تفاصيل عن ” كتاب الزبور “
يعتبر الإسلام الإيمان بكتب الله ورسله من الأركان الأساسية للعقيدة الإسلامية، لذا لا يمكن للعبد أن يكون مؤمنا بصدق حتى يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وفي سورة البقرة يقول الله تعالى: “آمن الرسول بما أنزل إليه كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله”، وفي السنة النبوية الشريفة روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بارزا للناس يوما، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال له: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، وتؤمن بالبعث.
الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى هي الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن، ويجب الإيمان بها جميعها والإقرار بها، وفقا لقوله تعالى في الآية السابقة من سورة البقرة وكما جاء في الحديث الشريف.
ما هو الزبور
الزبور هو كتاب الله تعالى الذي أنزله على نبيه داود عليه السلام. فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم “وآتينا داود زبورا”، وقال ابن كثير في تفسيره للآية أن الزبور هو الكتاب الذي أوحاه الله إلى داود عليه السلام. وزاد القرطبي معرفة الزبور بأنه كتاب داود، يحتوي على مائة وخمسين سورة لا تتعلق بالحلال والحرام، بل هي حكم ومواعظ. وكان داود عليه السلام يمتلك صوتا حسنا، فعندما كان يقرأ الزبور، كان الناس والجن والطيور والحيوانات يحتشدون للاستماع إلى صوته الجميل.
يقول تعالى في آية محكمة من سورة سبأ، الآية رقم 10: `ولقد آتينا داود منا فضلًا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد`
فسر الفضل الذي منحه الله تعالى لنبيه داود بأنه يتمثل في النبوة، والزبور، والعلم، والقوة، والتسخير، والحكم بالعدل، وإلانة الحديد، والصوت الحسن. وأرسل داود عليه السلام إلى قومه، بني إسرائيل.
الزبور تفصيلا
يقول بعض الباحثين إن هناك نص صريح يخبرنا بأن الزبور الذي كان مع النبي داوود هو شيء مثل القرآن الذي يمكن قراءته منه تقربا إلى الله، وأن ما ورد في صحيح البخاري بأن الله خفف على داوود القرآن، عبارة واضحة تشير إلى أن ما كان مع النبي داوود هو قطع من القرآن. وعند الرجوع إلى معنى كلمة الزبور في اللغة العربية والمعاجم العربية، نجد أنها تعني القطع، وهذا ما يجعلنا نعتقد بأن النبي داوود كان معه الزبور الذي يتكون من آيات من القرآن الكريم.
بينما يقول دارسين أن كتاب الزبور له اسم آخر هو المزمور، وهو الكتاب الأول من أسفار الكتابات، والقسم الثالث من الكتب المقدسة التي تمت كتابتها باللغة العبرية، ويضم الزبور مختارات من المزامير الفردية، و150 تقليد مسيحي، ويهودي، تتم بها الصلوات أو بعض الصلوات في الكنائس المسيحية الشرقية تحديدا، وتعود تاريخية هذه المزامير إلى ما يقرب من خمسة قرون.
أقسام الزبور
يتم تقسيم الزبور إلى خمسة أقسام، حيث لكل قسم منها وظيفته ومهمته الخاصة
يحتوي قسم التراتيل على الثناء على عمل الله في خلقه، والدعوة إلى الله، ويتضمن وصفاً يدفعنا للثناء، وينتهي بتكرار الدعاء، ويقال إن هذا القسم يضم فئات فرعية مثل المزامير والتراتيل الأخروية التي تتحدث عن الآخرة.
2- رثاء المجتمع، وهو القسم الثاني من كتاب الزبور، وتتناول رثاء الأمة والكوارث التي كانت تلم بها، ويشمل هذا القسم وصف للمعاناة والاعتراف بالذنب التي تم اقترافه ووقعت بسببه الكارثة، واللجوء إلى الخالق واللتماس منه المساعدة والعفو وأن يسمع صوتهم وألسنتهم وهي تلهج بالدعاء والتضرع ويتناول هذا القسم ضرورة اليقين وجود وامتلاك اليقين بأن الله سيستجيب للدعاء والتضرع، وينتهي القسم بالشكر أو التراتيل مزامير الملك، وهي عبارة عن مزامير تتحدث عن تتويج الملك، ومعاركه التي خاضها لكن من المثير للدهشة أنه لم يرد ذكر لاسم الملك لذا تعد هذه المزامير غامضة وغير معروفة.
يتناول قسم رثاء الفرد، الذي يعتبر الأكثر شيوعًا وانتشارًا، البكاء على مصير فرد محدد والدعاء له، ويتبع ذلك رثاء الفرد لنفسه وطلب المساعدة من ربه، وينتهي هذا القسم بالاعتقاد الثابت بأنالخالق سيقف إلى جانب عبده الضعيف وسينقذه من الشر.
القسم الخامس هو شكر الفرد، حيث يوجه الفرد الشكر للآلهة على ما منحه إياه من نعمة، والتي بفضلها تم الخلاص من البلاء.
جزء من المزمور الرّابع بعد المئة
1 مِنْ كُلِّ كِيَانِي
أُسَبِّحُ اللهَ
اللهُمَّ يَا رَبِّي
مَا أَعْظَمَكَ
يا مَنْ تَحَلَّيْتَ بِالمَجْدِ وَالجَلالِ
2 لِبَاسُكَ النُّورُ
يَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
أَنْتَ يَا مَنْ تَتَوَارَى وَرَاءَ حِجَابٍ
أنت الذي بنيت علاليك فوق المياه
أَنْتَ الذي جَعَلْتَ السَّحَابَ لَكَ رِكَابًا
أَنْتَ الذي سِرْتَ بِأَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ
أنت الذي اختارت من الرياح رسلاً
وَأَلْسِنَةَ النِّيرانِ خُدّامًا
5 أنتَ الذي جَعَلْتَ لِلأرْضِ قَوَاعِدَ
فَلا تتَزَعْزَعُ أبدًا