اسلاميات

تعريف الشفاعة المثبتة وشروطها

اول من يشفع للناس يوم القيامه هو

في يوم القيامة، يكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول من يشفع للناس. الشفاعة هي رحمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وقد اختص بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكما جاء في الحديث: “يا محمد، إنك رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر من ذنبك، فاشفع لنا عند ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟” ثم ينطلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويأتي تحت العرش، ويسجد لربه عز وجل، ثم يفتح الله عليه من محامده ويثني عليه بالكلام الجميل بطريقة لم يفتح بها على أحد قبله. ثم يقال له: “يا محمد، ارفع رأسك، فاسأل وتعطى، واشفع وتشفع.

الشفاعة هي إحدى الصفات العظيمة والفضائل الكثيرة للنبي صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: `أنا أول من يشفع في الجنة، فلا نبي يصدق ما صدقت، ومن الأنبياء يوجد نبي يصدقه من أمته إلا رجل واحد`. وقال ابن عمر رضي الله عنهما: `يوم القيامة سيصبح الناس جثا – جالسين على الركبة -، وكل أمة تتبع نبيها، فيقولون: يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة عند النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يوم يبعثه الله إلى المقام المحمود`. ويجب أن نسعى للوصول إلى الأسباب التي تؤهلنا للشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأسباب توحيد الله سبحانه وتعالى، وإقامة صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدعاء له بالمقام المحمود وهو الشفاعة.

تعريف الشفاعة المثبتة

تعني الشفاعة التوسط الذي يقوم به شخص لجلب المنفعة أو دفع الضرر، وذكر الله تعالى في كتابه العزيز العديد من آيات الشفاعة، مثل قوله “فما تنفعهم شفاعة الشافعين”، حيث يقصد بها أصحاب الشفاعة الكاذبة الذين يطلبون الشفاعة من آلهتهم عند الله، ولذلك لا تنفعهم الشفاعة لأن الله لا يحب الكفر والفساد في الأرض، وقوله “من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه” و”ولا يشفعون إلا لمن ارتضى” و”يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا.

ماهي شروط قبول الشفاعة

للشفاعة نوعان وكل نوع له شروط خاصة به وهم:

الشفاعة المثبتة الصحيحة

حيث أثبتها الله في القرآن فلا تكون لغير المخلصين والموحدين بالله وذلك أُثبت من رسول الله عندما أسعد الناس بالشفاعة هو من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه. وتلخصت شروط هذا النوع من الشفاعة في ثلاثة شروط وهى رضا الله عن الشافع، ورضا الله عن المشفوع له، أما الشرط الثالث هو إذن الله تعالى للشافع أن يقوم بالشفاعة حيث أتت تلك الشروط واضحة في قوله تعالى “وكم من ملكِ في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى”. لذلك لابد أن تتوفر هذه الشروط الثلاثة حتى تتحقق الشفاعة.

وتنقسم الشفاعة الثابتة إلي نوعين :

  • الشفاعة العامة 

وتعني أن الله يأذن لمن يريد من عباده المخلصين أن يقوموا بالشفاعة لمن أذن الله بالشفاعة فيهم، وهى مثبتة للبعض هم : الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء والشهداء والصديقين بالإضافة إلى المخلصين والصالحين حيث يتوسطو للشفاعة في أهل النار العصاة المؤمنين ليس الكافرين بأن يخرجهم الله من النار.

  • الشفاعة الخاصة

تعرف باسم خاص لأنها تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط. إنها شفاعة عظيمة في يوم القيامة حيث يتوسط للناس ويشفع لهم في ذنوبهم ومصائبهم أمام الله عز وجل ليعفو عنهم في هذا الوقت العظيم. يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة لديه الله، فيقول لهم اذهبوا إلى نوح، ويقول نوح اذهبوا إلى إبراهيم، فيحيلهم إلى موسى، ثم إلى عيسى. ولا يشفعون لهم حتى يصلوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم عند الله، ويقبل الله دعاءه وشفاعته.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الجنة لكي يؤذن لهم بدخول الجنة، فبعد أن يعبرون الصراط يقفون على قنطرة تقع بين الجنة والنار لمن كان يغتاب غيره أو من كان لديه مظلمة من مظالم الدنيا حتى يذهبوا وينجوا فيؤذن لهم بدخول الجنة ولا تفتح لهم أبوابها إلا بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.

الشفاعة الباطلة 

الشفاعة الباطلة هي نوع الثاني من الشفاعة وهي التي لا تنفع أصحابها، وهى خاصة بالمشركين الذين يطلبون شفاعتهم من الآله لكي تشفع لهم عند الله فلا تنفعهم آلهتهم ولا شفاعتهم فإن الله لا يقبل الشفاعة إلا من الموحدين به والمؤمنون برسوله وكتابه الكريم ولا يحب الشرك به وطلب الشفاعة من الأصنام كوسيلة باطلة لا تقربهم من الله إلا أنها تزيد من بعدهم عنه.

دليل على الشفاعة المثبتة

لقد قدم الله دليلاً واضحاً للناس بشأن الشفاعة المثبتة في كتابه الكريم، حيث قال:

  1. لا ينفع الشفاعةُ عنده إلا لمن أذن له، حتى يقالَ عندما يزولُ الهيبةُ والخوفُ منْ قلوبِهم: `ماذا قالَ ربُّكُم؟` يقولونَ: `الحقُّ`، وهو العليُّ الكبيرُ
  2. كم من ملك في السماوات لا تفيد شفاعتهم شيئًا إلا بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى

دليل على الشفاعة المنفية {الباطلة}

  1. وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ. فكان يخاطب بها الله اليهود الذين يؤمنون بآله غير الله مشركين غير موحدين به
  2. لا يحق لأولئك الذين يدعون من دون الله الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون

هل يشفع آل بيت النبي في الناس يوم القيامة

آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم هم : أزواجه وذريته وبني هاشم وبنو عبد المطلب، حيث جعل الله تعالى لهم فضائل كثيرة فجعل لهم حق في الخُمس، والفيء، والصلاة عليهم مع رسول الله فأمرنا بقول ( اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .

ومن فضائل الله عليهم قال الله تعالى في سورة الأحزاب ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )

بعض أتباع الرافضة يدعون في كتبهم أن آل بيت النبي هم الذين يتحكمون في دخول الناس الجنة أو النار، ولكن الله لم يمنحهم صلاحية الشفاعة كما أعطاها لرسول الله، وهؤلاء الأتباع جاهلون بدين الله تعالى وبعيدون عن نصوص الوحي التينزلت في الكتاب والسنة .

شفاعة النبي لأهل الكبائر

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم “شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي” وهذا دليل واضح على أن من يحتاجون لشفاعة النبي يوم القيامة هم أصحاب الكبائر من المؤمنين، كما قال “خيّرت بين الشفاعة وبين أن يَدخُل نصف أمّتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعمّ وأكفى أتُرَونها للمتقين؟ لا ولكنها للمذنبين الخطَّائين المتلوّثين” .

وفقا لما ذكره النبي، فإن المخلصين والصديقين والشهداء لا يحتاجون إلى الشفاعة. فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده في الجنة، ويجرى من عذاب القبر، ويؤمن من الفزع الأكبر، وتتحلى حلتهم بالإيمان، ويزوجون من الحور العين، ويشفعون في سبعين إنسانا من أقاربهم`. وبالتالي، فإن أولئك الذين ارتكبوا الكبائر هم الأكثر احتياجا للشفاعة، حيث يحتاجون بشدة إلى اليوم العظيم وإلى رحمة الله.

هل يجوز طلب الشفاعة من رسول الله

كثيرون يتساءلون عن كيفية الحصول على شفاعة النبي، ولكن طلب الشفاعة من النبي غير مسموح به، لأن ذلك يعتبر شركا بالله، حيث يجب أن يكون الدعاء خالصا لله. بدلا من الدعاء قائلا `أسألك يا رسول الله أن تشفع لي`، يمكنك قول `يا رب، اشفع في رسولك`. فحتى في يوم القيامة، لا يستطيع النبي أن يشفع لأحد إلا بإذن الله. إنها كلمة محرمة وغير مقبولة.

وذكرت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بقوله: “يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجدت لك ملائكته، وعلمتك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من هذا المكان)، ولكنهم لا يجدون شفيعا سوى النبي ومنقذا لهم من رعب هذا اليوم العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى