تعريف الفلسفة الوجودية وتطبيقاتها
تعريف الفلسفة الوجودية
تعتبر الفلسفة الوجودية واحدة من الفلسفات المختلفة في مجال الفلسفة بشكل عام، والأكثر تأثيرا في أوروبا، وذلك منذ حوالي عام 1930 وحتى منتصف القرن العشرين، وتشترك في تفسير وجود الإنسان في العالم .
عندما نتحدث عن تعريف الفلسفة الوجودية، يصعب وضع تعريف واضح لها أكثر من أي فلسفة أخرى، وذلكلأن تسميتها “فلسفة الوجود” لا تقدم تعريفًا دقيقًا، ويتعين تعريف مفهوم الوجود أولاً .
يمكن تعريف الوجودية بأنها فلسفة تؤكد على الوجود البشري بدلًا من الحركات التي تغمر وجود الإنسان ، حيث أنه إذا تم التركيز على التمييز على وجود الإنسان ، فكيف تختلف عن الإنسانية قد يُنظر إليه على أنه شكل من أشكال الإنسانية ، لكن الإنسانية تؤكد غالبًا على موقف علمي عقلاني تجاه الحياة .
تطبيقات الفلسفة الوجودية
من بين تطبيقات الفلسفة الوجودية هو استخدام العقل للانتقاد لها، بالإضافة إلى المشروع العلمي الذي يزيل الطابع الشخصي للبشر .
يعني وجود الإنسان قبل كل شيء، كما قال جان بول سارتر، حيث يظهر الإنسان في المشهد قبل أن يتعرف على نفسه، وبالتالي يسبق الوجود الجوهر .
يبدأ الإنسان حياته كصفر، بلا شيء، ثم يتحول ليصبح شيئاً، ويحدد المعنى وراء وجوده، ولا يوجد معنى واضح لتفسير ما وراءذلك .
يفترض كامو في مقالته [تفكير سخيف] أن المجتمع والدين يعلمان البشر خطأ أن عالم الظواهر المرئية خارج الذات له نظام وبنية، وفي الحقيقة، يعتبر كل محاولات الفرد التي يطلق عليها الوعي لتحديد نظام أو هدف فاشلة .
طبيعة الفكر الوجودي وأسلوبه
تعتبر الوجودية أو الفكر الوجودي أن الوجود دائمًا خاص وفردي، حيث يحتاج الوجود إلى التحقيق في معنى الوجود ومواجهة الاحتمالات المتنوعة باستمرار. ومن بين هذه الاحتمالات، أن يختار الشخص ويتحمل نتائج اختياراته .
يعتبر الوجود دائمًا موجودًا في العالم، أي في موقف ملموس، ومحدد تاريخيًا يحد من الاختيار أو يفرض شروطًا، بناءً على العلاقات الفردية مع الأشياء والآخرين .
ويطلق على البشر اسم الوجود، وفقًا لعبارة مارتن هايدغر، لأنهم يعرفون من خلال وجودهم الحقيقي في العالم أنهم ملزمين للاختيار والتفكير قبل اتخاذ أي قرار .
الوجودية هي شيء خاص، حيث تتعارض معأي عقيدة تعتبر الإنسان مظهرًا من مظاهر الجوهر المطلق أو غير المحدود، وبالتالي تتعارض مع معظم أشكال المثالية التي تؤكد على الوعي أو الروح أو العقل .
يعارض الفكر الوجودي أي عقيدة بشرية ترتبط بالواقع المعطى، ويتعارض مع أي شكل من أشكال الموضوعية أو العلمانية، حيث يجب حل الكامل في عناصره ليتم التعرف عليه أو التفكير فيه .
هل الوجودية تهتم بالشخصية
درس الوجوديون المعاصرين الذين اهتموا بموضوعات الفلسفة المعاصرة بجهود كثيرة ومتنوعة، بهدف قيود حرية الإنسان التي يرونها ضرورية لتنمية شخصيته .
يعتبر بيردييف لاجئًا من الثورة الروسية، وكان بول سارتر ومارسيل يعانيان من احتلال النازيين لفرنسا، وكان هايدجر من مؤيدي النظام النازي في ألمانيا لفترة مؤقتة، وقد كتب كل هؤلاءوغيرهم من الرجال العديد من الأعمال العميقة التي تتعلق بتطور الإنسان كفرد .
يرى بيردييف أن مفهوم الإنسان يجب أن يستند إلى مفهوم الشخصية الأنثروبولوجية الحقيقية، حيث تتجلى شخصية الإنسان في فهم نيتشه لها وفي إمكانية التطور والنمو الذاتي، ويتناول عمل كيركيغارد المتعمق قضايا مرض الإنسان وحتى وفاته وتأثيرها على علاقة الجسد بالروح .
قد يهتم العديد من الأفراد بالإنسان كفرد، وعندما يتعلق الأمر بحرية الإنسان وتأكيد هويته الفردية، فإن بعضهم يرفض أي نظام فلسفي مطلق يؤكد على الكونية ويتجاهل الفرد
مميزات وحدود الفلسفة الوجودية
تُعَدُّ الوجودية هي النظرية الفلسفية التي ترى أنَّه لفهم الوجود البشري، فإنَّ مجموعةً من الفئات الأخرى التي يُحكمها معيار الأصالة ضرورية، حيث إنَّها تتميّز ببعض السمات التي تميّزها عن غيرها، وتشمل ما يلي:
- يعني وجود الإنسان قبل وجود جوهره، أنه لا يوجد طبيعة بشرية أو نموذج بشري يمكن لجميع البشر الالتزام به في النهاية، وبالإضافة إلى ذلك، يظل الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يتحكم بمصيره .
- تتميز الفلسفة الوجودية بمناقشة أهمية الفرد ووجوده في عالم يسوده الفوضى الأخلاقية .
- يدركون أن المخاوف الإنسانيةوالخبرة البشرية لها أهميتها في عالم غالبًا ما يكون غير معروف، وهذا يتوافق مع عدم الثقة في الأساليب الاختزالية والثقة المفرطة في العلم .
- تكتسب الفلسفة الوجودية أهمية كبيرة من خلال الأسئلة الوجودية كوسيلة لتوجيه الحياة البشرية في عالم فوضوي، وتحتاج الحياة إلى توجيه من هذا القبيل .
أهمية الفلسفة الوجودية
يعتبر الفرد الموجودي المقدمة والمركز، ومع ذلك، يعتبر الاندماج في المجتمع ضروريًا لبعض الأفراد في الوجودية .
تعتبر العلاقات المهمة هي تلك التي تحدث بين الأشخاص، وحيث يتم خلق معنى وتحليله بدقة وعناية، وهذا يعني في الواقع إنشاء واكتشاف العلاقات بين الأشخاص .
يمكن للوجوديين الدينيين رؤية العلاقة بين الإنسان والله كأساس لجميع العلاقات بين البشر .
تتعامل الوجودية بشكل واسع مع حرية الإنسان وتؤكد عليها، حيث أن الوجودية نفسها تمثل ثورة ضد الفلسفة العدمية والتقليدية .
يتناول الفكر الوجودي محاولة فهم أساسيات الحالة الإنسانية وعلاقتها بالعالم من حولنا، حيث تشمل الأسئلة الأساسية ما هو شعور الإنسان بأنه يعيش في هذا العالم، وما هي طبيعة حريته وإرادته وتحركاته في هذا العالم .
ترفض النظرية المذكورة للحياة الإيمان بوجود معنى أساسي ثابت لها، وتتطلب من الأفراد تجاهل قيمتهم الشخصية، فهي لا تعتبر الفرد ككيان مستقل، وتقدر الذاتية الفردية على أساس موضوعي .