اللغة العربيةتعليم

تعريف الحذف والزيادة ومواضعها

الحذف قاعدة موجودة في جميع لغات العالم، ولكنها في اللغة العربية واضحة أكثر، حيث أن خصائص اللغة العربية تشمل الميل إلى الإيجاز، والحذف واحد من أنواع الإيجاز، وتجدر الإشارة إلى أن العرب كانوا يبتعدون عن ما يتسبب في ثقل اللسان، ويميلون إلى الكلام الخفيف. أما عند أهل الصرف فهو تغيير يحدث في الكلمة لفظا وخطا، بدون أي تغيير يطرأ على الحكم أو المعنى، حيث أنه إذا حدث تغيير في المعنى أو الحكم يسمى هذا بالزوائد.

جدول المحتويات

ما هم الحذف والزيادة

  • الحذف : يتم حذف إحدى حروف الكلمة عند الكتابة، ولكنها لا تزال موجودة وتنطق في الكلمة.

والحذف في اللغة: يعني القطع والإسقاط؛ وقد ورد في الصحاح: “حَذْفُ الشيءِ: إسقاطُه. يقال: حَذَفْتُ من شَعْري ومن ذَنَبِ الدابَة، أي أخذت… وحَذَفْتُ رأسَه بالسيف، إذا ضربته فقطعتَ منه قطعةً”. وفي لسان العرب: “حذَفَ الشيءَ يَحْذِفُه حَذْفاً قَطَعَه من طَرَفه”، حيث تأتي هذه المفاهيم ضمن بحث عن الحذف والزيادة.

  • الزيادة : زيادة حرف على الكلمة في الكتابة، وهذه الحروف لا تنطق، والهدف من هذه الحروف هو تجنب اللبس أو الارتباك في المعنى

مواضع الحذف والزيادة

حروف الحذف

  • حذف الألف
  • كلمة (ابن) تحذف في موضوعين  

إذا جاءت الكلمة بين علمين، مثل: محمد بن عبدالله، عمر بن الخطاب .

إذا جاءت بعد حرف النداء، مثل: يا بن آدم

ولكن لا يتم إزالة الألف من `ابن إذا كانت في بداية السطر، مثل: `ابن أبي وقاص`.

  • وصل الألف إذا سبقها استفهام بحرف الألف، مثل

استغفرت اليوم؟

اسمك أحمد؟

وتحذف الألف في كلمة اسم في البسملة فقط، مثل: في اسم الله الرحمن الرحيم، يُحَرَّمُ الحذفُ مِنْ غَيْرِهِ، مِثالٌ: باسمك اللهم نحيا، أو أقدمهُ باسمكَ .

  • ما الاستفهامية

إذا جاء قبلها حرف جر، مثل: عم يتسائلون، وأصلها عن ما يتسائلون

  • لام التعريف

إذا جاء قبلها حرف لام، وذلك في المواضع الآتية:

حرف الجر: ذهبت للمدرسة

لام التعجب: يا للعجب

لام الغوث: يا للرجال ؟أغيثوني

  • الأسماء الموصولة تستخدم في جميع الأحوال إذا سبقتها حرف الجر (اللام)، مثل:

اللذان تصبح للذين

اللاتي تصبح للاتي

  • تُحذف الألف خطا لا لفظا من الكلمات التالية :

ومع ذلك، إله الرحمن هو هذا، وهؤلاء هم، وهذه هي، وذلك هو

  • الياء في الاسم المنقوص

والاسم المنقوص هو : يتكون الاسم الذي ينتهي بحرف الياء من حرف مكسور قبله .

وتحذف في الحالات الآتية:

  • إذا كان الاسم المنقوص مرفوعا :

( حَكمَ قاضٍ بالعدل )

  • أو مجــرورا :

( مررتُ بقاضٍ يحكم بالعدل)

  • غير مضاف ولا معرف بـ ( ال ) .

فإذا عرف الاسم المنقوص أو أضيف لا تحذف ياؤه، مثل :

المضاف : ( حكم قاضي المحكمة ـالعدل )

المعرف بـ ( ال ) : ( حكم القاضي بالعدل ) .

تبقى الياء في النصب فنقول : ( رأيتُ قاضياْ ).

  •  يتم حذف حروف العلة من آخر الفعل المضارع المجزوم وآخر الفعل الأمر، مثل:

لم يرم ِ / لم يدعُ / لا تنس َ                            ارم ِ / ادعُ / انسَ

  • يتم حذف حرف التعريف (أل) من الكلمة التي تبدأ بلاّم 

للسان / للغة / لليمون .

  • حذف الواو
  • كلمة عمرو، إذا كانت منونة أو منصوبة، تكون كمثال

إن عمرا هو فاتح مصر

  • الفعل المضارع الذي آخره حرف العلة الواو:

في حالة الجزم، مثل: يرجو     لم يرج

إذا كان بصيغة أمر، مثل يدعو    ادع

إذا أضيف له واو الجماعة، مثل: يرجو      يرجوون وهي في الأصل يرجون

إذا لحقت به ياء المخاطبة، مثل: تدعو       تدعين وهي في الأصل تدعوين

  • الفعل المضارع المعتل الوسط:

إذا كان ما قبله مجزوم، مثل: يكون تصبح لم يكن

إذا جاء في صيغة أمر، مثل: يكون تصبح كن

  • حذف الياء
  • الاسم المنقوص: إذا كان منون، مثل: أيادي       أيادٍ
  • الفعل المضارع المعتل الآخر إذا تم تحويله إلى أمر، مثل: يبني      ابنِ
  • الفعل المضارع المجزوم، مثل: يقضي      لن يقضِ

حروف الزيادة

  • حرف الألف
  •  تسمى ألف التفريق بأنها ألفٌ تُكتَبُ بعد واو الجماعة ولا تُلفظ ،

مثل : يتم استخدام (كتبوا-لم يكتبوا-اكتبوا) لأنه يفرق بين واو الجماعة وواو الفرد

  • واو جمع المذكّر السالم المرفوع ،مثل :

( جاءَ لاعِبو الكرةِ ) ، والمُلحَق به ، مثل: ( أقبلَ أولو الفضلِ ) .

  •  واوِ الأسماءِ الخمسةِ المرفوعةِ ،مثل :

أبو إبراهيم وأخو علي قد وصلا.

  •  والواوِ الأصليّةِ في المُضارعِ المعتلّ الآخرِ ، مثل : 

( نحن ندعو إلى الخيرِ ).

  • تزاد ألف تسمى ألف تنوين النصب في النكرات المنصوبة بالفتحة، وذلك في حال ما لم تكن مختومة بعلامة تأنيث ( سواء كانت تاء أو ألف ممدودة )، مثل :

قرأت كتابا مفيدا، وقصة ممتعة، ووجدت طعاما مفيدا .

  • تزاد ألف الإطلاق الشعري في الأبيات الأخيرة، وقد قال الشاعر: `بدَّل الصحابة بالكتب، لم أجد وافياً إلا الكتابا`
  • حرف الواو
  • الأسماء الخمسة في حالة الرفع، مثل: أب، أخ       أبو، أخو
  • تزاد الواو في عمرو للتفريق بينها وبين عُمر، فتكتب ولا تنطق، وأيضا في أولات / أولئك / أولاء

أسباب الحذف

وهذه الأسباب وضعها النحاة، لتفسير الحذف وأنواعه، وهي كالآتي:

  • كثرة الاستعمال

يعد هذا المثال من الأمثلة الشائعة التي يستخدمها النحويون للتعبير عن سبب الحذف، ومن هذه الأمثلة: حذف خبر لا النافية للجنس، مثل: لا إله إلا الله، لا ريب، لاسيما. ومثالنا: الجار قبل الدار. أي: الجار قبل الدار، وكذلا قولنا: بسم الله.

  • طول الكلام

وذلك في حالة تطول التراكيب؛ فيأتي الحذف تخفيفًا من الثقل؛ كجملة الصلة ، وأسلوب الشرط، وأسلوب القسم؛ ومثال على ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [يس: 45]، وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد: 31]، التقدير: لكان هذا القرآن.

  • الضرورة الشعرية

ومن أهم الضرائر الشعرية القائمة على الحذف:

  • حذف حرف متحرك أو أكثر من آخر الكلمة، مثل قول لبيد: دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبانا
  • الحذف للإعراب، مثل الحذف في حالة الجزم: يُطلق على حذف الحرف، مثل حذف النون من الأفعال الخمسة عند النصب أو الجزم، كما في الجملة `لم يلعبوا`، ويشمل حذف لام الفعل الناقص في حالة الجزم، كما في قوله تعالى: `وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ`. 
  • الحذف للتركيب

حذف التنوين في التركيب الإضافي؛مثل: يمكن استخدام تحويل الطالب إلى طالبَ العلم، أو حذف النون، على سبيل المثال، مسلمو العالم متعاونون بدلاً من مسلمون. 

  • الحذف لأسباب قياسية صرفية أو صوتية

الهدف من الحذف

  • التخفيف

يستلزم الحذف في الكثير من الاستعمالات كوسيلة للتخفيف، مثل تقليل تكرار لقاء الساكنين، وحذف الهمزة، وتقليل تكرار الأمثال.

يقول سيبويه: يُقصد بهم قول `ليس أحد` أو `لا يوجد أحد`، وتم حذف هذه العبارة تخفيفًا واستغناءً بعلم المخاطَب بما يعني.

  • الإيجاز واختصار الكلام

وهذا النوع يكون بسبب رغبة المتكلم في الاختصار والإيجاز، مثل، عند بناء الفعل للمجهول يُحذف الفاعل،ومن أمثلة ذلك ما يقع في القصص القرآني من حذف، مثل ذلك قوله تعالى: {… أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا…}، فالتقدير: فأرسلوه فذهب إليه وقال له.

  • الاتساع

ينتج عن هذا النوع من المجاز نقل الكلمة من حكم كان لها إلى حكم ليس بحقيقة فيها، مثل قوله تعالى `وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى`، أي البر هو من اتقى.

  • التفخيم والإعظام لما فيه من الإبهام

مثل قوله تعالى: تم حذف الجواب في قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}، لأن الوصف لا ينتهي، والحذف لهذا التفخيم والإعظام.

  • صيانة المحذوف عن الذكر تشريفا له

مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ اُبْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ بِشَيء، فَلْيَسْتَتِرْ بِسَتْرِ اللهِ) فالفعل ابتلي أسند إلى نائب الفاعل وحذف فاعله.

  • تحقير شأن المحذوف

يمكن العثور على هذا الأسلوب في كتب السير، مثل قوله تعالى {صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ} حيث لم يتم تحقير المبتدأ لشأنهم.

  • قصد البيان بعد الإبهام

مثل قوله تعالى: معنى الآية {وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَهَدَاكُم أَجْمَعِينَ} هو أنه إذا أراد الله هدايتكم جميعًا، لهداكم جميعًا، ولكنه يترك الإنسان يختار بحريته.

  • قصد الإبهام

يستخدم المتحدث أحيانًا الحذف لإبقاء اهتمام المستمع على ما يقوله، مثل قوله تعالى: `فإن أحصرتم`، وقوله: `إذا حييتم`، حيث لا يهم من يبادر بالتحية بقدر ما يهم الحدث الذي يتم تحية صاحبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى