اللغة العربيةتعليم
تعريف صيغ المبالغة وأوزانها
تعرف صيغة المبالغة بأنها اسم:
تشتق من الفعل للدلالة على معنى اسم الفاعل بنية المبالغة
عند التركيز والتأكيد على المعنى، يتحول اسم الفاعل إلى صيغة المبالغة، مثل: فعل فعال، صام صوام، قام قوام.
أوزان صيغ المبالغة
لا تستخدم صيغ المبالغة من الأوزان، إلا مع الأفعال الثلاثية التي تتبع الأوزان التالية:
- فعَّال مثل : قاتل، كاذب، غافر، مفسد، حامل، جبار، حامل الأثقال، قوي، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: `إن الله كان تواباً رحيماً` وقوله تعالى: `إن ربك فعال لما يريد`.
- فعيل مثل : الحسيب، البصير، الرحيم، العليم، الهزيل، الفهيم، السميع، القدير، ومنه قوله تعالى: `إن الله كان سميعا بصيرا`.
- مِفعال مثل : معطار، متلاف، معطاء، منوال، مكثار، منحار، مقدام، معوان، مطعان، مضياع، مزواج، مهذار، مقوال، ومنه قوله تعالى: `وأرسلنا السماء عليهم مدرارا`.
- فَعُول، مثل : صبور، حسود، كذوب، عجول، صادق، جبان، شكور، غفور، هتون، ومنه قوله تعالى: `وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهول`.
- فَعِل، مثل : قدر، سيطر، تعب، حذر، ذكاء، قلق، استمع، شق، أنكر، لبق، جهل، جوع، شره، ومن الأمثلة على صيغ المبالغة في القرآن قوله تعالى: `بل هم قوم خصمون`.
- يشير مفهوم صيغ المبالغة في الأفعال إلى الأفعال المزيدة غير الثلاثية مثل: “مِغْوَار” بمعنى أهان، “دَرَاك” بمعنى أدرك، “بَشِير” بمعنى بشر، “نَذِير” بمعنى أنذر، “زَهُوق” بمعنى أزهق، و”أغار” بمعنى غار، و”مِقْدَام” بمعنى أقدم، و”مِعْطَاء” بمعنى أعطى، و”مِعْوَان” بمعنى أعان. ولكن، الأفعال الثلاثية من هذا النوع غير مستخدمة في اللغة العربية.
- تم استخدام صيغ المبالغة بأوزان غير قياسية في الأمثلة السابقة، ويشير العلماء في الصرف إلى هذه الصيغ بمصطلح السماع. وظهرت هذه الصيغ في القرآن الكريم بعدة أوزان، وهي كالتالي: صيغة المبالغة (فعال)، مثل: وضاء، طوال، كبار، ويستخدم تخفيف العين فيها كما في قوله سبحانه وتعالى: `إن هذا لشيء عجاب`. ومن هذه الأمثلة أيضا قوله تعالى: `ومكروا مكرا كبارا`، فالصيغة المبالغة (كبارا) تأتي بوزن (فعال)، وهي صيغة مبالغة صوتية. ومن الأمثلة أيضا قول الشاعر: `والمرء يلحقه مقتيان الندى خلق الكرام وليس بالوضاء`، وصيغة المبالغة (الوضاء) تأتي بوزن (فعال)، وهي صيغة غير قياسية.
- كما وردت صيغة المبالغة ( فِعِّيل) غير قياسية، مثل : صِدّيق، قِدّيس، سِكّير، قِسيّس، شِرّيب، شِرّير، دِرّيس ومنها قوله سبحانه و تعالى :” يُوسُفُ أيُّها الصِدِّيق أفِتنَا “، فصيغة المبالغة (صِدِّيق) على وزن (فِعِّيل) وهي غير قياسية، كما جاء أيضًا في كتابه العزيز قوله سبحانه وتعالى :” ذلك بِأَنَّ مِنهُم قِسِّيسينَ وَرُهباناً “.
- وردت صيغة المبالغة (مِفعيل)، مثل : فقير، منطق، مسكن، مخمور، وقوله تعالى: `فمن لم يستطع فإطعام ستين فقيرا`.
- جاءت على وزن صيغة المبالغة ( فُعَلة) ، مثل : صرعة، لمزة، هوزة، ضحكة، همزة، حطمة، مسكة، ومنها قوله تعالى: `وما أدراك ما الحطمة`، ومنها قوله تعالى: `ويل لكل همزة لمزة`.
- وصِيغ من السماع أيضًا صيغ المبالغة على وزن (فاعول)، مثل : جاسوس، فاروق، ساكوت، قابوس، ناطور، ناموس .
- جاء صيغة المبالغة على وزن (فيعول)، مثل قوله تعالى : الله، لا إله إلا هو الحي القائم، وكلمة القائم تأتي بتشديد الوزن (فيعول).
- وزن صيغة المبالغة (فُعّول)، كقول الله تعالى : ” الملك القُدّوس “.
- وزن صيغة المبالغة (فَعّالة)، مثل : جواله، رجاله، علامة، فهامة، رحاله، سماعته.
- وزن صيغة المبالغة (فَعالِ)، مثل: فَساق.
- وزن صيغة المبالغة (مِفْعَل)، مثل : مصطلح `مسعر` هو صيغة مبالغة تعني تسبب في نشر الفتن بين الناس.
- وزن صيغة المبالغة (مِفْعَالة)، مِجْزَامة.
- وزن صيغة المبالغة (فَعَالة)، بَقَامَة : كثير الكلام .
- وزن صيغة المبالغة (فُعَل)، أُبَر، حُبَر، غُدَر أي: كثير الغدر.
- تعتبر صياغة أوزان صيغ المبالغة (فَعول، مِفعل، مِفعال، مِفعيل) صيغًا تستوي فيها ذكر المذكر والمؤنث، مثلما نقول: رجل صَبُور وامرأة صَبُور، ورجل عَجُوز وامرأة عَجُوز، ورجل مِعطير وامرأةمِعطير.
- تم استخدام صيغ المبالغة على وزن الفعل المؤدي لأسماء تدل على أشخاص يمتلكون صفة معينة، وليست صيغ مبالغة، منها: جمال، بزار، صباغ، قصاب، نجار، حداد، كلاس، خباز.
- يتداول أسماء على وزن صيغة المبالغة (فِعّيل) للإشارة إلى أصحاب الحرف، وتأتي بفتح الفاء، ولكن الصيغة الصحيحة هي كسر الفاء، مثل: طريِّش، لِحيِّم، دِهيِّن، قِصيِّر .
عمل صيغ المبالغة
تعمل أوزان صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل المجرد من (أل) والمحلى بـ(أل)، حيث أنّها تعمل عمل الفعل دون شرط إذا كانت متصلة بالألف واللام، وإذا كانت مجردة من (أل) عملت عمل الفعل بشرط : أن يلحق بها نفي أو على استفهام أو مبتدأ أو على خبر أو نعت، فتعتمد عليه، كما يجب أنّ تدل على الحال أو الاستقبال.
أمثلة على صيغ المبالغة من القرآن الكريم
يستخدم وزن الصغية المبالغة (فعول) في عدة مواطن في القرآن الكريم، وأهمها:
- قوله تعالى “إنه غفور شكو”، فتدل على أنّ الله سبحانه وتعالى كثير المغفره لعباده، ومنها قوله تعالى: “إنّه كان عبدا شكورا”، كذلك قوله سبحانه وتعالى : “إن الإنسان لظلوم كفار” فصيغة المبالغة (ظلوم) تدل على أنّ الإنسان كثير الظلم لنفسه بالابتعاد عن طاعة خالقه وعدم اتباع ما أمر الله به واجتناب ما نهى الله عنه وإنكار نعم الله تعالى عليه.
- ومنها قوله تعالى: الله هو الذي جعل الأرض مطيعة لكم، فاستفيدوا من ثمارها واستمتعوا بما رزقكم. يستخدم الكلمة `ذلول`، المشتقة من الفعل بصيغة المبالغة (فعول)، كما في قوله تعالى: `إن الإنسان خلق هلوعا`. وأيضا في قوله تعالى: `وإن مسه الشر فيئوس قنوط`، حيث يستخدم `قنوط` بصيغة المبالغة (فعول) للإشارة إلى القنوط الذي يصاب به الإنسان ويشعر به إذا تعرض للشر. وكذلك في قوله تعالى: `وأنزلنا من السماء ماء طهورا`، حيث يستخدم `طهور` بصيغة المبالغة (فعول)`
- كما جاء وزن (فعيل) في العديد من المواطن في القرآن الكريم، وأبرزها قوله تعالى: `أنه غفور رحيم`، فـ (رحيم) يأتي على وزن صيغ المبالغة (فعيل)، وصف الله سبحانه وتعالى بصفة الرحمة لكثرة رحمته بعباده، ومن الأمثلة على ذلك قوله سبحانه وتعالى: `وهو بكل شيء عليم`، فـ `عليم` يأتي على وزن صيغ المبالغة (فعيل)، فإن صفة عليم تدل على أن علمه الله سبحانه وتعالى يشمل كل شيء، فهو يعلم كل شيء في الأرض والسماء ولا يخفى عليه شيء صغير أو كبير.
- كما وردت أمثلة على ما جاء في القرآن من صيغة المبالغة (مفعال)، ومنها قول الله سبحانه و تعالى: “كلما دخل عليها زكريا المحراب” فصيغة المبالغة (محراب) على وزن (مفعال)، ومنها أيضاً قوله سبحانه وتعالى:” إن جهنم كانت مرصادًا”، فصيغة المبالغة (مرصاد) على وزن( مفعال) تدل على أنّ جهنّم كانت رقيب يرصد الخارجين عن حدود الله.
- يوجد أمثلة في القرآن الكريم على استخدام صيغة المبالغة (فَعِل)، ومنها قول الله سبحانه وتعالى: `بل هم قوم خصمون`، وصيغة المبالغة (الخَصِم) على وزن (فَعِل) تدل على كثرة المبالغة في التمسك بالخصام.