تعريف الصيغة السردية
شغلت الساحة الأدبية والروائية الصيغة السردية، وتعكس هذه الصيغة وجهة نظر المؤلف بشكل موضوعي، وتعتمد على المستوى الإصلاحي الأيديولوجي والمستوى التعبيري للخطاب، والمستوى النفسي السيكولوجي والمستوى المكاني والزماني، لذلك يجب أن تتبع أساليب السرد الفني هذه المستويات المختلفة في عملية السرد .
مفهوم الرؤية السردية
الرؤية السردية هي من أساسيات العمل الروائي للمكونات الخطابية، ويكون للرؤية السردية دورا مهما في تحديد الأسلوب الذي يتخذه السارد، وطبيعة الأحداث وما يدور حولها داخل عمل الروائي، وتهتم الرؤية السردية باستخراج الأجناس الأدبية من القواعد الداخلية، بالإضافة إلى أنها تتسم أعمالها بالخصائص الأدبية، وكذلك توجيه أبنية النظام لذلك فهي من الأعمال الغنية بالبحث التجريبي، وتعتبر الرؤية السردية مبحث نقدي، يقوم بالاهتمام بمظاهر الخطاب السردي، وتوجه الرؤية السردية الضوء على أوجه الخطاب السردي، والاهتمام بنية من راو ومروي ومروي له .
تيارات الرؤية السردية
السردية الدلالية
تهتم تيارات الرؤية السردية الدلالية بمحتوى النص من الأفعال والأحداث، مع تجاهل النظر في الجانب السردي الذي يتمحور اهتمامه حول المنطق، ويفرض السيطرة على التسلسل الزمني للأفعال المتتابعة، ويشمل هؤلاء الذين ينتمون إلى هذا التيار السردي:
- غريماس .
- بريمون .
- وبروب .
السردية اللسانية
يهتم التيار السردي اللساني بجميع جوانب الخطاب اللغوي السردي، بما في ذلك الأسلوب والرؤى والطبيعة. كما يهتم هذا التيار بالعلاقة بين الراوي والمروي للخطاب السردي اللساني. ومن ضمن الرؤى السردية التي ينتمون إليها:
- بارت .
- جنيت .
انواع الرؤية السردية
الرؤية من الخلف
يتميز هذا النوع من الرؤية السردية بمعرفة الحاكي لأبعاد العمل، وأحداثه أكثر من أي شخصية أخرى لهذا العمل، ويوصف بأنه سارد مهيمن لأنه يتجاوز كافة التوقعات، بما ذلك ما تملكه الشخصية من علم ومعرفة، ويتميز بقدرته على معرفة وتوقع أحاسيس الشخص وميولها وباطنها وتفكيرها، ويستخدم هذا النوع من الرؤية السردية في السرد الكلاسيكي فقط .
الرؤية المتلازمة
في هذا النوع من الرواية، يتساوى معرفة الراوي بالأحداث والشخصيات مع معرفة الشخصية، ويعتبر هذا النوع هو الأكثر استخداما وانتشارا في الرواية. يطلق عليه اسم `الرؤية المصاحبة`، لأن الراوي يرافق الشخصية التي يروي لها المعلومات حول الأحداث الروائية الخاصة به، ويمكن للراوي أن يستخدم ضمير المتكلم ليجعل الحاضر متساويا مع الغائب في هذه الرؤية .
الرؤية من الخارج
يتميز هذا النوع من السرد بالغموض إلى حد ما، حيث يفتقر الراوي إلى معرفة كافية بالأحداث التي تجري في العمل الحكائي، وكذلك بشخصيات العمل التي يتحدث عنها. ويكون الراوي في هذا النوع من السرد غافلاً عن الحركات والأساليب والتفاصيل الصادرة عن جميع شخصيات العمل الحكائي .
مكونات الرؤية السردية
الراوي
يعتبر الشخص الذي ينقل الحكاية إلى المروي شخصية خيالية موجودة فقط في النص، بينما يمثل الكاتب أو الروائي شخصية حقيقية .
المروي
تعتمد أحداث الرواية على الراوي والشخصيات المروية، ولا يمكن أن تكتمل الرواية أو تؤدي دورها بدون تواجد الراوي والشخصيات المروية، وهما علاقة ثنائية مهمة لدى الراوي اللساني .
المروي له
يندرج اسم ما ضمن أبعاد البنية السردية، ومن الممكن أن يتخذ أشكالاً مختلفة للسرد، فقد يتخذ شكلاً خيالياً على الورق فقط، أو يكون حقيقياً ومجهولاً في الوقت نفسه .
أهمية النص السردي وضرورته
من الأمور التي يجب أن تتواجد في النص السردي ما يلي
- وحدة الموضوع والحدث .
- تحدث تحولات في الأحداث التي يقوم بها الشخصيات .
- يجب أن يكون هناك تسلسل زمني وسببي في الأحداث، حتى تكون أحداث النص مترتبة ومتناسقة مع بعضها .
- يجب أن يكون النص واضح المعنى ويمكن أن يكون له طابع أخلاقي أو سياسي، وهذا هو الهدف من وجود النص السردي .
أنواع السرد
ينقسم السرد إلى ثلاث أنواع أساسية وهم :
السرد المتسلسل
يتناول الكاتب الأحداث بترتيب زمني منظم ودقيق، وعادة ما يستخدم هذا الأسلوب في سرد الأحداث التاريخية أو اليومية، حيث يكون التسلسل منطقيا، وينتقل الكاتب من المقدمة إلى الحدث ثم الحبكة، ويختم السرد بأسلوب منطقي، لذلك فإن السرد المتتابع يعتمد على تخطيط مسبق وفقا للجدول الزمني للحدث .
السرد التناوبي
يعتمد السرد التناوبي على تبادل الأحداث، حيث يروي الكاتب القصة ثم ينتقل إلى قصة أخرى، ثم يعود مرة أخرى إلى القصة الأولى ليستكملها. يتم استخدام هذا السرد في القصص والأعمال التلفزيونية المصورة مثل المسلسلات والأفلام .
السرد المتقطع
السرد المتقطع ليس دقيقًا في ترتيب الأحداث بطريقة منطقية، حيث لا توجد بداية ونهاية ولا حبكة واضحة في النص، وقد يضع الكاتب الحبكة في نهاية السرد لأحداث النص، ويتعارض السرد المتقطع تمامًا مع السرد المتسلسل .
خصائص النص السردي
النص السردي يحتوي على بعض الخصائص وهي :
- يحتوي السرد على سلسلة من الأحداث المترابطة بشكل منطقي بالترتيب الزمني .
- تشهد الأحداث تطورًا وتغييرًا في مهام ووظائف الشخصيات ، منذ بداية الأحداث حتى نهايتها .
- النص السردي يدور حول موضوع أساسي يعكس واقعية الرؤية .