تعريف الدوافع الإنسانية وانواعها
ما هي الدوافع الإنسانية
الدافع هو العامل الذي يحفز الفرد على البدء والاستمرار في السلوك، وهو حالة تنشأ عن الاحتياجات والرغبات البيولوجية والاجتماعية والنفسية التي تدفع الشخص نحو القيام بفعل معين.
قد يكون الهدف من الدافع تحقيق رغبة أو حاجة. حيث أنه كلما دعت الحاجة ، يكون الكائن الحي مدفوعًا لتلبيتها. وإذا لم يكن هناك حاجة في الكائن الحي ، فلن يكون هناك سلوك. على سبيل المثال ، الإنسان والماء. الإنسان لا يشرب الماء إلا إذا عطش أو بغير دافع. على عكس المحفزات الخارجية ، فإن الدوافع محدودة.
يتميز السلوك الذي يهدف إلى تلبية الاحتياجات بأنه ميكانيكي ومتشابه في جميع الكائنات الحية، حيث يعمل الجوع كدافع يحفِّز الكائن الحي على تناول الطعام.
تدفع الحاجة إلى الطعام الإنسان إلى البحث عن الطعام والحصول عليه، وهذا الدافع لا ينتهي بالبحث فحسب، بل يستمر حتى الوصول إلى الهدف النهائي وتناول الطعام. وتعتبر الدوافع قوية جدًا، حيث لا يمكن للفرد وقف سلوكه أو تصرفاته حتى يشبع هذا الدافع. ومن هنا، يُشار إليها باسم “دينامو” السلوك.
الدافع البيولوجي والتوازن
تُعرف الدوافع البيولوجية بالدوافع الفسيولوجية، وهي الدوافع الأساسية لبقاء الكائنات الحية. تنشط هذه الدوافع عند وجود اختلال في التوازن الداخلي للجسم، ويسعى الجسم دائمًا إلى الحفاظ على حالة توازن في عملياته الفسيولوجية المختلفة.
هذا التوازن ضروري جدًا للحياة الطبيعية، حيث يساعد في الحفاظ على العمليات الفسيولوجية الداخلية عند المستويات المثلى. يتم الحفاظ على المستوى الغذائي ، ومستوى السوائل ، ومستوى درجة الحرارة ، وما إلى ذلك ، عند مستوى معين أو مستويات التوازن الأمثل. عندما يكون هناك بعض الاختلاف في هذه المستويات ، يكون الفرد متحمسًا لاستعادة حالة التوازن.
الدوافع الفسيولوجية
دافع الجوع
نقوم بتطوير دافع الجوع للحفاظ على التوازن، ويتم تحفيز ذلك من خلال انقباض عضلات المعدة الذي يسبب بعض الألم أو الانزعاج، ويعرف ذلك باسم آلام الجوع، وقد ثبتت هذه الظاهرة من خلال التجارب التي أجريتها علماء النفس.
دافع العطش
عندما ينخفض مستوى الماء في جسمنا، نشعر بالعطش ونشعر بجفاف الفم عادةً. ولكن، أظهرت التجارب التي أجراها علماء النفس أن جفاف الفم وحده لا يكفي، بل نحتاج إلى شرب كمية كافية من الماء لإشباع عطشنا.
الحاجة للأكسجين
يحتاج جسمنا باستمرار إلى الأكسجين، ونحصل علي منه عن طريق التنفس المستمر. الأكسجين ضروري لتنقية الدم، ولا يمكننا العيش بدون تزويدنا المنتظم بالأكسجين. ويمكن أن يؤدي نقص إمدادات الأكسجين إلى عواقب وخيمة مثل تلف الدماغ أو الوفاة.
الدافع لتنظيم درجة حرارة الجسم
من الضروري الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية 37.0 درجة مئوية. يتسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم أو انخفاضها في حدوث العديد من المشكلات. وهناك بعض الآليات التلقائية لتنظيم درجة حرارة الجسم ، مثل التعرق عندما ترتفع درجة الحرارة فوق المعدل الطبيعي، أو عندما تنخفض درجة الحرارة عن المعدل الطبيعي.
الحاجة إلى النوم
النوم هو عملية أساسية لعمل الجسم والعقل بشكل طبيعي. عندما يتعب جسدنا وعقلنا ، يحتاجون إلى الراحة لتجديد الطاقة. لوحظ أن هناك تراكم زائد لمادة سامة تسمى “حمض اللاكتيك” عند الشعور بالتعب. يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى مشاكل نفسية مثل الارتباك وعدم القدرة على التركيز وتدلي الجفون وارتعاش العضلات وما إلى ذلك.
تجنب الألم
لا يمكن لأي كائن حي أن يتحمل الألم لفترة طويلة، وكلما شعرنا بالألم نحاول الابتعاد عنه. نحن نرغب في الهروب من المنبهات المؤلمة، على سبيل المثال، عندما نكون تحت أشعة الشمس الحارقة، نبحث عن الظل للاستظلال.
التخلص من النفايات
لا يمكن لجسمنا أن يتحمل أي فائض أو نفايات، وبالتالي يتم إرسال الماء الزائد على شكل بول أو عرق، ويتم أيضًا إرسال جزيئات الطعام المهضومة بعد امتصاص المواد الغذائية في شكل براز، ونشعر بعدم الارتياح حتى يتم التخلص من هذه النفايات.
الدافع الجنسي
هذا هو الدافع الجيني، الذي يحدث في الكائنات الحية بسبب إفراز الهرمونات الجنسية مثل الأندروجينات والإستروجينات. الحاجة الجنسية ليست ضرورية لبقاء الفرد، وإنما هي ضرورية لبقاء النوع. ومع ذلك، إشباع الحاجة الجنسية لا يشبه إشباع الجوع أو العطش.
دافع الأمومة
هذه غريزة أو نزعة فطرية. كل امرأة عادية تطمح لأن تصبح أماً. علماء النفس لديهم التحفيز والعاطفة والعمليات السلوكية. تعلمت من الدراسات ذات الصلة أن هذا هو الدافع الأقوى.
الدوافع الاجتماعية
الدوافع الاجتماعية خاصة بالبشر فقط. بعض الدوافع الاجتماعية الشائعة هي:
دافع الإنجاز
يشير دافع الإنجاز إلى الرغبة في تحقيق هدف معين. يتم تطوير هذا الدافع لدى الشخص الذي رأى بعض الأشخاص في المجتمع يحققون نجاحا كبيرا ويصلون إلى مناصب ومعايير عالية.
الدافع العدواني
يعد الدافع للرد بقوة عند مواجهة الإحباطات مهمًا، حيث يعبر الفرد عن هذا السلوك للتغلب على المعارضة بقوة، وقد يتضمن هذا السلوك عدوانية جسدية أو لفظية.
دافع القوة
يهتم الأشخاص ذوو الدافع القوي بالتأثير على الآخرين، حيث يتوقعون منهم الإنصات لتوجيهاتهم والإقتداء بها، على سبيل المثال، يتطلع بعض الأشخاص لتولي وظائف مثل الشرطة والسياسة والمفوضية، وغيرها.
دافع الاكتساب
يدفع هذا الدافع الفرد لاكتساب الممتلكات المادية، سواء كان المال أو ممتلكات أخرى. ينشأ هذا الدافع عندما نرى أشخاصا مختلفين يحققون الكثير من المال ويعيشون حياة جيدة.
دافع الفضول
وهذا ما يسمى بخلاف ذلك بدافع التحفيز والاستكشاف. الفضول هو ميل لاستكشاف ومعرفة أشياء جديدة. يريد الناس توسيع معارفهم وخبراتهم من خلال استكشاف أشياء جديدة. سيكون دافع الفضول قويًا جدًا أثناء الطفولة. وهذا هو السبب في أنهم لا يقبلون أي لعبة أو أشياء أخرى ما لم يفحصوها من زوايا مختلفة.
التجمع
يشار هذا أيضًا باسم حاجة الانتماء، حيث يميل الفردإلى الانضمام إلى المجموعات أو الأفراد من نفس النوع، ويهتم بإقامة علاقات ودية والحفاظ عليها وإصلاحها، ويسعى للمشاركة في أنشطة المجموعة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الدوافع الاجتماعية الأخرى مثل الحاجة إلى احترام الذات والموافقة الاجتماعية وتحقيق الذات والاستقلالية، فضلاً عن الدوافع الرئيسية مثل القتال والدفاع والتذلل وغيرها.
الدوافع الشخصية
بالإضافة إلى الدوافع الفسيولوجية والاجتماعية، هناك بعض الدوافع الأخرى التي تتحالف مع كلا الدافعين، وهي دوافع شخصية للغاية، ومن أهمها:
قوة العادات
تتميز العادات بأنها تحفز الفرد على الانغماس في الفعل تلقائيًا، مثل العادات الجيدة مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وقراءة الصحف والصلاة والتأمل وما إلى ذلك، حيث يقوم الشخص بتنفيذ الفعل بشكل آلي وتلقائي بسبب تفعيل العادة
أهداف الحياة
يمتلك كل فرد عادي أهدافًا في الحياة، ويحصل على الدافع لتحقيق هذه الأهداف. تعتمد الأهداف التي يضعها الأشخاص على عدة عوامل، مثل المعرفة والمعلومات والإرشاد والدعم والشخصية والتطلعات والخلفية الأسرية والاجتماعية، وغيرها.
الطموح
يسعى الأفراد جاهدين لتحقيق الأهداف والأشياء التي يرغبون فيها، ويعتمد هذا الإنجاز على مستوى التحفيز لديهم. ولكل فرد هدف في حياته يسعى بكل جهده لتحقيقه.
المواقف والاهتمامات
دوافعنا تحدد مواقفنا واهتماماتنا، وهذه الدوافع تختلف باختلاف الأفراد، فعلى سبيل المثال، عندما يكون لدينا موقف إيجابي نحو شيء ما مثل الرياضة أو التلفزيون، فإن لدينا الدافع لتحقيقه، وفي المواقف السلبية، فإن لدينا الدافع لتجنبها.
الدافع اللاواعي
توجد دوافع محددة لا ندركها لأنها تعمل من العقل اللاواعي. تلك الدوافع أو الرغبات التي يتم قمعها من قبل وعينا تبقى في العقل اللاواعي وتؤثر على سلوكنا.
السلوكيات غير العقلانية مثل الزلات في اللسان والقلم وفقدان الذاكرة وتعدد الشخصيات والمشي أثناء النوم، وغيرها من الأمثلة، هي أمور لا يمكننا إيجاد إجابات دقيقة لها على الرغم من محاولاتنا الدائمة لفهمها.