الحروب البونية تعرف أيضا باسم الحروب البونيقية وهي واحدة من أشهر الحروب التي شهدها التاريخ. تتألف الحروب البونية من سلسلة من ثلاث حروب، وكانت الأطراف الرئيسية فيها دولة قرطاجة والإمبراطورية الرومانية. تم تسميتها بهذا الاسم نسبة للكلمة القرطاجية `Punici`. الصدام الذي حدث بين روما وقرطاجة ورغبة كلا الطرفين في التوسع في أوروبا والسيطرة على حوض البحر المتوسط كانا السبب الرئيسي وراء اندلاع هذه السلسلة من الحروب .
تفاصيل بسيطة عن سلسلة الحروب البونية
كما أسلفنا بالذكر أن سلسلة الحروب هذه نتجت عن تصادم مصالح الدولتين ، و كانت حين بدأت هذه الحروب ، قرطاجة هي صاحبة الهيمنة على البحر المتوسط ، و انتهت الحرب البونية الثالثة باستيلاء روما على كل الأراضي القرطاجية ، و هدم مدينة قرطاجة ، و هنا عادت روما لقوتها كأقوى مدينة في العالم و أكبر حضارة في التاريخ .
الحرب البونية الأولى
– بعد موت حاكم اليونان كان بعض الإيطاليين الذين يخدمون في الجيش اليوناني كمرتزقة قد فقدوا خدمتهم ، و كانت النتيجة أنهم غضبوا كثيرا و ظلوا يحاربوا اليونانيين من أجل الحوذ على مدينة صقلية ، بعدها تولى إمبراطور جديد لروما و حينها حاول إعادة بناء الجيش من أجل استرجاع صقلية ، فأرسل عدد من الرسل لقرطاجة و جنوب إيطاليا حتى يتحالف معهم و يتمكن من إعادة صقلية ، و لكنهم رفضوا هذا التحالف فقام ملك الرومان بإرسال جيشه لمدينة سيراقوسة ، من أجل ترهيبهم و كانت النتيجة تحالف سيراقوسة مع قرطاجة ضده .
كان من الضروري أن يهاجم الإمبراطور الرومان مدينة قرطاجة، وبعد ذلك قام بالهجوم عليها من رأس أقنوموس .
انتهت المعركة بفوز الرومان وهزيمة القرطاجيين بشكل ساحق، وبعد ذلك قام الأسطول الروماني بالإبحار حتى الشواطئ الأفريقية وتعقب القرطاجيين، وانتهى الأمر بطلب قرطاجة للصلح، ولكن فرض القنصل الروماني شروطًا قاسية على قرطاجة، مما دفعها لرفض الصلح .
عاد جميع الجيوش بعد ذلك لتدريباتها وبناء أساطيلها، وخاصةً الجيش القرطاجي، لأنه تعرض لخسارة فادحة في تلك الحرب .
بعد ذلك، تولى القائد القرطاجي حملقارت السلطة، وشن الحروب على أماكن الرومان، حتى استطاع جذبهم للمشاركة في معركة تالية وتمكن القرطاجيون من تحقيق النصر فيها .
تم بعد ذلك عمل معاهدة تنص على أن قرطاجة ستتعهد بدفع غرامة مالية كبيرة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين يتبعونهم دون دفع فدية .
الحرب البونية الثانية
هذه الحرب وقعت في عام 218 قبل الميلاد، وجرت في جبال الألب، وانتصر فيها القرطاجيون .
في نفس تلك الفترة، كان الجيش الروماني يحارب في إسبانيا، وانتهت هذه الحرب بغزو القرطاجيين لأفريقيا واستيلائهم على إسبانيا من خلال بعض معاهدات السلام .
ومن نصوص هذه المعاهدة كان حظر قرطاجة من أي حرب، حتى ولو كانت لأغراض الدفاع عن نفسها، إلى أن تحصل على موافقة روما .
الحرب البونية الثالثة
– ظلت روما تبحث عن حجة تمكنها من شن الحرب من جديد على قرطاجة ، و قد كان حاكم قرطاجة في ذلك الوقت كل همه أن يعم السلام على قرطاجة ، و أن يتمكن من إنعاش مواردها ، حتى أنها سارت أرض الخيرات ، مما جعلهم يحاولوا دفع كافة الأقساط المتبقية لروما ، و التي أقرت بها في المعاهدة دفعة واحدة .
زادت قوة قرطاجة ومكانتها الاقتصادية، مما جعل روما تشعر بالقلق والغيرة منها، وكانوا ينتظرون الفرصة التي تمكنهم من تدمير مدينة قرطاجة .
– بعدها دارت حروب كثيرة بين قرطاجة و ماسينيسا ، و التي كانت تأمل في السيطرة على الأراضي القرطاجية ، و كانت آخر هذه المعارك تشهد بفوز ماسينيسا ، و هنا حاول القرطاجيين الشكوى للرومان من تصرفات الماسينيين ، و لكنهم لم يجيروهم حسب شروط المعاهدة ، بل أن الرومان استغلوا الفرصة ، و اعلنوا الحرب على القرطاجيين ، و انتهت الحرب باستسلام القرطاجيين و اطاعتهم لأوامر الرومان .