اسلاميات

تعريف الفقه وموضوعه واقسامه ومشاهير العلماء فيه

معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية

في التعريف الفقهي، يعرف الفقه بأنه معرفة الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بجميع جوانب الحياة، مثل الطهارة والصلاة والبيع والشراء والنكاح وغيرها، وتتمثل هذه الأحكام التفصيلية في كتاب الله وسنة نبيه، وإجماع العلماء واجتهاداتهم. ومن الشروط لفهم هذه الأحكام بدقة هو فهم معانيها ومصادرها، وتعتبر كلمة الله التي نزلت على رسوله الكريم وسنة رسوله، وقال تعالى: `ذٰلك الكتاب لا ريب فيه`، وتعتبر سنة رسول الله توضيحا وشرحا لكلام الله، وتتمثل في الأحاديث النبوية الشريفة .

تعريف الفقه وموضوعه

يُعرف الفقه باللغة بأنه الفهم الدقيق، وفقه الرجل يعني فهم الرجل، وأفقه شخصٍ آخر يعني أفهمه شيئاً. وعندما أخبرنا الله عن أن كل شيء يسبحه، تعالى، قال: (ولكنكم لا تفقهون تسبيحهم)، يعني لا تفهمونه .

والفقه اصطلاحا : هو معرفة الأحكام الشرعية المكلف بها الأنسان من أدلتها التفصيلية ، ويقصد بالعلم غلبة الظن ولا بالأحكام الشرعية الأحكام العقلية التي يستطيع العقل معرفتها بسهولة ، مثل واحد جمع واحد يستوي اثنين ، ولا يقصد أيضا بها الأحكام الحسية المتمثلة في أن الماء المغلي ساخن ، ولا الأحكام العادية المتمثلة في توقع سقوط المطر عند رؤية الغيوم كثيفة في السماء ، وإنما يقصد بها الأحكام التي تحتاج اجتهاد لاستنباطها ، من القرآن والسنة فلا يستطيع أي شخص لاستنباطها ، إلا إذا كان عالما ومتعمقا في الدين ، وأدلته التفصيلية ،  المصورة في كل من القرآن ، والسنة ، والإجماع ، والقياس .

أقسام الفقه

ينقسم الفقه إلى قسمين رئيسيين هما :

  1. فقه القلوب : يتمثل الرقم (2385) في التعبير عن الأحكام الشرعية لمعتقداتنا الداخلية مثل الإيمان بالله وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، والمعرفة بأركان الإسلام التي تشمل الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والإيمان بجميع الكتب والرسل، واليوم الآخر والحساب، والعقاب والقدر بما فيه من الخير والشر، والإيمان بكل ما يجب أن يكون لله وحده من أمور التوحيد وإخلاص العبادة، واستعمال التوسل والرجاء والخوف والتوكل والمحبة .
  2. فقه الجوارح : فقه الجوارح يتعلق بالعادات الظاهرة مثل الصلاة والصيام والحج والزكاة والبيع والنكاح والمعاملات، ويعتبر فرعًا لفقه القلوب، حيث يعتبر فقه القلوب هو الأساس .

أشهر علماء الفقه

  1. الإمام أبو حنيفة : اسمه النعمان بن ثابت، ولد ونشأ في الكوفة، وكانت أسرته غنية. اكتمل حفظه للقرآن الكريم في سن مبكرة، وحج البيت في سن السادسة من عمره. بدأ تعلم الفقه الإسلامي من خلال دراسة أصول الدين ورد الشبهات ومناقشة قضايا الإلحاد، وكانت مشاركته في ذلك هي أحد أسباب نشأة المذاهب الفقهية. وكان يتحاور مع الفرق الضالة مثل الجهمية والمعتزلة والشيعة ويقنعهم. توفي في بغداد وصلى عليه ست مرات بسبب كثرة المصلين .
  2. الإمام مالك بن أنس : هو مالك بن أنس بن مالك ولد في المدينة المنورة وعاش فيها. حصل على العلوم الشرعية في سن مبكرة، وبدأ يستفيد منها في سن العشرين. كان ذو طبع حسن، ووجهه أبيض، وقامته طويلة. وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: `سيأتي زمان يمس الناس أكباد الإبل يطلبون العلم، ولا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة.` كان خاشعا في صلاته وورعا مطمئنا. كان يتمتع بمكانة أكبر من الأمراء وكان الزهري وابن كيسان من بين شيوخه البارزين. وكان لديه تلاميذ مشهورون مثل الليث والشافعي والأوزاعي. ومن أعماله المشهورة: الموطأ، وكتاب المسائل، ورسالة في الوعظ، وتفسير غريب القرآن، والرد على القدرية. ومن أقواله الشهيرة أنه في يوم ما، أشار إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: `كل واحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا صاحب هذا القبر .
  3. الإمام الشافعي : محمد بن إدريس، هو رجل من قبيلة قريش، التقى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في عبد مناف. ولد في غزة، وبعد وفاة والده، هاجرت مع والدته إلى مكة. كان يسافر كثيرا بين البلدان لطلب العلم. كان طويل القامة وحسن الخلق، وكان محبوبا من الناس. وكان يتميز بلباقة لسانه وكثرة إحسانه. كان رجلا تقيا وورعا، وعالما فقيها. وكان يقسم ليله إلى ثلاثة أجزاء، يخصص ثلثا للكتابة، وثلثا للصلاة، وثلثا للنوم. وكان من شيوخه مالك والأوزاعي، وكان له تلاميذ منهم أحمد بن حنبل والزعفراني والكلبي. ومن مؤلفاته (الرسالة، جماع العلم، الأم، الإملاء الصغير، مختصر المزني) .
  4. الإمام أحمد بن حنبل : هو أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل ، ينتمي إلى قبيلة شيبان ، كان طويلا رقيقا أسمر البشرة ، وكان من أكثر الناس تواضعا، ولد بمدينة بغداد ، عاش يتيما وحفظ القرآن في صغره عن ظهر قلب ، وبدأ في طلب العلم في الخامسة عشرة من عمره ، وكان عفيفا يرضى بأقل كسب حلال بجهده ولا يرضى أبدا أن يأخذ من أحد ، من أشهر شيوخه سفيان بن عيينة والشافعي والقطان ، ومن أشهر تلاميذه البخاري ومسلم وأبو داوود ، ومن مؤلفاته (المسند ، الأشربة ، الزهد ، فضائل الصحابة ، الناسخ والمنسوخ ، العلل والسنن في الفقه )
  5. الإمام الحسن البصري : هو سعيد الحسن بن يسار البصري، ولد في المدينة ونشأ في البصرة، نشأ في بيت السيدة أم سلمة، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترعرع بين الصحابة والتابعين، وتعلم منهم واستفاض بهم، كان فصيحا وحسنا في طعامه وملبسه، كان يصوم كثيرا، وكان أكثر شيوخه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، ومن أهم مؤلفاته (كتاب فضائل مكة)، وتوفي الحسن البصري عن عمر يناهز تسعين عاما .
  6. الإمام الليث بن سعد : هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن كان من أئمة مصر، كان كريما وسريا ، كان حريصا على طلب العمل فكان يجوب البلاد لتحصيله، كان فقيها بليغا ورعا ، ومن أشهر شيوخه عطاء والزهري ونافع، ومن تلاميذه ابن لهيعة ، وابن وهب وابن المبارك ، ومن مؤلفاته(كتاب التاريخ، كتاب المسائل في الفقه .
  7. الإمام الشعبي : ولد هذا العالم في الكوفة في العشرين من الهجرة، وكان من أنبل علماء الحديث، وعاشر الشعبي وعلى بن أبي طالب وسعيدبن نفيل وسعد بن أبي وقاص وأنس بن مالك والمغيرة وعمران بن حصين وغيرهم، بالإضافة إلى الكثير من الصحابيات. ومن أهم مؤلفاته كتاب “صنف الكتابة في العبادة والطاعة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى