الطبيعةزراعة

تعريف المدرجات الزراعية

المقصود بالمدرجات الزراعية

تعد زراعة المدرجات أحد وسائل زراعة المحاصيل على جوانب الجبال والتلال أو من خلال الزراعة على تراسات مبنية بالمنحدر ومتدرجة، وقد تم الاععتماد على تلك الطريقة بفعالية من أجل توسعة مساحة الأراضي التي تصلح للزراعة بالتضاريس المتغيرة والحد من فقدان المياه وتآكل التربة.

وبالغالبية العظمى من الأنظمة يكون التراس الذي تبنى عليه تلك المدرجات الزراعية عبارة عن سلسلة تلال مسطحة ومنخفضة عن الأرض الأرض تبنى عبر المنحدرات، مع أهمية أن يكون هناك قناة لمياه الجريان السطحي بطريقة مباشرة أعلى التلال، وغالباً ما تبنى المدرجات بانحدار طفيف لكي يتسنى للمياه التحرك ولكي يصبح من اليسير التقاطها بالقناة ببطء باتجاه مخرج الشرفة.

وبالمناطق التي تكون بها التربة ذات مقدرة على امتصاص الماء يكون هطول الأمطار منخفضًا إلى حد ما، بحيث يمكن استخدام المستوي من المصاطب، وقد تمت ممارسة زراعة المدرجات بدول الفلبين، البابان، والصين وغيرها من المناطق الأخرى من جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا؛ حول البحر الأبيض المتوسط بأجزاء مختلفة من قارة أفريقيا؛ وبجبال الأنديز في قارة أمريكا الجنوبية لقرون عدة.

المدرجات الزراعية في السعودية

فيما يخص التساؤل حول خريطة المناطق الزراعية في المملكة وحرصها على تعزيز كفاءة قطاع الزراعة بها قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة في الآونة الأخيرة بإطلاق أول مرحلة من تنفيذ المبادرة التي عرفت بـ(تأهيل المدرجات الزراعية وتقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة)، وذلك بالتعاون فيما بينها وبين مجلس الجمعيات التعاونية، بتكلفة مالية قدرت باثنان وستون  مليون ريال سعودي، وكما تم تخصيص مساحة للمشروع تجاوز قدرها ثلاث 3 ملايين متر مربع.
وتعد تلك المبادرة واحدة من مبادرات الوزارة وفق رؤية المملكة 2030 وبتكلفة إجمالية بلغ قدرها ستمائة مليون ريال سعودي، وتتضمن كلاً من مناطق جازان، عسير، الباحة ومحافظة الطائف، على مساحة قدرت بألفان وخمسمائة هكتار، بما يعادل ستمائة هكتار لكل منطقة تقريباً وبها يتم زراعة أهم المحاصيل الزراعية في المملكة، وغيرها من المحاصيل الزراعية في جازان.

الهدف من المدرجات الزراعية

تهدف مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية إلى تعزيز كفاءة استخدام المياه في الزراعة، واستخدام مصادر متجددة لتحقيق التنمية الريفية وضمان الأمن الغذائي، وزيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية. تتمحور المبادرة حول أربعة محاور رئيسية، وهي تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير الزراعة المحصولية، وتحسين المدرجات الزراعية وتأهيلها، واعتماد تقنيات جمع مياه الأمطار وأنظمة الري الحديثة.

تقنية حصاد مياه الأمطار

تهدف تلك التقنية إلى حصاد مياه الأمطار المتميزة بها تلك المناطق لكي توفر قدر  كبير من الماء حتى يتم استخدامها بالزراعة، إذ تعد المدرجات الزراعية بمثابة حاجز مائي يتم عن طريقه تجميع مياه الأمطار ثم تتسرب منها إلى القريب من الآبار والتي يتم استغلالها في الزراعة، الجدير بالذكر أن حصاد مياه الأمطار لتلك المبادرة يتم عن طريق إنشاء خزانات خرسانية حتى تحصد مياه الأمطار بالإضافة إلى سدود صغيرة الحجم على هيئة عقوم حتى تهدء من جريان المياه ومن ثم تجميع العابر منها للأودية عقب هطول الأمطار لكي يتم ري المزروعات بالمدرجات الزراعية.

المدرجات والزراعة العضوية

أسلوب الزراعة باستخدام المدرجات الزراعية هو واحد من أهم وأبرز أساليب الزراعة التي ستساعد المزارعين في التحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية، بهدف توفير المصادر الحيوانية والنباتية الطبيعية، ومن ثم يمكن للمزارع العضوي أن يتفوق في المنافسة في سوق الغذاء بفضل منتجاته المميزة التي تحمل الشعار السعودي للمنتجات العضوية. يرجع الهدف من الزراعة العضوية إلى إنتاج غذاء آمن ذو جودة عالية، والحفاظ على البيئة الطبيعية والموارد، وترشيد استهلاك مياه الري، بالإضافة إلى دعم الإنتاج العضوي وزيادته.

أنواع المدرجات الزراعية

تختلف أنواع المدرجات الزراعية بين بعضها البعض وفقًا للظروف البيئية والوضع الاقتصادي والاجتماعي لسكّان المناطق التي تُقام فيها المدرجات. وتشمل تلك الأنواع:

المدرجات المستوية أو الأفقية level terraces

تتوافق تلك المدرجات مع الخطوط الالتفافية على المنحدر؛ وتكون كافة السعة حتى تستقبل كافة كميات ما يهطل من الأمطار فيما بين كل اثنين من المدرجات المتتالية، وتقام بالمناطق الجافة التي تمتلك تربة عميقة، ويتراوح انحدارها ما بين اثنين حتى ثمانية بالمائة، وتكون ذات قاعدة عريضة تسمح باستخدام الآلات الزراعية، وتصنف تلك المدرجات بأنواع ثلاثة وهي

  • مدرجات قصيرة مستوية: يتراوح طول كل واحدة منها بين ثلث وستة أمتار، ويتوزع هذا الطول بشكل يتناسب مع الانحدار.
  • مدرجات مستوية طويلة: تفتقر المسافات القصيرة بين القواطع الترابية التي تم إنشاؤها بمسافة ٣-٤ أمتار إلى الأمان، ويجب إغلاق وفتح نهاية كل قاطع بمجار طبيعية تحتوي على فتحات وغطاء نباتي كثيف لمنع الانجراف.
  • المدرجات الهلالية الشكل الحوضية المنفردة: بالأراضي شديدة التعرية المنحدرة.

المدرجات ذات المجاري المنحدرة

تنشأ تلك المدرجات (graded channel terraces) بشكل مجارٍ تنقل الزائد من المياه من الأمطار الشديدة، بانحدار مناسب يساعد بسيلان الراكد من المياه بالمدرّج إلى خندق تجمع المياه أو مجرى مائي، ولا بد من  تثبيت ذلك المجرى وتغطيته بواسطة غطاء نباتي قبل أن يتم إنشاء المدرج، مع أهمية أن يتناسب انحدار المدرج التدريجي مع نوع التربة وسرعة المياه.

المدرجات المدرجة

تتكون هذه الأخاديد بتدرج بسيط ومائل، وتتماشى تمامًا مع المستويات الالتفافية الكونتورية، حتى تستقبل المياه بالكامل وتنقلها، ويختلف عرضها بحسب نوع التربة والخدمات، وتصنف إلى فئتين:

  • مدرجات عريضة التدريج banquettes: تنمو هذه النباتات في الأراضي التي تميل إلى الانحدار بنسبة أقل من 40٪، ويكون مجرى السيل إلى الداخل بنسبة 5٪، ويتم حراثة التربة بعمق لتعزيز نمو النباتات وزيادة نفوذ المياه..
  • مدرجات ضيقة التدريج gradins: تنشأ هذه الأشجار في الأراضي التي تميل إلى الانحدار بنسبة تزيد عن 40%، وتتميز التربة فيها بالنفاذية والتماسك.

المدرجات الحجرية

تلك المدرجات هي الأقدم والأكثر استخداما منذ العصور الزراعية الأولى، وقد استمر استخدامها في الكثير من الوديان والسفوح الجبلية في تونس والجزائر والمغرب، وفي الجبل الأخضر في ليبيا وجبال نفوسة وبسفوح أو أودية كثيرة في جبال الحرمون والقلمون والساحل بلبنان وسوريا وفلسطين والأردن وجبال شبه الجزيرة العربية، وفي الصين واليمن، وغالبا ما تظهر في المناطق الزراعية المهجورة بعد انجراف التربة.

تُنشأ تلك المدرجات على الأراضي ذات الانحدار الشديد، وتُبنى جدرانها تدريجيًا وفق المنحدر بواسطة الحجارة المتوافرة، مع ملء الفراغات بالتربة الزراعية خلف الجدران، وتتطابق الجدران مع الخطوط الالتفافية، ويتحدد طولها وفق إمكانية المزارع واليد العاملة المتوفرة.

مدرجات السهوب أو الهضاب steppe terraces

تُقام تلك المدرجات ذات الجدران الجافة الحجرية في المناطق التي تتميز بالتربة السطحية والأمطار القليلة، ويتعين الحفاظ على طبقة كافية من التربة داخل مجرى المدرج أو نقل تربة إليه.

مميزات الزراعة على المدرجات

توجد العديد من المميزات والفوائد التي يمكن الحصول عليها من المدرجات الزراعية، ومنها:

  • تساعد على تسرب المياه إلى التربة.
  • يتم إضافة المواد العضوية اللازمة لنمو النباتات في عمق التربة عند حراثتها مرة أو مرتين في العام، مما يؤدي إلى اختلاط هذه المواد بالتربة وتهويتها.
  • يساعد حرث المدرجات الزراعية على تحريك وتفكيك التربة.
  • تهدف جهود الحد من السيول الناتجة عن تدفق مياه الأمطار من قمم الجبال إلى تقليل الأضرار المحتملة على الممتلكات والسكان الواقعين على سفوح الجبال وفي الوديان، وذلك عن طريق تقليل شدة تدفق المياه وتباطؤ سرعتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى