تعريف سورة الكهف وتفسيرها بطريقة جميلة جدا
تعريف سورة الكهف
تعد سورة الكهف واحدة من أهم السور المكية في القرآن الكريم، وتم تسميتها بصورة الكهف نسبةً إلى قصة أهل الكهف التي تحكيها. ويعود سبب تسجيل سورة الكهف في القرآن ونزولها إلى قصة الفتية الذين هربوا إلى الكهف بسبب ظلم ملكهم، ونزل النوم عليهم من الله سبحانه وتعالى لفترة طويلة جدًا
يستيقظون بعدها كما لو أنهم ناموا ليوم واحد فقط، وعدد آيات هذه السورة هو مئة وعشرة، وهناك عدة أحاديث تتحدث عن فضل قراءة سورة الكهف، ومنها رواية النسائي في “المنتقى من عمل اليوم والليلة” (من قرأ عشر آيات من الكهف، عصم من فتنة الدجال)
وعن مسلم من حدي النواس بن سمعان رضي الله عنه، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال، وقال: (فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف)، وذكر الترمذي أنه من قرأ ثلاث آيات من بداية سورة الكهف سيتم حمايته من فتنة الدجال
هناك أيضا عدة أحاديث تشير إلى فضل قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، مثلما رواه البيهقي في `السنن الصغرى`: `من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء النور له بين الجمعتين`. وروى الإمام أحمد عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه هذا الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ أول سورة الكهف وآخرها، كان له نورٌ يمتد من قدميه إلى رأسه، ومن قرأ السورة كاملةً كان له نورٌ يمتد ما بين السماء والأرض.
تفسير سورة الكهف بطريقة جميلة
الحمد لله الذي أنزل الكتاب على عبده ولم يجعل له عوجًا
الحمد يعني الثناء على الله بصفاته الكاملة ونعمه الظاهرة والباطنة، ومن أجمل نعمه هي إنزال الكتاب العظيم على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
وصف الكتاب بصفتين، الأولى هي نفي العوج عنه، والثانية هي إثبات أنه مقيم مستقيم، ونفي العوج يعني أنه لا يوجد في أحاديثه كذب أو ظلم أو عبث في نواهيه وأوامره.
((قيما لينذر بأس شديد من لدنه، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم أجرًا حسنًا))
يعني قوله `لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ` أنه يريد تحذير الناس من عقوبته الشديدة التي تأتيهم من قبله، وذلك بتعليمهم هذا القرآن الكريم الذي يتضمن هذه العقوبة لمن يخالف أمره، وتشمل هذه العقوبة الدنيوية والآخرة.
يحذر الله في هذه الآية من الإصرار على ادعاء أن الله لديه ابن، وأن يرتكب الناس هذا الإثم، ويؤكد الله أن هذا الزعم لا يمت للحقيقة بصلة وهو كذب
يحذر الكافرين من عذاب شديد في الدنيا والآخرة، ويفرح المؤمنين بالجنة الأبدية.
عندما استظل الشباب في الكهف، قالوا: `ربنا، امنحنا رحمتك وأعطنا من عندك هدى لنا في أمورنا
دعا مجموعة من الشبان الله سبحانه وتعالى أن يخلّصهم من ملكهم الذي يجبرهم على عبادة الأصنام.
((فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددًا، ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا)).
يتحدث الله سبحانه وتعالى عن كيفية إنزال النوم على هؤلاء الشبان، وبعد استيقاظهم اختلفوا في المدة التي ناموا فيها.
نقدم لك بالحقّ خبرهم، إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى
تعني هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى يبدأ في سرد قصتهم ويقصها على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالحق والصدق
يقصد بكلمة “آمنوا” أنهم صدقوا بالله وحده، وأنهم لا يشركون في عبادته أحدًا، وشكر الله سبحانه وتعالى هؤلاء المؤمنين على إيمانهم، فزادهم هدى.
وقد ربطنا قلوبهم عندما قاموا وقالوا: ربنا رب السماوات والأرض، لن ندعو من دونه إلها، قد قلنا إذا شططوا
المقصود من هذه الآية هو أن الله سبحانه وتعالى أعانهم على الصبر والثبات، وجعل قلوبهم مطمئنة في تلك الحالة التي مروا بها، وهذا لطف كبير من الله سبحانه وتعالى، حيث ثبتهم على الإيمان والهدى والطمأنينة والصبر والثبات.
قام أهلنا باتخاذ آلهة غير الله، ولو لم يأتوا بدليل على صحة ذلك لكانوا أظلم من الذين افتروا على الله بالكذب
عندما ذكروا بالهدى والإيمان والتقوى التي منحهم الله، التفتوا ليروا حالة قومهم وكيف اتخذوا آلهة غير الله سبحانه وتعالى
فقاموا بإرهاصات محذرة لهم وأخبروهم بأنهم ليسوا على يقين من ما يقومون به، بل إنهم ضالون وجاهلون للغاية، وقالوا: `لولا جاءوا عليهم بحجة واضحة`.
ترون الشمس عندما تشرق تزورهم من اليمين، وعندما تغرب تقرضهم من الشمال، وهم في فجوة منها. هذه من آيات الله. من يهديه الله فإنه المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
تهدف هذه الآية إلى حفظ الله لهم من أشعة الشمس وتسهيل وصولهم إلى الكهف، حيث إذا طلعت الشمس في النهار، فإنها تميل عنهم يمينًا، وعند غروبها تميل عنهم شمالًا، وبذلك لا يتعرضون للحرارة أو أشعة الشمس الضارة التي تؤثر على أجسامهم.
وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم، وقال قائلٌ منهم: كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يوم، قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم، فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة، فلينظر أيها أزكى طعامًا، فليأتكم برزق منه، وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدًا
في هذه الآية، يقصد الله سبحانه وتعالى المدة التي أعطاهم إياها للبحث عن الحقيقة وهي مدة لبثهم معًا.
وجدناهم كما وعدناهم، ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها، عندما كانوا يتنازعون بين أنفسهم بشأن أمرهم، فقالوا: “ابنوا عليهم بنياناً”، ولكن الذين غلبوا في الأمر قالوا: “لنتخذن عليهم مسجداً
– في هذه الآية، يريد الله سبحانه وتعالى أنه أعلم الناس بحال أصحاب الكهف بعد استيقاظهم وإرسالهم أحدهم لشراء الطعام بعد أن أمروه به واستترّوا
إذا أراد الله سبحانه وتعالى شيئًا ينفع به الناس جميعًا ويزيد من أجرهم، يظهر لهم آية من آياته في شباب يعملون على خدمة الدين والمجتمع.
سيقولون: ثلاثة، والرابع هو كلبهم، وسيقولون: خمسة، والسادس هو كلبهم، ويقولون: سبعة، والثامن هو كلبهم. قل: ربي أعلم بعددهم، ما يعلمهم إلا قليل. فلا تمار فيهم إلا بجدل ظاهر، ولا تستفت فيهم من أحدهم
تشير أخبار الناس إلى الاختلاف بين أهل الكتاب حول عدد أصحاب الكهف، وهذا الاختلاف ينبع من قدرة الله وتقواهم، وإيمانهم بما لا يعلمون عنه.
لا تقولن لشيء: إني سأفعل ذلك غدًا
النهي هنا مثل أي نهي آخر، وإن كان لسبب خاص وموجه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الخطاب عام ويشمل جميع المكلفين.
وبقوا في كهفهم لمدة 300 سنة وزادوا تسعًا
وعندما نهى الله عن استفتاء أهل الكتاب في شأن أصحاب الكهف، بسبب عدم علمهم بها، قام الله -سبحانه وتعالى- بإخبار الناس والشباب نفسهم بمدة بقائهم في الكهف.
من قرأ سورة الكهف
وفقا لبعض الأحاديث، فإن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سيضيء الله له نورا، وقال الحاكم في المستدرك – بإسناد مرفوع – أن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، سيضيء الله له نورا يمتد بين الجمعة والجمعة، وصحح هذا الحديث الألباني
ذكر في أحد الأحاديث الضعيفة أن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، فإنه معصوم من جميع الفتن ثمانية أيام، ويقول الحديث: `من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه`
متى تقرأ سورة الكهف
من خلال قراءة سورة الكهف يوم الجمعة في الفترة الممتدة بين طلوع الفجر وغروب الشمس، يحبب بعض العلماء قراءتها مباشرة قبل صلاة الجمعة، وتعتبر هذه العملية مفضلة ومستحبة
من فضائل سورة الكهف
تتداول الكثير من الحديث عن فضل قراءة سورة الكهف، سواء كانت ضعيفة أو صحيحة، ولكنها تشتمل على فضائل عديدة ككل سور القرآن الكريم
- حماية المسلم من كل شر.
- تقي سورة الكهف من جميع فتن الدنيا.
- كف المسلم عن فعل المعاصي.
- المساعدة على معرفة طريق الخير.