافقين: يرون الناس في صلواتهم وأعمالهم العبادية رياء، لأنهم ليس لهم إيمان، ولا حساب، ولا إخلاص، لذا انتقدهم الله، ولومهم، ووعدهم بأسفل درجات النار. فالمؤمن الحقيقي يجب عليه أن يحذر من صفاتهم وأخلاقهم، كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ما أخشى عليكم الشرك الأصغر من الرياء»، وسئل عنه فقال: الرياء. ويقول الله تعالى في يوم القيامة للمرائين: «اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم أجرا؟».

ولا يذكرون الله إلا قليلًا:
وهي الصفة الرابعة لهم: يذكر الله عند أهل الغفلة قليلاً، لأنهم ليس لهم إيمان، ولذلك فإن حالهم العامة هي الغفلة وعدم ذكر الله جل وعلا. ولذلك ينبغي لك، يا عبد الله، أن تكون على خلافهم وأن تزيد من ذكر الله، سواء وأنت قاعدًا أو واقفًا في الطريق أو في المنزل وما إلى ذلك، ولا تكن غافلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى