اللغة العربيةتعليم

تعريف الجملة الاسمية ومكوناتها

لقد شهد تاريخ اللغة العربية العديد من القواعد النحوية، ومن بين تلك القواعد اللغوية المهمة التي يحتاجها الناس بشكل يومي هي أنواع مختلفة من الجمل، مثل الجملة الاسمية والجملة الفعلية، وكل نوع من هذه الأنواع له قواعده الخاصة، ولتكون الجملة كاملة وصحيحة، يجب اتباع تلك القواعد الخاصة، ومن بين الأنواع المعروفة للجمل هي الجملة الاسمية التي لها تكوين مميز وعناصر ثابتة

تعريف الجملة

تتكون الجملة العربية بشكل عام لدى النحاة من عنصرين رئيسيين، وينطبق هذا على الجملة الاسمية والجملة الفعلية، وهما المسند والمسند إليه، فالمسند هو المتحدث عنه ويكون اسما فقط، والمسند إليه هو المتحدث به ويمكن أن يكون فعلا أو اسما، وتعرف الجملة أيضا بأنها أي كلام مفيد مستقل بذاته، وتعرف الجملة أيضا بأنها تتألف من مبتدأ وخبر أو من فعل وفاعل ومفعول به، وتعرف الجملة اصطلاحا بأنها أي تكون من مكونين أو أكثر ولها معنى مفيد مستقل

تعريف الجملة الاسمية

يعتبر النحويون أن الجملة الاسمية في قواعد اللغة العربية هي الجملة التي يأتي في بدايتها اسم، وقال ابن هشام: “الجملة الاسمية هي التي يصدر منها اسم، كزيد قائم وهيهات العقيق”. وأما الجملة الاسمية فتتألف من مسند ومسند إليه أو خبر أو مبتدأ، ولا بد أن يكون المبتدأ اسما أو ضميرا، وأما الخبر فيجب أن يكون وصفا أو اسما أو جارا ومجرورا أو ظرفا، مثل: محمد مجتهد، محمد أخوك، محمد في البيت، محمد عندك، محمد مبكرا

 إذا كانت الجملة في خبرها تحتوي على اسم، فإن هذا يشير إلى الدوام والاستمرارية والثبوت، وإذا كانت الجملة في خبرها تحتوي على فعل مضارع، فإن هذا يشير إلى الاستمرارية والتجدد إذا لم يكن هناك حاجة للدوام.

وقد صنف بعض النحويين الجملة الاسميّة إلى نوعين، وهما: الجملة الكبرى هي الجملة التي تحتوي على جملة كخبر، على سبيل المثال “عمر أبوه ناضج”، حيث إن “أبوه ناضج” تعتبر جملة في موضع رفع خبر المبتدأ “عمر”، وتسمى هذه الجملة الصغرى.

تكوين الجملة الاسمية

تتكون الجملة الاسمية من مبتدأ وخبر: 

المبتدأ

لغة: بدأت الشيء بدء ابتدأت به

اصطلاحا: هو الاسم المجرد بناء على العوامل اللفظية للاستناد.

تعددت المفاهيم في تحديد مفهوم المبتدأ، فبحسب ابن الأنباري يعرف المبتدأ بأنه اسم يأتي قبل الفعل لفظا ومعنى، أما ابن الحاجب فيقول إن المبتدأ هو الاسم المجرد بعيدا عن العوامل اللفظية، أو الصفة التي تأتي بعد حرف النفي أو ألف الاستفهام. ويقول الرضي إن المبتدأ هو اسم مشترك بين طبيعتين، ويقول ابن هشام أن المبتدأ هو اسم مجرد بعيدا عن العوامل اللفظية أو يشير إليها.

يجب أن يكون المبتدأ اسمًا وليس فعلًا أو حرفًا، ويجب رفعه في حالة الإعراب، وهناك أكثر من صورة للمبتدأ في الجملة الاسمية.

صور المبتدأ في الجملة الاسمية

  • أن يكون هذا المبتدأ اسم من أسماء الإشارة: يتم تحليل هذا الاسم عادةً كمبتدأ في محل رفع، مثل “هذا جيد.
  • أن يكون المبتدأ ضمير من الضمائر، وكمثال على ذلك أن نقول: في هذا المثال، الخبر هو “هو جيد”، والمبتدأ هو الضمير “هو”، الذي يشير إلى الشخص الموصوف، ويجب أن يتم إعرابه في محل رفع المبتدأ الناقص. 
  • يمكن أن يكون المبتدأ في الجملة الاسمية اسمًا، ولكن يجب أن يكون هذا الاسم من الأسماء المبينة، وهذه هي الحالة الأكثر شيوعًا، على سبيل المثال، نقول: الشمس ساطعة، وكلمة الشمس هنا هي المبتدأ وإعرابها هو مرفوع بالضمة، وكلمة ساطعة هي الخبر وتعرب أيضًا مرفوعة بالضمة 
  • في الجملة الاسمية، يمكن أن يكون المبتدأ مصدرًا من المصادر المؤولة، على سبيل نقول: أن تنام خير لك من السهر، وفي هذه الجملة يكون المصدر المؤول هو أن تنام، ويتم تحليله في محل رفع المبتدأ.

الخبر

لغة: خبرت الأمر أي علمته.

اصطلاحا:  الخبر الذي يحمل المعلومة المفيدة مع المبتدأ.

أنواع الخبر

  • الخبر المفرد: المفرد هو ما لا يكون مركبًا، ونتيجة لذلك، يتميز الخبر المفرد بعدم كونه صيغة الجملة أو الشبه جملة، وهو يأتي بأنواع مختلفة
  • الخبر اسم مشتق: كما في التعبير ”الكلمة عاجزة عن التعبير“، عاجزة هي خبر مفرد مشتق من المبتدأ 
  • الخبر اسم جامد: يشير هذا إلى الشيء الذي لا يحمل ضميرًا مستترًا أو ظاهرًا، مثل عبارة “سلام أخ لا صديق.
  • الخبر اسم معرب: مثل “الصمت العميق”، حيث أن “عميق” هو اسم معرب جاء خبراً للمبتدأ “الصمت. 
  • الخبر اسم مبني: مثل `كيف سهرات الصيف`. `كيف` هو اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم.
  • الخبر مصدر مؤول: يتمثل عرس الطبيعة في ازدهار الحقول، ويأتي ذلك من فعل `تزهر الحقول` في محل رفع خبر إزهار.
  • الخبر الجملة:  الجملة الفعلية مثل: `الله يبسط الرزق`، وتعبر عنها في محل رفع الخبر
  • خبر شبه جملة: يشير هذا الظرف إلى الزمان أو المكان، مثل قوله تعالى: `وَالرَّكْبَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ`، أو يستخدم كحالجار والمجرور، مثل قول: `الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ`، ويُستخدم في موضع رفع الخبر.

تعدد الخبر

يجوز أن نخبر عن المبتدأ بخبر واحد وهو الأصل مثل زيد قائم، أو بأكثر من خبر مثل قوله تعالى: “وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد”، ويقول البعض أنه لا أصل في التعدد ولا يجوز تعدد الخبر، وأن الخبر يأتي واحد فقط” وتعليلهم في ذلك هو أن  الخبر لا يجوز تعدده، حيث أنه في ذلك يكون الأول خبر والثاني معطوف عليه.

التطابق في الجملة الاسمية

التطابق والجملة الاسمية : يعني تطابق المبتدأ والخبر في التأنيث والتذكير، وفي العدد أيضًا، سواء كانت التثنية أو الجمع، وهناك صورتان للتطابق:

  • التطابق المباشر: يتم تغيير أفراد الخبر أو تثنيته أو جمعه وتذكيره أو تأنيثه لمطابقة المبتدأ، سواء كان مفردًا أو مثنى أو جمعًا، وسواء كان مذكرًا أو مؤنثًا.
  • التطابق غير المباشر:  يجب أن يحتوي الخبر في الأصل على رابط يربطه بالمبتدأ ويكون مطابقًا له في الجنس والعدد، سواء كان في التذكير والتأنيث أو الإفراد والتثنية والجمع، وإذا كان الخبر مركبًا، فيجب أن يكون التطابق غير المباشر مطابقًا أيضًا، مثل: الطلب قدم أبوه.

هناك حالات يتم فيها استخدام المبتدأ في الجملة للتذكير والتأنيث، ولكن يختلف ذلك في بعض الحالات مثل عندما يكون المبتدأ هو الخبر من حيث المعنى، مثل: هذا فاطمة، أو عندما يكون القصد من الجملة هو التعظيم أو التحقير، مثل: هذه المرأة رجل قوي، أو هذا الرجل امرأة.

حالات تقدم الخبر على المبتدأ

  • ينبغي تقديم الخبر على المبتدأ إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة، ومن المثالات على ذلك قد يتقدم نحو في الدار زيد، وفي هذه الحالة يجب التقديم لأن التبس الخبر بالصفة إذا تأخر.
  • يتم استخدام الأداة “إنّما” أو “إلا” لتحديد نطاق المبتدأ، مثل “إنّما الشجاع علي.
  • عندما يرتبط المبتدأ بفاء الجزاء، مثل “أما أمامي فالبح.
  • أن يكون الخبر واجب التصدير، مثل مكان السيارة.
  • يجب أن يكون الخبر واضحًا ويشير إلى ما يتعلق بالتقديم وليس بالتأخير.
  • يأتي الخبر مسبقًا في بعض المثل العرب، مثل قولهم “في كل واد بنو سعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى