اللغة العربيةتعليم

تعريف الترادف وانواعه

معنى الترادف لغة واصطلاحا

يعتبر الترادف من أهم الظواهر اللغوية في اللغة العربية، ورغم وجود بعض الاختلافات بين العلماء في مفهومه ووجوده، فإنه يمتلك نصيبًا كبيرًا من المعجم العربي نظرًا لأهميته في اللغة .

يوجد للترادف معنيان هما كالآتي :

  • لغة

تم استخدام كلمة الترادف في القرآن الكريم من خلال استخدام كلمة “ردف” في قوله تعالى: “قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون”، وفي قوله تعالى: “إذ تستغيثون لربكم فاستجاب لكم إني ممددكم بجيش من الملائكة مردفين

الترادف هو مصدره الفعل ردف ورديف، وجمعه هو رداف، وتعني كلمة ردف تبادل ركوب أحدهما خلف الآخر، أي أن أحدهما يقوم بركوب المركبة خلف الآخر، وقد استخدم الراعي كلمة رداف المأخوذة من الترادف في شعره، حيث قال: _

وخود من اللائي يسمعن في الضحى

قريض الردافي بالغناء المهود.

يتحقق الارتباط المتتالي بين الأشياء إذا كان ما يلي أحدهما يلي الآخر، وإذا لم يكن هناك متتالية بينهما، فإن النهار والليل يعتبران متتاليين .

  • معنى الترادف اصطلاحا

يشير مصطلح الدلالة إلى أن كلمات مختلفة قد تدل على نفس المعنى، وكذلك، يمكن أن يكون هناك اتفاق في المعنى واختلاف في اللفظ، حيث يمكن أن يكون هناك العديد من الأسماء التي تشير إلى نفس المعنى مثل اسم الأسد، ويمكن أن يشمل ذلك الأسماء المختلفة مثل “ليث، ضرغام، أسامة، فرناس، مهند” وغيرها من الأسماء .

قام الإمام فخر الدين بتعريف الترادف على أنه مجموعة الألفاظ التي تعني نفس الشيء، بينما قام بن جني بتعريف الترادف على أنه الاختلاف في الأسماء والألفاظ مع الاتفاق في المعنى .

وفي شرح الترادف بصورة مبسطة، يعني الترادف الصدق والاتحاد بين معاني شيئين مختلفين لفظيًا، وذلك وفقًا لقول الشريف الجرجاني .

أنواع الترادف

يوجد للترادف أنواع كثيرة منها :_

ترادف كامل

يُطلق على التماثل أيضًا اسم الاستواء، وهو عندما تكون هناك كلمتان متطابقتان إلى حد يصعب على أي شخص تمييزهما، لذلك يمكن استبدال أي منهما بالآخر في أي سياق .

شبه الترادف

يعرف التشابه أو التقارب أحيانًا باسم التداخل، وتحدث هذه التداخلات عند توافق وتقارب كلمتين بحيث يكون التوافق بينهما قويًا لدرجة عدم قدرة أي شخص على التفريق بينهما .

تسهل الكلمات المترادفة في القرآن الكريم على المستخدم حفظها أو استخدامها في مختلف الجمل، ومن أمثلة هذه الكلمات: `سنة`، `عام`، `حول`، والتي تم ذكرها في القرآن الكريم لنفس المعنى وفي مواضع مختلفة .

 التقارب الدلالي

يحدث ذلك عندما يكون هناك تشابه في المعنى واختلاف في اللفظ، ولكن يوجد في هذا الاختلاف تلميح في النطق نفسه للإشارة إلى الكلمة الأخرى، مثل كلمتي “حلم” و “رؤيا .

 الاستلزام

وذلك وفقا للقاعدة الآتية

يمكن استخدام التعبير `أ يستلزم أ` إذا تطابقت الحرف `أ` في جميع المواضع التي يتم استخدامها، مثل عبارة `انتهى إسماعيل من عمله في الساعة الرابعة عصرًا`، وهذا يدل على أن إسماعيل كان في عمله قبل الساعة الرابعة عصرًا.

 استخدام التعبير المماثل

يُطلق عليه أيضًا اسم الجمل المترادفة، وذلك عندما تكون هناك جُمل كاملة متوافقة مع بعضها البعض في المعنى، وتنقسم تلك الجُمل إلى قسمين وهما:

  •  الجمل التحويلية

يحدث ذلك عندما تتكرر نفس الكلمات في الجملتين، ولكن يتم تغيير ترتيب الكلمات في الجملة الأخرى. ومن أمثلة ذلك:

أكلت ياسمين الطاعم بسرعة

ياسمين أكلت بسرعة الطعام

تلك الجملتان لهما نفس المعنى ونفس الكلمات، ولكن إحداهما تختلف في ترتيب كلماتها عن الأخرى.

  • الجمل التبديلية أو العكسية

وذلك عند تبادل معاني الكلمات في جملة مع جملة أخرى، وهذا مثال على ذلك:

اشتريت من أسماء سلسلة جميلة

باعت لي أسماء سلسلة جميلة.

تم استخدام هذه الطريقة في تحويل نصوص الكتب الشعرية إلى نصوص نثرية، أو تحويل الخطابات من نصوص علمية إلى نصوص وخطابات شعبية، أو تحويل الكلمات في الخطاب الواحد، وذلك لأن مستوى فهم اللغة يختلف بين المستمع والقارئ الأول والقارئ الآخر .

 أسباب ظاهرة الترادف

قام العلماء بتفسير أسباب ظاهرة الترادف في عدة نقاط مثل :_

  • يرجع تعدد الألفاظ المترادفة في اللغة العربية إلى شدة اهتمام العرب بموسيقى الألفاظ،وهذا هو السبب الرئيسي لتعدد الألفاظ المترادفة، حيث يستخدمون هذه الألفاظ في التجانس والسجع والبلاغة وغيرها من أقسام اللغة .
  • يتميز العرب بدقتهم في استخدام الألفاظ للدلالة على الأشياء، ويتناوبون في استخدام المفردات العامة والخاصة للإشارة إلى معاني مختلفة .
  • بعد استعارة اللغة العربية بعض الكلمات من لغات أخرى، زادت تعدد مرادفات بعض الكلمات في اللغة العربية .
  • يؤدي استخدام الناس لكلمة واحدة بشكل متكرر إلى استخراج لهجات مختلفة لهذه الكلمة، مما يؤدي إلى زيادة الترادفات لهذه الكلمة .

فوائد الترادف في اللغة

  1. عندما يتشابه اسم قبيلة معين مع قبيلة أخرى، قد تقوم القبيلة الثانية بتبني نفس الاسم، لكن بترادف معنوي. فالاسمان يحملان نفس المعنى ولكنهما مختلفان في الشكل، وفي الوقت نفسه، يكون هذا الاختلاف مشابها بشكل كبير. وتشتهر هاتان القبيلتان بأسمائهما دون أن يلاحظ أحد تلك التشابهات الموجودة بينهما .

يمكن استخدام نفس القبيلة بأسماء مختلفة، أو استخدام شخص واحد لفظين مختلفين، ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل أقل من المعتاد. ويوجد لهذه النقطة فوائد عديدة، مثل:

  1. يتمثل الإفصاح في الكشف عن ما يدور في صدر الشخص دون أن يتذكر كلمات محددة، حيث يستخدم كلمات بديلة تعبر عن المعنى الذي يريده، ويمكن استخدام الشعراء كمثال على ذلك، حيث يستطيعون التغلب على العيوب اللفظية التي تواجههم وكتابة القصائد بدون استخدام حرف محدد .
  2. أكدالبيضاوي وبعض علماء اللغة العربية أنه يمكن وصف كلمة أو لفظ بديل تمامًا عن الكلمة واللفظ الأصلي.
  3. في تفسير مصطلح الترادف، يقوم شخص ما بإعطاء كلمة بمعنى واضح لكلمة غير واضحة، أو يستخدم كلمة غير واضحة للإشارة إلى معنى واضح، وذلك لتبسيط فهم ما يقال سواء كان ذلك في خطبة أو نص شعري أو نص نثري.
  4. شرح العالم ألكيا الترادف بأنه عبارة عن جميع الكلمات التي تحمل معنى واحدا وتختلف في الاسم أو اللفظ، ومن أمثلة ذلك كلمة الخمر، حيث يمكن أن تشير إلى عدة أسماء أخرى مثل القهوة والعقار والأسد ليث وغيرها من الكلمات المشابهة التي لها الكثير من الترادفات، أو عندما تجتمع كلمتان متضادتان لنفس المعنى مثل علاج المرض وتصليح التال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى