تعريف الإخفاء ومراتبه
تعريف الإخفاء
الإخفاء لغة يعني ستر الشيء وإخفاؤه وكتمه، والشيء المخفي هو الستر أو الخاف وكلمة ستر تجمعها ستور واستر الأشياء يتم بتغطيتها .
تعني الإخفاء في الاصطلاح اللغوي أن تلفظ الحرف الوسطي بين الإدغام والإظهار دون أي تشديد، وتبقى الغنة بالحرف الأول، وقد يحدث في كلمتين أو كلمة واحدة، حيث إن اللغة العربية تحتوي على العديد من حروف الإظهار والإدغام والإخفاء والاقلاب .
مراتب الإخفاء
هناك عدد من المراتب للإخفاء هي
- مرتبة عليا
وفيه يظهر الغناء بشكل كبير جدا عند الإخفاء، وهذا المستوى يقارب غناء الإدغام، وهذا المستوى يتم بالحروف التالية: دال، تاء، والطاء، فيصبح الغناء ظاهرا عند الصوت في الحر .
والسبب في الاغتناء الشديد في تلك الحالة يعود إلى أن المخرج في تلك الحروف يشتمل على النون عند إخراجها، والنون تخرج من الجهة الدقيقة للسان، والأصول العليا للثنايا تتمثل في اللثة العليا للأسنان .
في الحروف ط، د، ت، يكون أسنان الفك العلوي قريبة من طرف اللسان العريض، ويتضمن مخرج هذه الحروف مخرج النون، ويكون جزءًا من النطق عند إخراج تلك الحروف .
عندما تنطق النون بالغناء، يجب أن يكون مخرج النون ظاهرًا، وخاصةً إذا تم استخدام المخرج بالشكل الصحيح، وحرك اللسان بحرية مع تجنب لمس اللثة العلوية أو سحب اللسان إلى الداخل، حتى يتم تحقيق الإخفاء ويتم إلغاء النون قدر الإمكان .
لا تستخدم المخرج الكامل للحرف الذي يأتي بعد النون حتى تتحقق الإخفاء للنون، وستخرج الحروف بالكيفية العارضة على الرغم من قوتها ، وسوف تطول الغنة ويظهر الإدغام فيها وكأنها واضحة من الصوت الموجود في الحروف .
يجب تثبيت اللسان في طرفه يمينًا ويسارًا بشكل محكم على اللثة العليا للأسنان، لتجنب بروز الغنة وضمان الحفاظ على المخرج .
- مرتبة وسطى
وتتمُ ضبطُ الحرفِ التالي للنونِ في الهمزةِ، وتكونُ جميعُ الحروفِ تمَّ ضبطُها، وفي كافةِ المراتِبِ وقد يتدخلُ الفردُ بشكلٍ بسيطٍ في المرتبةِ العليا .
- مرتبة دنيا
تتميز الكلمات المنخفضة بخصائص مختلفة عن تلك التي ذكرت في الأعلى، حيث تكون الغنة قريبة فيها من التعبير وتحتوي على حروف مثل ك وق .
من الأمثلة التي تشير إلى ذلك، (من كان) و (من قبل)، والمخرج في تلك الحرفينهو قوي وشديد .
في هذه الحالة، سيكون ظهور الغنة بشكل سريع وواضح للغاية بسبب قوة الاعتماد عليها، وإذا كانت الغنة طويلة بسبب إضافة الإخفاء في مخرج الحرف، فسيتم وضع الغنة بعيدًا عن مخرج الحرف لأن طول الغنة لا يتوقف على الحرف نفسه .
أمثلة على الإخفاء الحقيقي
هناك العديد من الأمثلة على الإخفاء التي تشير إليها، مثل .
- يُوضَع النون الساكنة مع التنوين، كما في قوله: من ذا الذي، أَنذِرْ قَوْمَكَ.
- ص مع تنوين أو نون ساكنة كالآتي قاعا صفصفا، عن صلاتهم، عن أنصار.
- تنوين مع جيم أو نون ساكنة كما في: خلق جديد، زنجبيل، إن جاءكم.
- يتم تنوين كلمة تبدأ بثاء أو نون ساكنة مثل ثمرة، ماء ثجاجا، الأنثى.
- تنوين مع ق أو نون ساكنة كالآتي شيء قدير، من قبل، ولا ينقذون،
- التنوين مع شين أو نون ساكنة كمثال من شر، سبعة شدادا، أنشأكم.
- تحتفظ بالتنوين مع السين أو النون الساكنة كمثال على إذا سألتهم، سألهم، الإنسان.
- تنوين مع ضاد أو نون ساكنة كالأتي: قوما ضالين، من ضل، منضود.
- تنوين الكاف أو النون الساكنة مثل تكن كصاحب، يوما كان، ولا تنكحوا.
- بالتنوين مع زاء أو نون ساكنة مثل من زقوم، مباركة زيتونة، أنزلنا.
- تنوين مع د أو نون ساكنة مثل: من ديارهم، كأسا دهاقا، أندادا.
- تنوين المعرفة مع تاء أو نون ساكنة كالآتي: يومئذ تعرضون، لن تنالوا، أنتم.
- تنوين مع فاء أو نون ساكنة مثل كلمة منفطر.
- عند إضافة تنوين مع `ط` أو نون ساكنة مثل `ليلا طويلا`، انطلقوا.
الإخفاء الشفوي بالأمثلة
يحدث الإخفاء عندما يكون هناك ميم ساكنة، وتحدث الغنة عندما يأتي بعدها حرف باء متحرك. يحدث ذلك في كلمتين، ولذلك يطلق عليها الاسم الشفوي. لا يكون الصوتان متطابقين تماما في الإخفاء، ويمكن أن يحدث الإخفاء مع ميم الجمع أو الأصلي .
يعود سبب الاختفاء إلى الاشتراك في المخرج وتوافق عدد من الخصائص مثل الاستفال والانتفاخ، ويؤدي الثقل الذي يظهر في بعض الأحيان إلى الاختفاء .
يعرف هذا الحرف شفويا باسم `الإخفاء` لأن الحروف الباء والميم تنطقان من الشفتين، ويطلق عليه اسم `الإخفاء` لأن الحرف الميم الساكن يختفي عندما يتلاقى مع الحرف الباء .
من الأمثلة على ذلك قول: `أنا أبني بناءً للخالدين، لكن موقعك في الدنيا إذا نظرت إليه بشكل سطحي، كلبهم باسط، فاحكم بينهم، وترميهم بالحجارة` .
كيفية نطق الإخفاء
قد يتساءل البعض عن كيفية نطق الإخفاء، وهذا الموضوع يتعلق بتكوين فصلة بين الشفتين أو إغلاق الشفتين. عندما ننطق النون ويليها الباء، ننطق بالإخفاء. وهكذا يحدث أيضا في الإخفاء الشفوي عندما ننطق الميم ويليها الباء. هناك خلاف حول هذه المسألة بين عدد من القراء في الزمن التأخير .
استند الإمام ابن الجزري، عند تعريفه للإخفاء، إلى أن القلب هو المكان الذي يحتوي على النون الساكنة وتنوين الميم المخفاة إلى غير ذلك، وقد شاركه في ذلك عدد من القراء .
ويكون الحكم في أنها مخفاة يجب وجود فرجة بين شفتين الفم ، لأنه عند انطباقهما فقد تظهر الميم ولا تختفي ، رغم عدم وجود في حديث الإمام ابن الجرزي ، بأن الشفتين تنطبق ولا يوجد فرجة بيتهم ، وقد أختلف عدد من القراء في الزمن المعاصر فيما هو تلقوه عن مشايخهم وأوردوا في ذلك مجموعة من الأقوال .
يفسر الإمام الجرزي في كلامه عن الإخفاء ضرورة وجود فتحة صغيرة في الشفتين لتمرير الهواء، لأن الإخفاء لا يظهر عندما تكون الشفتين مغلقتين .
يصف الإمام ابن غلبون الإخفاء بأنه إخفاء الباء مع الميم وهي بذلك غير مدغمة، ويمكن أن تنطبق الشفتان فيهما .
وقد قال عن ذلك الإمام أبو عمرو بن الداني عن ذلك بأن الإخفاء عندما تلتقي الباء مع الميم فالعلماء يختلفون في التعبير عنها، فقال مجموعة من العلماء بأنها مخفاة لأن الشفتين تنطبق بهما ، مثل الانطباف على أي منهما وقال بذلك الإمام ابن مجاهد في مذهبه ، وذهب في ذلك المسلك الشيخ الجليل على بن بشر .