يُعرّف القمار أو الميسر بأنه المراهنات أو الألعاب أو المشاركات التي يقوم بها شخص أو مجموعة من الأشخاص، بحيث يقومون بالمراهنة على المال أو شيء ذو قيمة في حدث معين ذو نتيجة غير مؤكدة، فعلى ذلك يكون هناك طرف رابح وآخر خاسر وفقًا لمعايير الحظ والنصيب فقط. وليست هناك أية معايير موضوعية لهذا.
على عكس المسابقات العلمية والثقافية، تعتمد هذه المسابقات بشكل أساسي على معايير موضوعية مثل العلم أو الثقافة المحددة، والتي تميز شخصا عن آخر أو تميز بمهارة معينة. تمنح هذه المسابقات جوائز للفائزين والمتميزين وفقا للمعايير المطروحة في المسابقة، دون أن يتطلب من المشتركين دفع أي مبالغ مادية. فالقمار هو عملية محفوفة بالمخاطر، حتى عندما يكون للترفيه والتسلية.
والمال هنا، ليس بالضرورة أن تكون نقودًا أو عملات معدنية على وجه التحديد. يمكن أن يعني أي شيء ذو قيمة. فإذا كان القمار يُمارس في كازينو مثلًا، فنادراً ما تكون المقامرة نقدية. غالبًا ما يتم تحويل الأموال النقدية إلى رقائق قبل وضع أي رهانات وهذه الرقائق تكون ذات قيمة معينة.
وبالتالي تتطلب المقامرة وجود ثلاثة من العناصر: يتم التفكير في مبلغ الرهان والمخاطر المرتبطة بالحظ والصدفة والجائزة المتوقعة.
وقد يستمتع الكثير من الناس بلعب لعبة الحظ أو القمار بين الحين والآخر. ويمنح عنصر المخاطرة مقابل المكافأة اللاعبين اندفاعًا صغيرًا من الإثارة، حتى لو لم يفوزوا، وفي أغلب الأحيان يتم الاستمتاع به كنشاط اجتماعي سواء كان الرهان على رياضة مثل السباق أو لعب البوكر مع عدد قليل من الأصدقاء.
ويصبح الدماغ هنا مشروطًا بالرغبة في المزيد والمزيد لتحفيز نظام المكافأة الخاص به، حتى يصل إلى النقطة التي يتم فيها تغيير المسارات العقلية بشكل كبير، وعملية استعادتها إلى وضعها الطبيعي هنا قد يتطلب أسابيعًا أو شهورًا، أو حتى سنوات للتخلص من التأثير السلبي لهذا الفعل. وبعض الناس أكثر عرضة بطبيعتهم عن غيرهم لممارسة القمار وفقًا للعديد من العوامل المؤثرة. تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في حياتهم الشخصية ومدمني المخدرات غالبًا ما يكون لديهم استعداداً أكثر من غيرهم لممارسة القمار.
لماذا لعب القمار إدمان
تجارب المكافأة، مثل تلقي الإطراء، أو ممارسة الجنس، أو إنجاز مهمة، أو الفوز في لعبة معينة، تجعل الدماغ يرسل إشارات معينة عبر الناقلات العصبية لتشعر الشخص بالسعادة، وهذه الرسائل أو الإشارات الكيميائية هي التي تحفز أو تخفض الخلايا العصبية في الدماغ.
يتم تعريف الناقل العصبي الرئيسي في نظام المكافأة بإسم الدوبامين، وعندما يتم إطلاق كمية كافية من الدوبامين بسبب الأنشطة المحفزة والممتعة، فإننا نشعر بالنشوة والسعادة والسرور، ونشعر بالدافع للقيام بهذا النشاط مرة أخرى.
عدم وجود نظام مكافآت دماغي نشط لدى هؤلاء الأشخاص يعني أن الفرد لا يشعر بنفس مستوى النشوة والمتعة من التجارب المجزية بشكل طبيعي، مثل الشخص العادي. ولذلك، يتجه إلى الأنشطة التي تحفز مسارات المكافآت بشكل أكبر من المعتاد.
وبناءًا على ذلك، تجعل هذه الاستعدادات من الفرد بأن يُقبل على المقامرة ويستمر فيها أيضًا. فبمجرد أن يبدأ ويشهد فوزه الأول أو سلسلة من الانتصارات، فهو بذلك قد قام بتنشيط نظام المكافآت الخاص به وحصل على جرعة من الدوبامين لم يعتاد الحصول عليها من قبل، لذلك استمر في الاندفاع لتجربة النشوة مرة أخرى. وهذا عندما يبدأ الدماغ بالتغيير الجسدي من حيث كيفية استجابة نظام المكافأة للتحفيز.
عندما يصل الشخص إلى مرحلة الإدمان، يكون القمار أكثر من مجرد تسلية.
أشكال القمار
يوجد أشكال كثيرة ومتعددة للقمار من ضمنها:
المسابقات التليفزيونية
تتم في هذه المسابقات الوهمية اقتطاع نسبة معينة من تكلفة المكالمات الهاتفية التي يجريها المشتركون، ويتم اختيار الفائز بالجائزة عن طريق القرعة دون وجود أي معايير موضوعية.
الألعاب الورقية
يقوم مجموعة من اللاعبين بتنظيم لعبة مالية معينة بينهم، وتعتمد هذه اللعبة على الحظ فقط، حيث يحصل الفائز على المال بمقابل خسارة اللاعبين الآخرين.
الرهان
هناك عدة طرق مختلفة يمكن من خلالها ممارسة المراهنة:
رهان الإحتمالات الثابتة : يعتبر الرهان على الاحتمالات الثابتة هو الشكل الأكثر شيوعا للمراهنة، حيث يمكنك الرهان على حصة للفوز بمبلغ محدد مسبقا ويتم حسابه وفقا للفرص المتاحة. على سبيل المثال، إذا قمت بوضع رهان بقيمة 10 جنيهات إسترلينية بنسبة 2/1، فإنه سيعيد لك مبلغ 30 جنيها إسترلينيا في حال نجاح الرهان (20 جنيها إسترلينيا كربح إضافة إلى حصتك التي وضعتها بقيمة 10 جنيهات إسترلينية). وفي حال فشل الرهان، ستخسر حصتك البالغة 10 جنيهات إسترلينية.
المراهنة على البلياردو : تعتبر لعبة البلياردو بين طرفين على أساس المراهنة أو المقامرة بالمال أو غيرها ليست على أساس المتعة والتسلية، ويمكن أن تشمل أيضا أكثر من طرف حيث يتم تحديد المكاسب عن طريق جمع مجموع الرهانات المدفوعة في المجموعة. يتم حساب حصة كل فائز في المراهنة عن طريق قسمة إجمالي مجموع الحصص (مع خصم عمولة المنظم) على عدد التذاكر الفائزة.
وسيط الرهان :وسيط الرهان هو الشخص الذي يسهل عملية الرهان بين طرفين أو أكثر. فهو لا يتحمل مسؤولية الرهانات بين الأطراف، بل يكون مجرد وسيط في هذه العملية بمقابل مالي متفق عليه.
البنغو (عبر الإنترنت أو في قاعة البنغو)
البنغو يعد شكلا تقليديا من المقامرة، وهو أيضا نوع من اليانصيب يتم لعبه كلعبة. يتلقى كل لاعب مجموعة من الأرقام التي لم يخترها، وتتم تمييزها عن الأرقام المختارة بشكل عشوائي. يختلف البنغو عن اليانصيب في العدد الأكبر للأرقام المختارة والمراهنة على مجموعات كبيرة من الأرقام، بينما يعتمد اليانصيب على عدد محدود من الأرقام.
يتم ممارسة لعبة البنغو سواءً من خلال قاعات البنغو المحلية أو من خلال مواقع البنغو على الإنترنت.
الكازينو (عبر الإنترنت أو في كازينو)
تتوفر ألعاب الكازينو عبر الإنترنت أو في مباني الكازينو المختلفة، وهي أنواع من المراهنة أو القمار مثل لعبة الروليت الأمريكية ولعبة البلاك جاك وألعاب تكافؤ الفرص مثل لعبة البوكر وآلات الألعاب، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية والألعاب ذات الفرص المتساوية.
اليانصيب
هل سمعت بمصطلح القرعة؟ إن اليانصيب هو شكل قديم من أشكال الكهانة يعتمد على اختيار الأرقام بشكل عشوائي، وهناك أشكال متعددة من اليانصيب. وأحد الأمثلة الأكثر شهرة لهذه العملية هو شراء بطاقات لا قيمة لها من قبل المشارك بمبالغ مالية لهذه البطاقات، وفي النهاية يتم إجراء قرعة عشوائية لتحديد الفائز.
آلات الألعاب
تم تعريف آلة الألعاب بموجب قانون المقامرة لعام 2019 على أنها آلة تم تصميمها أو تكييفها للاستخدام من قبل الأفراد للمقامرة، وتشمل معظم آلات الألعاب القائمة على بكرة المعروفة أيضًا باسم ماكينات الفواكه أو ماكينات القمار أو الجوائز الكبرى.
تنقسم آلات الألعاب إلى فئات مختلفة اعتمادًا على الحد الأقصى للحصة والجائزة المتاحة.
المراهنات الرياضية
المراهنة على الأحداث الرياضية هي واحدة من أشهر أنواع المقامرة في جميع أنحاء العالم، وتتمثل في وضع رهان مباشر مع شخص آخر أو صديق على نتيجة فوز فريق في لعبة مثل لعبة كرة القدم أو لعبة البيسبول على سبيل المثال، أو رهانات على الفوز أو الخسارة في سباقات الخيل.
من الصعب التقليل من المخاطر التي قد تشكلها المقامرة على الشخص إلى جانب الخسارات المالية والمشاكل النفسية التي قد تعتري المُقامر. وما لا نستطيع تجاهله أو نسيانه هو تحريم القمار في ديينا الإسلامي. فلا تحاول الدخول من البداية في مثل هذا المجال وإذا كنت في بداية الأمر حاول الإقلاع عن هذا والتوقف على الفور حتى لا تصل إلى مرحلة متطورة وصعبة قد تكون عملية المعالجة أو الخروج من هذه المرحلة في ذلك الوقت أمراً صعبًا للغاية.