اللغة العربيةتعليم

تعريف الجملة الفعلية ومكوناتها

تتمتع اللغة العربية بأكثر من اسم يشتهر بها، منها لغة القرآن ولغة الضاد، وهي من اللغات المنتشرة بكثرة حول العالم، حيث يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 300 مليون شخص في مناطق عربية مختلفة، نظرا لكونها اللغة الرسمية في الوطن العربي. ومن الضروري معرفة العديد من قواعد اللغة العربية المتعددة، بالإضافة إلى أنواع الجمل وتركيبها، حتى يستطيع المتحدث بها فهم الكلمات بشكل صحيح وعدم التأثر بتغييرات في الحركة، وتنقسم الجمل إلى نوعين: الجمل الفعلية والجمل الاسمية.

جدول المحتويات

الجملة الفعلية واعرابها

يعرف ابن منظور في كتابه (لسان العرب) معنى الجملة لغويا بأنها مجموعة الكلمات، ومن حيث معناها الاصطلاحي فقد ذكرها الزمخشري في كتابه (المفصل) بأنها: “الكلام المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى”، وبالنسبة للجملة الفعلية، فتكون التعريف الثابت لها في تاريخ اللغة العربية هو الجملة التي تبدأ بفعل ماض أو مضارع أو أمر، ويمكن أن تأتي هذه الأفعال بصيغة المعلوم أو المجهول، وتكون تامة أو ناقصة، أو متصرفة أو جامدة، والتكوين الأساسي للجملة هو فعل وفاعل ومفعول به، حيث تدل كلمة الفعل على وقوع حدث ما في زمن محدد، وتشير كلمة الفاعل إلى شخص أو جهة قامت بالحدث، وفيما يتعلق بالمفعول به فهو الشيء أو الشخص الذي وقع عليه الحدث.

أنواع الجملة الفعلية

تنقسم الجملة الفعلية من حيث الأنواع إلى نوعين، الأول هو الجملة المبنية للمعلوم، وهي عبارة تتكون من فعل معلوم يأتي بعده فاعل وله مجموعة من الحالات وهي:

  • يمكن أن يكون اسمها مركبا مثل أسماء الإشارة، على سبيل المثال: (فاز هذا الفتى). في هذه الحالة، يكون إعرابها كالتالي: فاز هو فعل ماضي مبني على الفتح، هذا هو اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع الفاعل، الفتى هو صفة مرفوعة بالضم.
  • يأتي اسمًا صريحًا، مثل (جاء المعلم)، فيكون إعرابها، جاء: في الجملة (9969)، يوجد فعل ماضي مبني على الفتح، والمعلم هو الفاعل الذي يتم رفعه بالضمة الظاهرة على آخره.
  • أن يكون ضميرًا متصلًا، (سمعتُ الموسيقى)، وتعرب كالآتي، سمعتُ: الفعل ماضي مبني على السكون، والتاء هي ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، والموسيقى هي مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة.
  • يأتي الفاعل اسمًا موصولًا، مثل (فاز الذي اجتهد)، وتعرب كالآتي، فاز: اجتهد الفاعل، وهو اسم موصول مبني على السكون في محل رفع، وكان المفعول به منصوبا بفتحة ظاهرة على آخره.

النوع الثاني للجملة الفعلية هو الجملة المبنية للمجهول، وهي عبارة عن جملة محذوفة فاعلها، والنائب عنه هو المفعول به، مثل “يلبس الثوب“، حيث إنه غير معروف من يلبس الثوب. ويتم إعرابها بالشكل التالي: يلبس: فعل مضارع مبني للمجهول، الثوب: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفع الضمة. وكمثال آخر، نجد “أعد الطعام“، حيث إنه غير معروف من يعد الطعام، وتعرب هكذا: أعد: فعل ماضي مبني للمجهول، الطعام: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفع الضمة الظاهرة على آخره، وهناك العديد من الأمثلة على الجملة الفعلية المبنية للمجهول.

خصائص الجملة الفعلية

الجملة الفعلية تختلف عن الجملة الاسمية في خصائصها. فالجملة الاسمية تدل على الاستقرار والثبات، في حين تكون الجملة الفعلية متجددة ومستمرة. على سبيل المثال، إذا بدأت الجملة بفعل ماضي، فهذا يعني أنها تشير إلى حدث وقع في الماضي، وإذا بدأت بفعل مضارع، فهي تشير إلى حدث سيحدث في المستقبل. تم ذكر ذلك في كتاب (علم المعاني) للكاتب عبد العزيز عتيق، الذي قال: `الجملة الفعلية هي في الأساس لتعبر عن حدوث في زمن محدد`

اركان الجملة الفعلية

الجملة في اللغة العربية تتألف من عناصر، فلكل من الجملة الاسمية والجملة الفعلية عناصرها الخاصة، فعلى سبيل المثال، عناصر الجملة الاسمية هي المبتدأ والخبر، وبالنسبة للجملة الفعلية فعناصرها هي الفاعل والفعل، والفعل مقسم إلى ثلاثة أنواع وهي الماضي والمضارع والأمر، وهي على النحو التالي:

  • الفعل الماضيوهو يشير إلى وقوع الحدث بالفعل في زمن سابق قبل الحديث عنه، ومن مميزاته إمكانية اتصاله بتاء الفاعل، ومثال على ذلك (فزت في المسابقة)، وأيضا إمكانية اتصاله بتاء التأنيث الساكنة مثل (نجحت الفتاة في الامتحان).
  • الفعل المضارع: يعبر هذا الفعل عن وقوع الحدث في زمن الحديث أو بعده، ويميزه القدرة على الظهور بعد حرف “لم”، على سبيل المثال (لم ينل المتسابق الجائزة)، ويميز أيضا بأن الناصبة تسبقه في بعض الأحيان، مثل (لن ألعب الكرة اليوم)، كما يمكن أن يسبق بـ “سوف”، على سبيل المثال (سوف أذهب إلى الحديقة غدا)، ويمكن ربطه بالسين، على سبيل المثال (سأمارس الرياضة)، ويجب أن يكون هذا الحرف في بداية الفعل المضارع، وتتألف من الهمزة إذا كان المتحدث فردا، والياء إذا كان الفعل مذكرا فرديا أو جمعا، والتاء في حالة الغائب أو المخاطب المطلق، ويمكن استخدام النون إذا كان الفعل جمعا.
  • فعل الأمر: الفعل الذي يدل على طلب فعل يتم بعد زمن التحدث به، ومن مميزاته الاتصال بياء المخاطبة، ويشمل ذلك الأفعال (كلي) و (اسلكي) في الآية الكريمة: “ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا” [النحل: 69].

الجزء الثاني من الجملة الفعلية هو الفاعل، وهو اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم. يشير إلى الشخص الذي يقوم بالفعل، مثل (فاز الفريق)، حيث يكون الفريق هو الذي قام بالفوز. يتم تصريفه كفاعل مرفوع ويرمز له بحركة الضمة. يمكن أن يأتي الفاعل على شكل اسم معروف في صيغة التذكير أو التأنيث، سواء كان في صيغة المفرد أو المثنى أو الجمع. يمكن أيضا أن يأتي الفاعل على شكل اسم موصول أو اسم إشارة. يقسم الفاعل إلى نوعين مختلفين

  • الفاعل الظاهر: هو مصطلح يشير إلى الشخص أو الشيء المعين دون الحاجة إلى إيضاح إضافي، ويمكن القول بسهولة أنه ليس ضميرا، مثل (ارتدي الرجل ثوبه)، حيث يكون الرجل هنا اسما ظاهرا، ويتم تحليله على أنه فاعل مرفوع ويظهر ذلك بوجود ضمة في نهايته.
  • الفاعل المُضمر: الفاعل هو الذي يحتاج إلى دليل خطابي أو كلامي لتوضيح معناه، مثل قول (شربت القهوة)، حيث يتم إعراب التاء في شربت على أنها ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، وكذلك في المثال (شربنا القهوة) نجد الضمير المتصل (نا) في شربنا يعرب على أنه ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ويمكن أن يأتي الفاعل بأنواع مختلفة في الصيغة سواء كان ظاهرا أو مضمرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى