تعريف التنوع الثقافي
تمثل الثقافة اللغة التي تسهل على الناس التواصل مع بعضهم البعض، وذلك لأن الثقافة هي السمة الأولى التي يلاحظها الشخص عند زيارة بلد جديد أو التعامل مع شخص لا ينتمي إلى مجتمعه. وتشمل الثقافة الدين واللغة والعادات والتقاليد والفنون بأنواعها المختلفة. ويمكن أيضا تعريف التنوع الثقافي على أنه هوية أو انتماء خاص ببعض أنواع البشر المرتبطة بالأمور الاجتماعية المميزة لتلك المجموعة أو الطائفة. ويوضح هذا التعريف معنى التنوع الثقافي بشكل أفضل، حيث يعطي انتباها كبيرا لكل ما يميز المجتمعات المختلفة من أمور خاصة بهم، مثل العادات والتقاليد الاجتماعية والفنون التي تتميز بها كل منطقة عن الأخرى، حيث تمتلك كل منطقة عادات وتقاليد فريدة تميزها عن المناطق الأخرى
التنوع الثقافي
هو ذلك الأمر الذي يتعلق بكل من الأمور الدينية والأمور الاجتماعية بشكل عام مثل اللغات الخاصة بكل منطقة وكذلك بعض الأطعمة وطرق اللباس وبعد الطقوس الخاصة بالمراسم الاجتماعية كالزواج وغيره من المناسبات الاجتماعية تختلف تلك المراسم والطقوس من منطقة إلى أخرى ، ويعرفه البعض أيضا أنه الثقافة الواسعة سواء كانت عن طريق المعتقدات أو عن طريق السلوكيات الخاصة بكل فرد مع احترام كل الاعتقادات أو السلوكيات التي تؤمن بها بعض الطوائف أو المجموعات الأخرى ، ويعمل ذلك الاختلاف على تشجيع وزيادة ذلك التنوع الثقافي سواء للمجموعات أو المجتمعات بشكل عام ، وعرف بعض العلماء التنوع الثقافي عبر سبعة أمور ونقاط منها :
الإيمان بذلك التنوع الثقافي لجميع الثقافات الأخرى
من الأمور الهامة التي يجب على الجميع المحافظة عليها، هي احترام الثقافات المختلفة دون التنمر على ثقافات أخرى، ويجب علينا العمل على تعزيز التفاهم والتسامح بين جميع الثقافات .
الاعتراف بذلك التنوع الثقافي بشتى طرقه ووسائله المختلفة
يتم العمل على دراسة الثقافات الأخرى والتعرف عليها والاستفادة منها بأقصى قدر ممكن للمساهمة في بناء تنوع ثقافي غني .
العمل على تشجيع المجموعات والمنظمات الأخرى
يتطلب التعامل مع الآخرين بمرونة أقصى درجات التسامح وتقبل الثقافة الأخرى، على الرغم من الاختلافات الثقافية التي يمكن أن يتعرض لها الأفراد، كما يتضمن ذلك النقد البناء للتعلم من الاختلافات الثقافية ومحاولة إيجاد حلول لها .
أهمية التنوع الثقافي
للتنوع الثقافي العديد من المزايا التي تجعله أمرًا هامًا في التعامل مع جميع فئات المجتمع، على الرغم من اختلاف الثقافات بينهم، وتشمل هذه المزايا:
الثقافة هي العين التي تساعدنا على فهم كل ما يحدث من حولنا، وتمكننا من التمييز بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح في الأمور. قد يشعر بعض الأشخاص ببعض التوتر والقلق نتيجة تعرفهم بثقافات جديدة تختلف عن ثقافتهم التي نشأوا عليها منذ صغرهم. تلك الثقافات المحيطة بكل فرد في المجتمع تجعله يقيم المجتمعات الأخرى وفقا لما يتوافق مع ثقافته الأولية. وقد يتطور الأمر ليشمل الاهتمام بالاختلافات الثقافية من الناحية العرقية أو الدينية، مما قد يسبب قلقا أو توترا بين الثقافات المختلفة .
يعمل التنوع الثقافي على تعرف الأفراد على العديد من الثقافات الأخرى، مما يساعد على زيادة المعرفة والوعي بما هو جيد ومناسب وما هو غير جيد وغير مناسب لثقافتهم. كما يؤدي التنوع الثقافي إلى وجود مساحات من الود والتعاون والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة، ويمكن أن يتيح فرصا لفهم العالم بطرق جديدة واكتساب مهارات وخبرات جديدة، وذلك خاصة عند التعامل مع ثقافات متعددة في الأماكن العامة أو أماكن العمل .
ويساعد ذلك التنوع الثقافي أيضا على التعرف بشكل أكبر لكل من المجتمعات الأخرى من خلال التعامل المباشر مع بعض الأشخاص الذين ينتمون لتلك الثقافة ، وعدم الاكتفاء برأي الآخرين في ثقافة تلك المجتمعات الأخرى سواء عن طريق الإعلام أو غير ذلك من الأمور التي تنشر الثقافات المختلفة .
طرق تشجيع الثقافات الأخرى
تعمل بعض الأمور على تشجيع الثقافات الأخرى بشكل عام، ويشمل ذلك ما يلي:
يتعلق الأمر بفهم التنوع بعمق والتعامل مع الآخرين الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة بتفهم أكبر، وذلك لبناء علاقات تهدف إلى تحسين المجتمعات بشكل عام، حيث إن عدم الفهم والمرونة بشأن هذا الأمر يؤدي إلى وجود الكثير من الاختلافات بين الأفراد .
من الأمور الهامة لتشجيع التنوع الثقافي هي عدم إجبار الآخرين على التعامل بالطريقة التي يتبعونها في ثقافتهم، حيث يؤدي ذلك إلى توليد العديد من الخلافات بين الأفراد .
قد يؤدي اختلاف اللغة بين بعض المجتمعات إلى بعض الاختلافات بين أفراد هذه المجتمعات، ولكن لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى خلق خلافات بين هذه المجتمعات .
يتطلب الفهم الجيد لاختلاف الثقافات الاستيعاب والتفهم لاختلاف طرق وسلوك كل أسرة عن الأخرى، حسب العادات والتقاليد الاجتماعية، ويجب العمل على تقبل وتفهم تلك الاختلافات بمرونة .
يتميز عدم التحيز أو الشعور بالحساسية المفرطة خلال المناقشات التي تحدث بين بعض المجموعات، سواء كان ذلك في العمل أو في أي مكان عام .
تعمل المرونة في فهم وتقبل الثقافات الأخرى، وخاصة تلك التي تختلف معنا بشكل كبير في أمور التفكير أو غيرها، علىتشجيع الثقافات الأخرى .
يساعد قبول التنوع الثقافي على تطوير المجتمعات ونشر الإيجابية بين جميع أفرادها .
من الأمور التي تتعلق بفهم وتقبل هذا التنوع أيضا خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي ، هي استفادة أصحاب الأعمال من ذلك التنوع الذي يحتوي أيضا على تنوع العديد من المواهب مما يعمل على زيادة الإنتاجية بشكل كبير ، من خلال توظيف تلك المواهب بشكل صحيح وكذلك العمل على تطويرها وتنميتها بشكل مستمر .
قد يخلق هذا التنوع الثقافي بيئة تنافسية وذلك مما يعمل على زيادة الإنتاجية وكذلك زيادة الأمور الخدمية للموظفين ، وتعمل تلك التنافسية على معرفة الموظفين الأكثر تكيف مع الأعمال التي تطالبهم الشركة بتنفيذها وكذلك القدرة على التكيف مع أجواء الشركة بشكل عام ، حيث يعمل ذلك التكيف بشكل كبير على سرعة التطوير والتخطيط للوصول إلى يؤدي إلى تنفيذ الأعمال بطريقة أكثر احترافية .
يعزز التنوع الثقافي الجانب الاقتصادي من خلال تنوع وتباين وجهات النظر بين الموظفين، وهذا يساهم في زيادة تجاربهم الشخصية والمهنية في فريق العمل التابع للشركة بشكل عام. كما يعمل أيضا على توليد طرق جديدة ومبتكرة تساهم في التميز والإبداع في العمل، وهذا يساهم في إيجاد حلول سريعة للمشاكل التي تواجهها تلك الشركات. بالإضافة إلى ذلك، يساعد على فهم متطلبات العملاء والعمل على تلبية احتياجاتهم بشكل احترافي بسبب تنوع وتباين وجهات نظر الموظفين .