تفاصيل القنبلة الكهرومغناطيسية ومن يمتلكها
العلم من أعظم الأمور التي شرفنا بها الله عز وجل، ولكن في نفس الوقت يمكن استخدام الاكتشافات الحديثة بطريقتين، إما للخير والصلاح وإما للشر والإفساد، وهذا ما يسمى بسلاح ذو حدين، فعلى سبيل المثال، اخترعت القنابل لتسهيل العمل في المحاجر، ولكن اليوم تستخدم للقتل والتدمير، وبنفس الطريقة يستغل الإنسان كل اكتشاف جديد بطريقة غير مشروعة، وسنأخذ في هذا المقال مثال القنبلة الكهرومغناطيسية.
ما هي القنبلة الكهرومغناطيسية ؟
القنبلة المغناطيسية، والتي يطلق عليها أيضا القنبلة الإلكترونية، هي سلاح يهدف إلى تعطيل الأجهزة الإلكترونية عن طريق إطلاق نبضة مغناطيسية قوية. إنها نوع من الانفجار الكهرومغناطيسي الشعاعي الذي يحدث نتيجة لانفجار (عادة بواسطة سلاح نووي) أو نتيجة لتقلبات مفاجئة في المجال الكهرومغناطيسي. يمكن لهذه النبضة أن تتداخل مع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وتلحق بها أضرارا وتتسبب في تلفها وتعطيل أنظمتها التشغيلية.
وتختلف الأسلحة الكهرومغناطيسية عن الأسلحة العادية في ثلاث نقاط:-
أولا : تشير القذيفة في الأسلحة الكهرومغناطيسية إلى موجة أو شعاع يتم إرساله عبر هوائي وليس إلى قذيفة تنطلق من مدفع أو صاروخ.
ثانيا: تعتمد قوة دفع الأجهزة الكهرومغناطيسية على الموجات التي تنشأ من مولد حراري أو ضوئي، وليس على التفاعلات الكيميائية الناتجة عن احتراق البارود.
ثالثا: تبلغ سرعة القذيفة العادية 30 ألف كيلومتر في الثانية، بينما تصل سرعة الموجة الكهرومغناطيسية إلى 300 ألف كيلومتر في الثانية (سرعة الضوء).
ظهرت فكرة القنبلة المغناطيسية عندما لاحظ العلماء ظاهرة مثيرة بعد انفجار قنبلة نووية في طبقات الجو العليا، حيث أنتجت نبضة كهرومغناطيسية في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز مئات النانو ثانية، والتي تنتشر منها موجة صدمة تسبب جهدا هائلا، تشبه تأثيرها الصواعق والبرق. وبالتالي، جميع أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الرصد وإشارات المرور وأجهزة التحكم وأبراج المراقبة عرضة للتدمير. ويمكن للقنبلة المغناطيسية أن تعيد الحضارة والمدنية الحديثة مائتي عاما إلى الوراء، وفقا لمجلة “Popular Mech”، وأي دولة أو مجموعة تمتلك تكنولوجيا الأربعينات يمكنها تصنيع هذه القنبلة.
تأثير القنبلة الكهرومغناطيسية
ظهر تأثير وخطورة القنبلة الكهرومغناطيسية في حرب الخليج الثانية، حيث استخدمتها الولايات المتحدة في الأيام الأولى من الحرب مما أدى إلى تدمير البنية الأساسية لمراكز التشغيل وإدارة المعلومات الحيوية مثل أجهزة الكمبيوتر والرادارات وأجهزة الإرسال والاستقبال من الأقمار الصناعية وأجهزة اللاسلكي.
تقنيات القنبلة الكهرومغناطيسية:
1-المولدات الضاغطة للمجال عن طريق ضخ المتفجرات: تعتمد الفكرة الأساسية لهذه التقنية على استخدام متفجرات لضغط المجال المغناطيسي ونقل كمية كبيرة من الطاقة من المتفجر إلى المجال المغناطيسي. وهناك العديد من الأشكال المختلفة لهذا النوع من التقنية، والأكثر انتشارا هو النوع الحلزوني.
2-مولدات المغنطة الديناميكية الهيدروليكية ذات الدفع من المتفجرات أو الوقود النفاث: يعتمد تصميم المولدات على فكرة تحريك موصل معدني في مجال مغناطيسي، حيث تتولد قوة دافعة كهربية عموديا على اتجاه الحركة وعلى اتجاه المجال المغناطيسي.
إسقاط القنبلة الكهرومغناطيسية
يمكن إسقاط القنبلة الكهرومغناطيسية من الصواريخ الموجهة أو الطائرات التي تستخدم نفس التقنية المستخدمة لإسقاط القنابل العادية.
الحماية من القنبلة المغناطيسية
يمكن تعظيم الحماية من تأثير القنبلة الكهرومغناطيسية من خلال وضع الأجهزة اللاسلكية والكهربية داخل قفص يسمى قفص فاراداي، وهو يعتمد ببساطة على تبطين جدران وأسقف المباني التي يتواجد بداخلها تلك الأجهزة بألواح من مواد موصلة للكهرباء مثل النحاس والألومنيوم والرصاص والتي يمكنها حجب الموجات الكهرومغناطيسية جزئيًا حتى لا تصل إلى الأجهزة السابق ذكرها.
لتحقيق الحماية الكاملة، يجب أن تكون كابلات دخول وخروج الإشارات مصنوعة من الألياف الضوئية التي لا تتأثر بالمجالات الكهرومغناطيسية.
من يمتلك القنبلة الكهرومغناطيسية ؟
أشار خبراء روس إلى أن الجيش الروسي يمتلك نظامًا يسمى “ألابوغا”، والذي يمكنه تحويل الآليات الحربية إلى حطام.
– يعتبر المالك الأبرز هو كوريا الشمالية، التي تمتلك منذ عشرات السنين أسلحة ” غير اعتيادية ” و ” غير تقليدية ” على حد قولها.
تشير بعض التقارير إلى أن إسرائيل تمتلك هذه التقنيات التي هددت بها إيران بشكل سري، ولكن لم تصرح بها أي جهة رسمية إسرائيلية.
ولا يجب نسيان أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أول من استخدم هذه التقنية في حرب الخليج الثانية.