تفاصيل معركة السبلة …اسبابها و نتائجها
هناك العديد من المعارك التي جرت في المملكة من أجل توحيدها، وشارك فيها كبار القادة وقد قام العديد منهم بالتضحية بأنفسهم وأموالهم من أجل توحيد البلاد ونهضتها وتقدمها، حتى تم توحيدها على يد سمو الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – ومن بين المعارك التي جرت كانت معركة السبلة، وقد نشبت تلك المعركة بين الإخوان سلطان بن بجاد وفيصل الدويش مع سمو الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله .
أسباب معركة السبلة :
في البداية، شهدت المملكة العديد من المعارك الداخلية من أجل توحيدها، ولكن رغب الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – في إيقاف الحرب والتركيز على البنية التحتية للمملكة والعمل على التعمير والتنمية فيها، حيث أدرك أن استمرار الحرب يسلب الدولة مواردها الاقتصادية ويؤثر على الحالة الاجتماعية العامة في الدولة. لذلك، أراد الملك أن يتوقف القتال ويبدأ التطوير والتعمير، ولكن لم يوافق جميع القادة على ذلك الرأي، حيث أنهم يرغبون في الاستمرار في المعارك والجهاد في سبيل الله وفتح بعض البلاد الأخرى .
وكان الإخوان، سلطان بن بجاد وفيصل الدويش، من أعضاء الحكومة الذين رفضوا وقف المعارك وأصروا على استمرار القتال والسعي لفتح العراق وضمه إلى المملكة. وكان ذلك يتعارض مع رغبة الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، وبالرغم من هذا التعارض بين القوتين، لم يجد الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، سبيلا لاستدراج الشيخ سلطان بن بجاد والشيخ فيصل الدويش إلى القتال، وذلك لتثبيتهما عن القتال مع العراق والتركيز على بناء وتطوير الدولة والسيطرة على أقاليمها .
3- نفذت الإخوان سلطان بن بجاد وفيصل الدويش إنشاء جيش كبير من الأعراب بهدف إعلان الحرب ضد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وسعوا للإطاحة به وقاموا بنشر الفوضى في البلاد وانتقدوا سياسات الملك واستنكروا الإصلاحات التي كان يقوم بها، وانضم إليهم بعض العرب الذين لم يكونوا مخلصين لحاكم البلاد ووحدتها، وعندما علم الملك بوجود هذا التجمع، لم يعلن الحرب بل تقدم بيده للسلام وعرض عليهم اللقاء وتقديم مطالبهم في سلام دون أي عمل عسكري .
دعا الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – رؤساء القبائل والمشايخ والعلماء والإخوان إلى اجتماع في مدينة الرياض، وحضر الجميع هذا الاجتماع باستثناء سلطان بن بجاد الذي امتنع عن الحضور. ولكن ما تم مناقشته في الاجتماع تعارض بشكل كبير مع سياسات الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – لأنهم أرادوا إجبار الشيعة على الرجوع عن طريقهم بالقوة، وإلا يتم قتلهم وإخراجهم من البلاد. وبعد ذلك، قام الملك بعرض مطالبهم على العديد من العلماء والمشايخ، وأقروا جميعا بأن إصلاحات الملك لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وأن عدم الطاعة للملك يتعارض مع الشريعة. ولذلك، اعتبر الإخوان أن هذه الفتوى تساند الملك ضد مصالحهم .
أحداث معركة السبلة :
قام الإخوان بحشد قواتهما للحرب ضد سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و قام الملك أيضًا بحشد قواته و كانت تتشكل من كبار قادة المملكة في ذلك الوقت ، و تعتبر تلك المعركة هي آخر المعارك التي قادها سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و بعد تلك المعركة تفرغ للإصلاحات الداخلية في المملكة ، و بعد أن إجتمعت القوات في الزلفي و عرض سمو الملك على سلطان بن بجاد أن يتقدم للمحاكمة و ينهي الحرب ، لكن سلطان بن بجاد رفض و أصر على القتال .
شنت قوات سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – هجوما على قوات الإخوان في 30 مارس 1929م، واستمرت المعركة بينهم حتى انسحبت قوات الملك واعتقد الإخوان أنهم حققوا النصر وخرجوا من مواقعهم. ولكن كانت هناك ذكاء كبيرا من الملك، فقامت قوات الملك بشن هجوم عليهم وتم الانتصار لصالح الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وتم القضاء على الإخوان .