تعريف المجتمع الاستهلاكي وسلبياته
تعريف المجتمع الاستهلاكي
الشخص المستهلك هو الشخص الذي يشتري الأشياء، والمجتمع الاستهلاكي هو الذي يشجع الناس على استخدام السلع وشرائها، ويعتقد بعض الناس أن المجتمع الاستهلاكي هو الذي يوفر حياة أفضل للناس، وفي المجتمعات الاستهلاكية، يعيش الناس براحة ورفاهية أكثر حيث يذهبون إلى المطاعم كثيرا ويستمتعون بالطعام، بالإضافة إلى شراء الكثير من المنتجات التي تتجاوز احتياجاتهم بكثير، وأحيانا يكون الشراء هدفا في حد ذاته.
في الماضي، كانت المنتجات التكنولوجية مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية مجرد تكملة للرفاهية، ولم يكن لعدم وجودها أي تأثير ضار. أما الآن، فإن الناس يشترونها بشكل أوسع من السابق. على سبيل المثال، بعض الأشخاص يمتلكون بالفعل أجهزة محمولة حديثة، ومع ذلك، يفضلون تجديدها بانتظام مع إصدار أجهزة أحدث، وهذا يؤدي إلى تزايد كمية النفايات وتكبد الكثير من الأضرار والتبذير لموارد البيئة.
إذا أردنا مقارنة مكانة الإنسان قبل وبعد المجتمع الاستهلاكي، فإن مكانته كانت أقوى بكثير قبل المجتمع الاستهلاكي، حيث كانت تركز على القيم الروحية والاجتماعية بدلا من التركيز على المادة والمال والقدرة الشرائية كما هو الحال في المجتمع الاستهلاكي.
سلبيات المجتمع الاستهلاكي
بالرغم من وجود مزايا للاستهلاك العالي، إلا أنه لا يخلو من عيوب، حيث توجد سلبيات خطيرة تبدأ من تقليل الشركات لجودتها في الإنتاج، مما يدمر أنماط الاستهلاك للنظام البيئي، وينتج عنه التلوث وهدر الموارد الموجودة في البيئة، وتتعارض النزعة الاستهلاكية مع المعتقدات الروحية بكافة أشكالها، حيث تعتقد النزعة الاستهلاكية أن المال يجب أن يأتي أولا، بالإضافة إلى العديد من السلبيات الأخرى
- تدهور البيئة.
عندما يقوم المجتمع بالتركيز على النزعة الاستهلاكية فإنه عادة ما تكون البيئة هي العنصر الأول الذي يشهد حدوث تدهور به، حيث أنه عندما يركز المستهلكون على كثرة الطلب على الخدمات أو السلع المختلفة فإن الموارد الطبيعية الموجودة في هذه المنطقة تتعرض لضغوط كبيرة، وقد تعاني المواد الخام أو المنتجات من قلتها أو ندرتها وذلك بسبب أنه يتم استهلاك أفضل سعر فيؤدي ذلك إلى استخدام المواد الكيميائية الضارة لتعطي سعر أفضل منافس، وهنا تكون النزعة الاستهلاكية أكثر ضررا على البيئة والإنسان. - تغيير النسيج الأخلاقي داخل المجتمع
تركز النزعة الاستهلاكية على قدرة الفرد على الحصول على أفضل سعر للخدمات أو المنتجات المقدمة. وهنا لا يوجد أخلاقيات متعلقة بالمشاركة في هذه الصفقة. فإذا نجحت في تحقيق أدنى سعر ممكن مع حل معظم المشاكل التي تواجهك، فأنت الأفضل بلا شك، ولن يولى أي اهتمام للطريقة التي وصلت بها إلى هذا السعر. يشعر العديد من الأسر بالحاجة إلى الشراء بشكل غير منطقي، حيث يقومون بشراء منتجات ليسوا بحاجة إليها، وكأن التسوق بالنسبة لهم أصبح إدمانا. يتمتع جميع أفراد المجتمع بالقدرة على الوصول إلى نفس المنتجات، مما يسهم في تعزيز المساواة في المجتمع. - يسبب مشاكل صحية
عندما يتعرض الناس للديون، فإنهم بالتأكيد يعانون من القلق والتوتر الكبير، وهذا التوتر المستمر يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية مثل الاكتئاب والإجهاد العصبي، بالإضافة إلى الأمراض النفسية التي تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية للفرد. وعندما يتم التركيز فقط على الاستهلاكية، فإنك تقضي الكثير من الوقت فيها ولن يكون لديك الوقت الكافي للعلاقات الاجتماعية أو ممارسة الهوايات المفضلة لديك.
هل المجتمع الاستهلاكي له ايجابيات
لا يهدف الاستعراض الإيجابيات أو السلبيات في المجتمع الاستهلاكي إلى أن يكون حكما على حالة أي مجتمع أو وجهة نظر فردية، ولكنه يعكس الواقع والحقائق. عندما يكون تجميع الموارد أولوية للمجتمع، فإن ذلك يؤدي إلى خلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي، ولكنه لا يخلو من ظهور العديد من السلبيات المختلفة. يمكن أن تكون الاتجاهات الاستهلاكية لها تأثيرات إيجابية على الأعمال في البداية وعلى الشركات بشكل عام، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق أفضل الأسعار.
ومن أهم إيجابيات المجتمع الاستهلاكي ما يلي:
- يحفز النمو الاقتصادي.
تساعد المجتمعات الاستهلاكية على زيادة النمو الاقتصادي وذلك عندما يتم طلب سلع أو خدمات في المجتمع فإن الشركات تعمل بجدية كبيرة لإنتاج تلك العناصر التي يتم طلبها مما يخلق العديد من الدورات الإنتاجية للسلع ومع كثرة الشراء والبيع يزداد الإقتصاد وينمو مما يعمل على تنشيط ورواج حركة البيع والشراء.
وتؤدي زيادة مستويات الإنتاج إلى الكثير من الوظائف، والعمالة الإضافية تؤدي إلى زيادة أجور العمالة في المجتمعات المحلية وارتفاع الأجور يسبب مزيد من الإنفاق ومع إستمرار الدورة في النمو يرتفع مستوى المعيشة بإستمرار، وهذه العملية تخلق المزيد من الأمن في المنزل والوظيفة والغذاء والأسرة العادية. - تشجيع العمل الحر وروح المبادرة.
تشجع بعض المجتمعات الناس على المخاطرة والإسراف، مما يؤدي إلى وجود العديد من المستقلين الذين يعملون لحسابهم الخاص ويقبلون على عقودللعمل من المنزل.
في هذا النوع من العمل، يتتاح لرواد الأعمال فرصة كبيرة لتحقيق نجاح قوي، ويصبح العمل الحر الخيار الأفضل للأفراد الذين يقدمون خدمات عالية الجودة بأسعار منخفضة مقارنة بمتوسط أسعار المنافسين. - يساعد على الإبداع والإبتكار.
يبحث المستهلكون دائماً عن المنتج التالي الذي يقدم حلولًا أفضل وأرخص لمشاكلهم، ولذلك يجب على الشركات الاستمرار في تقديم منتجات وخدمات جديدة لتحفيز المبيعات بشكل مستمر، والطريقة الوحيدة لتوفير فرص مثل هذه هي الاستثمار في منتجات البحث والتطوير.
وتزايد الرغبة في الشراء يضغط على الشركات للاستمرار في إنتاج سلع أفضل، مما يؤدي إلى استمرار دورة النمو الاقتصادي. - يقضي على أصحاب الأداء الضعيف بشكل طبيعي.
عند إدارة النزعة الاستهلاكية، يتعين على الشركات الابتكار حتى تتمكن من المنافسة ومساعدة الأشخاص على دخول السوق دون وجود حواجز نسبية.
يمكن للمستهلكين الآن اختيار البقاء والرحيل بناءً على تفضيلات الشراء الخاصة بهم، على الرغم من أن ذلك يتسبب في توقف بعض الشركات عن العمل. - التشجيع على خفض الأسعار.
عندما يركز المجتمع على شراء منتجات معينة أو النزعة الإستهلاكية بشكل عام فإن الهدف يكون خلق أفضل قيمة ممكنة للمستهلك ولتحديد هذه القيمة تقوم الشركات بتحديد الفئة المستهدفة من السكان، ويقومون بابتكار تقنيات الإنتاج الخاصة بهم للحفاظ على تكاليف التصنيع بقدر الإمكان ويؤدي ذلك إلى تخفيض الأسعار. - إنتاج سلع أكثر أمانا للمستهلكين.
عندما تنتشر النزعة الإستهلاكية وتصبح هي العنصر الذي يقود المجتمع فإن المشترون يصبحون على دراية بمسئولياتهم وحقوقهم وإنهم يسعون إلى الحماية من المنتجات المعيبة أو الغير ملائمة مما يجعل الشركات تلتزم بمعايير أعلى في الإنتاج فإذا لم يتم إستيفاء هذه المعايير فإن المشتري قد يلجأ إلى المحاكم. - يمنح المستهلك العديد من الخيارات في المجتمع.
تتوفر اليوم العديد من الخيارات في عدة فئات منتجات، مثل المشروبات الغازية التي تقدم الكثير من النكهات المتنوعة، مما يساعد المستهلكين على اختيار ما يريدون، وهذه هي الطريقة التي تعمل بها النزعة الاستهلاكية والتي تساعد على تحسين الاقتصاد.