تفاصيل قانون جاستا الأمريكي ( العدالة ضد رعاة الإرهاب )
أزمة سعودية أمريكية مثيرة للجدل، وذلك لأن وراءها تفعيل قانون يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية، على الرغم من عدم وجود أي علاقة بين المملكة العربية السعودية وتلك الأحداث، ولا وقوع أي حدث مشابه على الإطلاق. ومع ذلك، تصاعدت الأمور بشكل مثير… فما هو قانون جاستا؟ وكيف كان رد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ وما كان رد المملكة العربية السعودية؟ هناك العديد من الأسئلة التي يرغب كثير من أبناء الوطن العربي في معرفة إجاباتها… تابع السطور التالية لمعرفة تفاصيل أدق حول هذه المسألة .
تشمل قانون جاستا الأمريكي (العدالة ضد رعاة الإرهاب) رفع الحصانة عن الوجود السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية، والسماح لأسر ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة حكومة المملكة العربية السعودية بمليارات الدولارات، اعتقادا منها أنها تحقق حقها. يجب الإشارة إلى أن خمسة عشر شخصا الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانوا سعوديي الجنسية وينتمون إلى تنظيم القاعدة، ولكن التحقيقات أثبتت عدم تورط حكومة المملكة العربية السعودية في هذه الأحداث. تبين أيضا عدم وجود مسؤولين في المملكة العربية السعودية متورطين في تمويل الحركات الإرهابية، ومعروف للعالم أجمع أن المملكة بذلت جهودا كبيرة في مكافحة الإرهاب .
موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما من قانون جاستا .. الرئيس الأمريكي باراك أوباما يروي أن تفعيل هذا القانون يؤذي العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، ولكن مجلس الشيوخ الأمريكي يوضح أن أساسا لإصدار هذا القانون هو أن خمسة عشر شخصا، منهم الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر، يحملون الجنسية السعودية. وقد نقض الكونغرس، بمجلس الشيوخ والنواب، الفيتو الرئاسي، ويجب الذكر أنها المرة الأولى التي يتم فيها رفض فيتو رئاسي منذ بدء فترة رئاسة باراك أوباما في عام 2008، حيث صوت عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ لصالح قانون جاستا وتجاهلوا الفيتو الرئاسي. وقد علق البيت الأبيض على رفض الفيتو الرئاسي، معتبرا أنه يشوب مجلس الشيوخ بالعار. وبناء عليه، أكد باراك أوباما أن ما حدث ربما سيؤدي إلى تدمير العلاقات الأمريكية السعودية، وليس ذلك فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى تفاقم العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تدعم المملكة العربية السعودية. كما قد يؤدي هذا القانون إلى محاكمة الكثير من المواطنين والدبلوماسيين الأمريكيين في دول غربية، مما يزيد من العبء المالي على الولايات المتحدة الأمريكية. كان بإمكان باراك أوباما مواجهة قانون جاستا بطرق أكثر فعالية، ولكن ربما يعود ذلك إلى استخدامه لحق الفيتو 12 مرة خلال فترة رئاسته، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء فيتو رئاسي .
سيكون رد المملكة العربية السعودية قاسيا للغاية إذا تم تفعيل قانون جاستا. ولديها العديد من الوسائل للضغط على الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب المليارات من الدولارات من الاقتصاد الأمريكي، والاقتناع بشقيقها في مجلس التعاون الخليجي بفعل الشيء نفسه. ويمكن أيضا للمملكة أن تتوقف عن مكافحة الإرهاب، مما يؤدي إلى زيادة الهجمات الإرهابية والتأثير سلبا على المصالح السورية واليمنية، وأن تمنع الولايات المتحدة من استخدام القواعد العسكرية في المنطقة، وهو أمر يضر بعمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق وسوريا .
تأتي ردود الأفعال بين مؤيدين ومعارضين، ولكن الآراء التي ستعرض الآن تؤكد أن المملكة العربية السعودية دائما مصدر قوة لا يجب التهاون به، ومن بين هذه الآراء قول المحلل السياسي والأستاذ في جامعة الإمارات عبد الخالق عبد الله، الذي أراد أن يوضح للولايات المتحدة والعالم بأسره أن دول مجلس التعاون الخليجي ستقف بجانب أي دولة تتعرض للهجوم بشكل غير عادل، ومنذ إثارة قانون جاستا، أعلن جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي أنهم سيقفون بجانب المملكة العربية السعودية بكل الوسائل والأساليب المتاحة لهم، ويرون مساعد وزير الدفاع الأمريكي أن المملكة العربية السعودية لديها القدرة على الرد على الولايات المتحدة الأمريكية، وربما يكون هذا القانون سببا في إضرار سبل التعاون بين البلدين سواء من الناحية الاقتصادية أو في مكافحة الإرهاب
أثار قانون جاستا غضبا شديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ #جاستا بالفعل على تويتر. وتوالت التعليقات التي كان دافعها الأول هو الوقوف بجانب المملكة العربية السعودية. ولعل أبرز هذه الردود ما قاله جمال خاشقجي، الذي سخر من موقف الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تقوم بإرسال مبالغ طائلة إلى إيران، في حين أنها الآن تسعى لمقاضاة المملكة العربية السعودية. وتوالت التغريدات التي يرى أصحابها أنه من الممكن أن تتحد المملكة العربية السعودية اقتصاديا مع الصين بدلا من الاقتصاد الأمريكي .
بغض النظر عن التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية في هذا الوقت، فإن المملكة ما زالت قوية وشامخة، ولا شيء يؤثر عليها لأنها تعتبر الأرض التي يتم فيها طاعة الله ورسوله. اللهم اشغل الظالمين بأنفسهم، ومن يريد الشر للمملكة العربية السعودية، فليسقط كيده في نحره ولتكن مكائده دمارا عليه .