اللغة العربيةتعليم

تعريف الاسلوب الخبري و انواعه

يشتق الأسلوب الخبري من الأسلوب البلاغي، والأسلوب البلاغي ينقسم إلى أساليب إنشائية وأسلوب خبري يمكن أن يحتمل عنه إما الصدق أو الكذب، الحقيقة أو الخيال. ويمكن للأخبار، وهي نقل المعلومات أو إيضاح الأفكار والتصريح بها، أن تكون أيضا أسلوب خبري. فمثلا، في الجملة “السباحة مفيدة”، يتم التحدث عن فائدة السباحة، وهذا يعتبر أسلوبا خبريا إيجابيا، حيث يتم تأكيد حقيقة أن السباحة مفيدة. وعلى العكس من ذلك، عندما نقول “الكسل جميل”، فإن هذه الجملة خبرية كاذبة، ويمكن تطبيق مبدأ التصديق أو التكذيب عليها. ولكن يجب الإشارة إلى أن هناك بعض الأمور التي يتعذر فيها تطبيق مبدأ التصديق أو التكذيب، مثل القرآن الكريم والحديث الشريف.

تعريف الأسلوب الخبري و انواعه

يمكن تعريف الأسلوب الخبري على أنه الأسلوب البلاغي الذي يمكن أن يكون صحيحًا أو غير صحيح في الخبر الذي يتضمنه، ولكن يجب استثناء بعض الحالات

  • القرآن الكريم.
  • الحقائق العلمية المؤكدة.
  • الأحاديث الشريفة.

ومن حيث الغرض، يتم تحديد غرض الأسلوب الخبري المجازي وفقًا لمعنى الجملة، التي يتم استنتاج الأسلوب الخبري من خلالها، حيث يمكن أن يكون غرضه الحسرة، الضعف، التهديد، أو المدح، وعلى سبيل المثال نجد:

  • يستخدم الأسلوب الخبري في الجملة (إلهي، عبدك العاصي يتوب إليك من ذنوبه) لغرض الاسترحام.
  • الأسلوب الخبري الذي يهدف إلى التأثر بالقرآن الكريم يستخدم آية 36 من سورة آل عمران حيث قالت مريم عليها السلام `ربي إني وضعتها أنثى`.
  • استخدام الأسلوب الخبري للتحذير في الجملة (الطلاق هو أبغض الحلال عند الله).
  • يستخدم الأسلوب الخبري للمدح في الجملة (فأنت شمس والملوك كواكب).
  • يتم استخدام الأسلوب الخبري لتقديم النصيحة في هذه الجملة (إن سلامة القلب والروح هي أجمل الخصائص).
  • يستخدم الأسلوب الخبري في القرآن الكريم للإحساس بالضعف، كما في آية 4 من سورة مريم: `قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي`.
  • يستخدم الأسلوب الخبري للتفاخر في الجملة (أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي).

غرض الأسلوب الخبري

بعد أن تعرفنا سابقًا على الأغراض المجازية للخبر، فإن هناك المزيد من الأغراض البلاغية التي وضعها أهل البلاغة اعتمادًا على المتكلم وشكل الكلام، ويتمثل هذا النوع من الأغراض البلاغية في ما يلي:

الأغراض الخبرية وفقًا لـ مقتضى الظاهر

  • في البداية، يمكننا أن نرى فائدة الأخبار، والمقصود بها توفير معلومات مفيدة للمستقبل في جملة محددة أو عامة. ومع ذلك، نجد أن هذه الإفادة هي الغرض الأساسي لجميع أنواع الأسلوب الإخباري. وعندما نعمق النظر في ذلك أكثر، نجد أن الهدف الفعلي للأسلوب البلاغي هو توفير معلومات جديدة للمخاطب قد لا يكون على دراية بها من قبل. ولذلك، يمكننا أن نرى أن هذا النوع من الأساليب الإخبارية يوفر للمخاطب معرفة وفقا لكتاب البلاغة العربية. ومثال على ذلك هو: (العدل هو أساس الملك)، و (الصدق هو سيد الأخلاق)، و (الجهل هو سراب).
  • يُستخدم تعبير `لازم الفائدة` ليعني أن المقصود من الحديث ليس لإفادة الشخص الذي يُخاطب، ولكن ليعرف المتحدث الحقيقة أو يُضيف معلومة بغرض إخبار الشخص الآخر بأن المتحدث لديه معرفة بالحقيقة أو الموضوع المتحدث به، مثال علىذلك: “تفوقت في الرياضيات هذا العام، مبارك لك.

الأغراض الخبرية بخلاف مقتضى الظاهر

في هذا النوع من الأغراض الخاصة بـ الأسلوب الخبري نجد إن الأساس اللغوي مُتعلق بالمتكلم والمخاطب سويًا، وهنا تم تقسيم أنواع المتكلم مع المخاطب إلى ثلاثة أنواع يستوجب كلًا منهما غرض مُحدد، ولكننا سوف نتعرف على غرضًا أربع أغراض؛ وذلك لإن علماء البلاغة واللغة قاموا بإضافة غرضًا رابعًا، وللتعرف على الأغراض بالتفصيل يُرجى متابعة الآتي:

  • إنزال خالي الذهن: في العادة، يشك الشخص في المعلومات ويتردد قليلا. لذلك، يجب أن يكون المتحدث مستعدا للرد بأساليب مختلفة مثل التشكيك والإنكار والتردد في استقبال الخبر. يجب أن يستخدم المتحدث أدوات التأكيد لشرح الحدث ونقل المعلومة. يمكن استخدام أدوات مختلفة وذلك حسب درجة صدق أو شك الشخص. على سبيل المثال، إذا كان شخصان يتحدثان عن رغبة أحدهما في زيارة صديق، يمكن أن يقول أحدهما `لا أعلم هل سأذهب اليوم أم لا؟` وبعدها يرد الآخر قائلا `لا تذهب اليوم، إنه يوم حار للغاية`. في هاتين الجملتين، يتردد الشخص في الذهاب إلى مكان ما ويقدم المخاطب نصيحة له ويؤكدها باستخدام كلمة `إن` ومعلومة تشير إلى أنه يوم حار.
  • يعني إنزال المنزلة غير المرغوبة، ويمكن استبدال المرغوب بها بكلمة منكر وفقا للحالة. وهدف البلاغة هنا هو وضع المخاطب في موقف يفتقد لأي فكرة بالرد على كل ما يضيفه المخاطب، ولذلك يتم استخدام الأسلوب الخبري الذي يحاول تأكيد شيء معين لشخص ينكره بشدة، بل ويحاول تأكيد ذلك بأكثر من طريقة. ويجب الإشارة إلى أن أسلوب التأكيد المتعلق بالعكس من المفهوم السائد والزخرفي هو إضافة لغوية مهمة جدا تزيد من الدلالة وتعزيزها، وهناك العديد من الأمثلة التي تتعلق بالدين والتي تستخدم هذا الأسلوب، حيث يتم التأكيد على أن كل شيء سوف يزول، وعادة ما يتم استخدام الأسلوب التسلسلي “إن” لتقبل الأحداث ونقل المعلومة بدقة.
  • إنزال المُنكِر في منزلة الشخص الغير مُنكر: يستخدم هذا النمط عادة لتأثير المستقبل في الخبر أو المعلومة المراد توصيلها، ويصبح الشخص غير قابل للإنكار بسبب تأثير المخاطب في المستقبل، وعند الحاجة للتأكيد على الرسالة يلجأ الشخص إلى الأساليب السابقة، ومثال على ذلك قول شخص لديه سوابق جرائم “السرقة والقتل حرام وتؤذي الناس”، حيث لم يستخدم المتحدث أساليب التأكيد، ولكن المعنى الحقيقي للجملة أثر في المتلقي، وربما قام المتحدث بتجربة مشابهة لذلك.
  • استخدام كلمة بدل كلمة بخلاف مقتضى الظاهر: رغم أن هذا الغرض مضاف وغير مشهور مثل باقي الأغراض عند البلاغيين، إلا أنه مهم جدا ويستخدم في اللغة كثيرا. وفي شرح الغرض، نجد أنه يعني استخدام كلمة في موضع معين للإشارة إلى شيء آخر، ويمكن استخدام المثنى للإشارة إلى شخص آخر. ويظهر الأسلوب الخبري في القرآن الكريم باستخدام هذه الصيغة، مثل قوله تعالى: “إن وليكم الله ورسوله”. ويوضح هذا النمط البلاغي أن الولاية من الله وحده على الجميع، وأن ولاية الرسول تابعة لولاية الله عز وجل.

تعريف الأسلوب الإنشائي

يمكن تعريف أساليب الإنشاء بأنها أساليب بلاغية لا يتم فيها استخدام صيغة الكذب أو الصدق، وبالتالي فإنها لا تحتاج إلى إضافة معلومة، وهناك اختلاف بين أنواع الأساليب الإنشائية بين الطلبية والغير الطلبية، حيث يتم في الأسلوب الطلبي الأمر بشيء محدد أو النهي عن شيء آخر حسب الحاجة، ويمكن أن يكون بصيغة الاستفهام أو التمني أو النداء، أما الأساليب الإنشائية غير الطلبية، فيمكن استخدامها في المدح والذم والتعجب والرجاء.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى