الانسانتنمية بشرية

تعريف الإرادة وانواعها وأهميتها

تعريف الإرادة

في اللغة كما ذكر في معجم المعاني الجامع، الإرادة تعني مصدرا من العقل يعبر عن المشيئة والعزيمة، وهي القدرة على التخطيط للإجراءات والأعمال   .

تم تعريف الإدارة في الفلسفة بأنها القوة، ويقصد بها الشخص الذي يصدر الأوامر دون غيره، والإرادة هي الهدف الذي يريده الشخص ليقوم بعمل معين أو ليقنع بفعل عمل معين، حيث يلعب دور الإرادة دورا هاما في تحقيق النجاح .

لا يمكن لأحد التعبير عن الإرادة بشكل يفهمه الآخرون، فالإرادة هي المفهوم المنتشر والشائع في الإدارة والذي يستخدم بشكل عام لوصف الجهد الذي يجب أن يبذله الشخص لتحقيق أو إنجاز عمل معين، وتعد الطاقة الداخلية للشخص التي تدفعه لتحقيق ذلك .

الإرادة هي قوة من أهم قوى الإنسان، فبدون الإرادة، لا يستطيع الإنسان أن يقوم بعمل معين أو يمتنع عنه، كما أن الإرادة هي الطاقة التي تجعل العمل يخرج من حيز التصور أو المخيلة إلى التحقيق الفعلي .

يعتمد الإرادة على التخيل في المرحلة الأولى، حيث يتخيل الشخص ما يريد تحقيقه، ثم يتبع ذلك العزم لتحقيق هذا الهدف، وبعدها يقوم ببذل الجهد اللازم والعمل على تحقيق هذا الهدف، وهكذا تتكون مكونات الإرادة بالترتيب من التخيل والعزم والجهد والتحرك لتحقيق الهدف .

الإرادة موجودة لدى جميع الأفراد ولكن تختلف درجتها من شخص لآخر، فقد تكون الإرادة قوية أو ضعيفة أو متوسطة، ويمارس الإنسان إرادته في العديد من المواقف المختلفة .

يمكن للشخص أن يرفض وليمة كبيرة بسبب خوفه من السمنة دون قصد، ولكن يمكن أن يكون ضعيفًا أمام قطعة شوكولاتة صغيرة ويأكلها دون تفكير، والإرادة هي التي توجه الإنسان للقيام بالخير أو الشر .

– تعد الإرادة مرتبطة بالعوامل الداخلية الذاتية للفرد، ومن الممكن تقويتها بشكل كبير، حيث تستطيع الإرادة التغلب على المستحيل .

أنواع الإرادة

يتعين التفريق بين الجانب الشرعي الديني للإرادة والحكم والأمر والقضاء وما إلى ذلك، وبين الجانب الكوني القدري، وسوف نقوم في هذه النقطة بنقل كلام ابن تيمية حيث يشير إلى أنه من الضروري معرفة الإرادة فيكتاب الله، وهي على نوعين في كتاب الله

  • النوع الأول الإرادة الكونية

تتمثل الإرادة التي تكون ضرورية لحدوث الشيء المطلوب في قول الله عز وجل: (ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن)، وتتجلى هذه الإرادة أيضًا في قول الله تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا) .

وقول الله عز وجل : نصيحتي لا تنفعكم إذا أراد الله أن يضلكم، وقد قال الله تعالى: لو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يشاء .

وقال عز وجل : ذكر الله في القرآن الكريم بعض الأمثال الشائعة مثل `ما شاء الله لا قوة إلا بالله`، وذلك لوصف الإيمان والثقة بالله

  • النوع الثاني الإرادة الدينية الشرعية

المحبة تجاه الله تتضمن حب المراد وحب العائلة والرضا عنهم، وسيكون لمن يحسن تعاملهم جزاء حسنًا، وقال الله تعالى: `يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر` .

وقول الله سبحانه وتعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ، وقول تعالي : يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم، ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما، يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا.

الإرادة الدينية الشرعية لا تلزم بأن يتم المراد إلا إذا كان مرتبطًا بالنواة الأولى من الإرادة، ولذلك تم تقسيمها إلى أربعة أقسام

  • الأول : يكون الإرادتان مترابطتين، وهذا ما يحدث في الواقع من الأعمال الصالحة، حيث إرادة الله هي إرادة الدين والشرع، ويأمر الله بالإرادة ويرضى عنها ويحبها، وإرادة الله هي عندما يرغب الله في شيء فإنه يحدث، وإذا لم يرد ذلك فلن يحدث .
  • والثاني: الأعمال الصالحة التي أمر الله بها هي تلك المرتبطة بالإرادة الدينية، وعندما يتجاهل المسلم هذه الأوامر فإن ذلك يعتبر كفرًا وفجورًا، وكل هذا يدخل في إطار الإرادة الدينية التي يجب أن يحبها ويرضاها سواء حدثت أو لم تحدث .
  • والثالث: ما ترتبط الإرادة الكونية فقط وهو قدرك ومشيئة الله في الحوادث التي لم يأمرنا بها الله مثل المعاصي والمباحات فهذا لم يأمرنا بها الله ولم يحبها ولم يرضها، فالله لا يأمرنا بالفحشاء ولا يرضى أن يقوم عباده بالكفر ولولا خلقه وقدرته ومشيئته لها لما كانت موجوده فإن الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
  • والرابع: إذا لم تكن هذه الإرادة مرتبطة بأنواع المعاصي والمباحات، فإنها لن تكون محسوبة من الخطايا والمحرمات. ومن مجموع الفتاوى، تبين أن الله لا يحب المعاصي والكفر، ولا يرضى عنها، ولم يأمر الله بالقيام بهذا في الدين الشرعي، ولكن الله عز وجل خلق بعض هذه الأمور عند بعض خلقه، وهذا يكون نكالاً وعقاباً لهم.

أهمية الإرادة

تعد القوة الإرادية مفتاحا للشعب ولعمل الفرد، حيث تلعب دورا كبيرا ومفيدا جدا للموظفين ولعمل الشخص. وتشير بعض الأبحاث إلى أن عملية ضبط النفس تساعد في زيادة الأمن المالي والسعادة، وتجعل الشخص يقوم بالتنبؤ بالأداء بشكل أفضل. لذلك، فإن القوة الإرادية تصنع المعجزات .

– “تشير شركة فاست إلى أن قوة الإرادة هي المفتاح لنجاحك في المجتمع وفي عملك. إنها قصة عن الإرادة التي تخلق المعجزات، وعندما يفتقر موظفو الشركة إلى القدرة على تعزيز السيطرة على النفس، سترى أن أدائهم يتحسن .

يرى دان ميلمان، مؤلف التطوير الشخصي، أن قوة الإرادة مفتاح لتحقيق النجاح، وأن الأشخاص الناجحين يسعون دومًا بغض النظر عن مشاعرهم. وعندما يتمكن موظفو الشركة من توظيف قوة الإرادة لديهم، يمكن أن يضمنوا يومًا غنيًا ومثمرًا جدًا .

حيث يدركون أن التجاوز يعني التسويف والتردد، مما يؤدي إلى إضاعة الوقت وعدم تحقيق الأهداف بكفاءة، أما الالتزام بالخطوات المناسبة فسيؤدي إلى زيادة الإنتاجية .

عندما يستخدم الشخص قوته الإرادية فإنها تزيد، وهذا يثير الاهتمام، وعندما يتم تدريب الموظفين على هذه العقلية في الشركة، فإن ذلك سيؤدي عادةً إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة لديهم منذ بداية عملية العمل التي تخصهم .

عند اكتساب الفريق لعادة ما، يؤثر ذلك على ثقافة الفرد ويؤدي إلى تشكيل مكان عمل ناجح.

أظهرت دراسة استقصائية حديثة بأن الدراسات التي أجريت على الملايين من الأشخاص تظهر أن الضبط الذاتي هو سمة شخصية يمكن للرجال والنساء الحديثين عن أنفسهم التعرف عليها .

ينبغي وضع استراتيجيات لتثقيف الموظفين، حتى لا يتأخر تحسين قوة إرادتهم، وذلك لأن فوات الأوان ليس مقبولًا.

طرق إنشاء مكان يتسم بقوة الإرادة

  1. أعمل خطة: يتم تحقيق الأهداف عن طريق تحديدها وتنظيمها في فترات زمنية محددة، ويتطلب ذلك اتخاذ القرارات الصائبة بدون الحاجة إلى قوة الإرادة. كما يجب وضع فترات للراحة بشكل منتظم وتحديد المهام التي تحتاج إلى التركيز وتقليل العوامل المشتتة .
  2. قم بتغذية عقلك: يعمل العقل بواسطة سكر الدم أو الجلوكوز، وتحافظ خلايا الدم على توازنها وتستهلك الجلوكوز بسرعة. لذلك، يحتاج العقل إلى التغذية السليمة، والهدف الخاص بك يرتبط بالنظام الغذائي الصحي .
  3. تثقيف وتعلم : ينبغي على الشركة توفير مدرب متخصص لحضور حفل الغداء مع الموظفين ليتعرفوا عليه وهذا يؤدي إلى زيادة قوة إرادتهم .
  4. يتأمل: التأمل يساعد في ريادة التركيز وضبط النفس .
  5. احتفل: عندما تتعاون الشركات مع الموظفين، يتحسن تعزيز الإرادة، ويتم ذلك من خلال الاحتفال خارج المكتب في جو مرح، مثل تنظيم يوم رياضي أو لعب البولينج، ليكون ذلك علاجا لجميع الموظفين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى