تعريف القراءة المحورية
مفهوم القراءة المحورية
يجب تجديد ثقافتك والحفاظ عليها، ويجب أن تغذيها كما يفعل الجسم مع خلاياه، وإذا كان هناك خلل في الجسم لا يمكن إصلاحه، وعندما تموت خلية لا يمكن استبدالها، وكذلك تحتوي الثقافات على مجموعة من المبادئ والمسائل التي لا تتجدد ولا تتغير لأنها تمثل الأصول والأساسيات .
في الوقت الحالي، قد لا يوجد عالم موسوعي ملمًّا بالعلم العصري المحيط به، أو عالم مفسِّر وفقيه يمتلك المعرفة في الطب والفلك، وهذا يعني أن هذا العالم قد انتهى دون عودة .
نظرًا لتوسع مجال العلوم في مختلف التخصصات، فقد يكون لديك معرفة سطحية أو ما يسمى بالمعرفة التجارية، ولكن التقدم الرأسي يتطلب من الفرد البحث والتركيز والخبرة حتى يصل إلى ما يمتلك قيمة حقيقية .
والتخصص يعني أن يكون للفرد معرفة دقيقة بموضوع محدد ويتمتع بمعرفة عامة بالموضوعات الأخرى، ويتميز بعدد قليل من التخصصات المختلفة مع وجود معرفة متعمقة في بعض الحقائق الفرعية، وهذا يعود إلى أنه يمتلك معرفة دقيقة وغير عامة في هذا المجال .
إذا كان الشخص المتخصص مغلقًا على نفسه، فلن يتم حفزه للعمل، لذلك يجب توفير عدد من المتخصصين الذين لديهم انفتاح على مختلف التخصصات، خاصةً أن المعرفة بأنواعها وكذلك التخصصات يمكن أن تتأثر بعضها البعض وتعتبر امتدادًا طبيعيًا بينها .
من الأمثلة على ذلك هو الفرد المتخصص في اللغة العربية الذي يمكنه الاستفادة من فتح آفاق جديدة في التقدم في اللغة، من خلال الانفتاح على اللغات السامية الأخرى، والاستفادة من مجموعة متنوعة من العلوم مثل التاريخ وعلم النفس والاجتماع وغيرها .
قد تمتلك هذه القراءات الدقيقة التي يمكن أن يراها مالكها، وقد تظهر لك تشكيلات جديدة في الحياة، ويمكنك التعرف على إبداع الخالق وتشكيل رؤية واسعة التصور ليست سهلة الوصول إليها .
ولكنَّ ما يهمُّنا في ذلكَ الأمرِ ليسَ القراءةَ بعينها، وإنما توضيحُ القراءةِ المحوريةِ وتعتبرُ القراءةُ المحوريةُ هي التي تقفُ فيها على المفاهيمِ والمبادئِ .
وهدفها هو مثل قراءة الباحث لموضوع معين، والاطلاع على مصادر المعلومات بأنواعها، فالقراءة التحليلية تمنحك فهما واسعا للكتاب .
يستهدف الكاتب في هذا الكتاب تقديم خدمة لموضوعه، ومن الممكن للقارئ قراءة بعض الفصول أو الصفحات من الكتاب دون الحاجة إلى القراءة الكاملة .
خطوات القراءة المحورية
عندما يواجه الفرد قضية أو مشكلة معينة، ويرى أنها تستحق البحث والتحقق، فإن مصداقية الحدس في هذه الحالة تكون محدودة، وعند اتخاذ الخطوات اللازمة للاستكشاف، يتم اتباع الخطوات التالية: .
- خطوة أولى
تتضمن الطريقة الأفضل لمن يقرأ كتابًا الإطلاع على المراجع والكتب التي تتناول الأدبيات العامة المتعلقة بالموضوع الذي يتم قراءته، ويفضل أن يقرأ القارئ كتابًا أو أكثر يتضمن وجهات نظر مختلفة ومعارضة للكتاب الأول .
يمكنك الحكم على ما قرأته من خلال ذلك، ويمكنك أيضاً قراءة كتب أخرى ذات صلة بموضوع تخصصك .
يَمكن للشخص الذي يَرغب في البحث عن مَوضوع مُحدَّد الذهاب إلى المكتبة وفحص فُهارِس الكُتب حتى يَتعرَّف على الكتاب الذي يَمكن أن يُفيد في موضوعه، أو يَطلع على موضوعات لها علاقة قريبة بالمَوضوع الذي يَبحث عنه، أو يُطرح سؤاله لأحد المُتخصصين في هذا المجال .
لذلك، يجب على القارئ جمع المراجع التي قد تخدم موضوعه، وقراء الكتب بنظرة فاحصة للتأكد من أنها تخدم موضوعه، ويحدد الموضوع الذي يحتاجه، وربما يقوم بحذف الكتب التي لا تفيد في موضوعه .
- خطوة ثانية
في هذه العملية، يقوم الفرد بقراءة المقاطع والفصول وأي نص له علاقة بالموضوع، ويتم القراءة وفقًا للقواعد التحليلية المحددة، وفي حالة وجود مجموعة من القراء، فقد يختلف الأمر ويتم القراءة بطريقة فاحصة للغاية .
قد يتم تحويل النصوص إلى الكتابة ويتضح للقارئ فيما بعد أنه ليس بحاجة إليها، ولكن يمكن دمج القراءة التحليلية والاستكشافية معًا عندما تكون الأبواب والفصول وأي عناوين فرعية واضحة للقارئ، ولكن ذلك ليس شائعًا .
تهدف القراءة التحليلية إلى طرح بعض الأسئلة التي تغطي الموضوع، والإجابة عليها قد تكون موجودة في الأبواب والفصول والعناوين الرئيسية التي يقوم القارئ بالقراءة بسببها .
إذا كانت بحثك عن البطالة على سبيل المثال، يجب أن تتضمن أسئلتك تعريف البطالة ومقدار وجودها، والجذور التاريخية لها والأسباب المتعلقة بها وما إلى ذلك .
- خطوة ثالثة
تجمع المقالة النصوص التي تُجيب على الأسئلة التي تم طرحها، ويتضح فيها قدرة القارئ على اختيار الإجابات التي قد تكون غير صريحة وموجودة بين السطور في كتاب الاختصاص .
عندما تجد كاتب الأجوبة متوفرًا في عدد كبير من الكتب، يعني هذا أنه من المحتمل عدم إضافة معرفة جديدة أو حل مشكلة، لذا يجب على القارئ أن يكون شفافًا جدًا عند اختيار الإجابة على أسئلته، حيث قد يجد أسئلة تتعلق بموضوعات لاتحمل علاقة بنطاق بحثه .
يقوم بترجمة المفاهيم الواسعة لخدمة موضوعه وربما يحصل على نص مفيد في موضوع قد يبدو غير هام، لذا يجب أن تكون مدركا للمراجع والنصوص التي يتم جمعها، ومن الممكن أن يتعامل مع موضوعه بطريقة غير صحيحة أو ضيقة، ويجب أن يتحرر من تلك المراجع .
القراءة المحورية من اهم انواع القراءة
هناك عدة أنواع من التفسيرات التي تتضمن ما يلي
- قراءة اكتشافية
يمكن للشخص أن يشعر بالفرح عند رؤية الكتب في المكتبات الآن وشراءها دون تحديد الغرض من شرائها، ولكن هناك الكثير من الكتب التي قد لا تلقى قبولًا في السابق ويتم إعادة نشرها لأغراض مختلفة .
يكتب الكتاب بعض العناوين المغرية لجذب الأفراد لشراء كتبهم للأغراض التجارية، وقد يهدف الكاتب الجيد إلى الوصول إلى فئة معينة من الناس من خلال كتاباته .
قد يكون محتوى الكتاب جيدًا، ولكنه لا يتناسب مع هدفك من القراءة في وقت نشره، ويمكن الوصول إلى جودة الكتاب من خلال سلسلة من الخطوات، وهي:
-
- يجب قراءة المقدمة الخاصة بالكتاب، حيث توجد أهدافه ودوافعه.
- ينبغي الاطلاع على فهرس الموضوعات لمعرفة محتوى الكتاب بشكل كامل.
- التصفح للمراجع والمصادر الخاصة بهذا الكتاب.
- يمكن للقراءة للملخصات أن تعطيك فكرة عن محتواها، أو يمكن لك قراءة بعض الفقرات أو الصفحات.
- قراءة سريعة
يمكن قراءة بعض الكتب بسرعة لفهم محتواها، ولكن تحتاج بعض الكتب للقراءة بعناية فائقة، وتتضمن قراءة سريعة الانتقال من صفحة إلى أخرى وقد يتم التقاط بعض الإشارات والرموز من الصفحات الأخرى .
- قراءة انتقائية
عند قراءة الفرد لموضوع معين في كتاب، يقوم بمطالعة العديد من الكتب والمراجع المتنوعة حتى يتمكن من الحصول على معلومات وافية ومتجانسة، ليكتسب فهمًا دقيقًا لهذا الموضوع .
- قراءة تحليلية
تعد القراءة النقدية من أفضل أنواع القراءات، حيث تساعدك على فهم مضمون الكتاب والتعرف على أفكار المؤلف. ومن خلالها يمكن للقارئ الوصول إلى مستوى ثقافي أعلى ومصادر الكتاب وخلفيته الثقافية وأوجه القصور فيه، وهكذا .