تعريف أخلاقيات الوظيفة العامة
أخلاقيات الوظيفة العامة
تعني الأخلاق الالتزام بكل ما هو صحيح من السلوك، واتخاذ القرارات الصحيحة مع الحرص على تجنب الأفعال الخاطئة وفقًا للآراء والمعايير الاجتماعية المحيطة بالفرد. وقد يؤدي الانحراف عن الأخلاق إلى سلوكيات وأفعال خاطئة، وتعد الأخلاق شيئًا طبيعيًا ولا يحتاج إلى الكثير من التفكير.
بالنسبة لكلمة `أخلاقيات`، فهي تستخدم لوصف السلوكيات الصالحة والصحيحة التي تتجمع حول مسألة معينة. على سبيل المثال، يستخدم مصطلح `أخلاقيات المهنة` و`أخلاقيات العلم` وغيرها من التعبيرات المرتبطة بكلمة `أخلاقيات`. تشير هذه الكلمة إلى معنى إيجابي، وتهدف بشكل عام إلى تحقيق التنمية واختبار صحة هذه القواعد والسلوكيات من خلال الخبرات.
في العادة يستخدم مصطلح الوظيفة العامة للإشارة إلى مكانة محددة للأشخاص، وغالبا ما يكون لهذه المكانة صفة قانونية في أداء عمل الفرد. وهي جزء من التنظيم الإداري. بالتالي، فإن مفهوم الوظيفة العامة يعني مجموعة من المبادئ والقيم التي تعتبر معيارا لسلوك القادة الإداريين في النظام الحكومي فيما يتعلق بالسلوك الحميد.
من التوضيح السابق لأخلاقيات الوظيفة العامة، يظهر أنها تشملمعانٍ حميدة، مثل
- الأمانة هي الالتزام بالقول والعمل والفعل الذي يتطلبها مكان الشخص في الوظيفة التي يشغلها.
- عند الحديث عن العمل والوظيفة، يشير الضمير إلى الالتزام الأخلاقي بالضوابط والالتزام بالقوانين، وهو مفهوم واسع وشامل.
- الجدية والالتزام بالعمل بمراعاة الواجبات والحقوق، سواء كانت مادية أو عينية.
- الالتزام بالقواعد واحترامها هو جزء من الأخلاقيات المهنية، ويشمل أيضًا عدم التسبب في الأذى لمصلحة العمل.
- الحفاظ على وقت العمل.
- الحفاظ على سرية العمل ومقتضياته.
- الحفاظ على صورة وهيئة الوظيفة العامة.
- الإتقان والالتزام بالعمل بإتقان وأداء الوظيفة بشكل جيد.
- المحافظة على مصالح العمل.
- الاعتناء بسمعة وكرامة الوظيفة ومقتضياتها.
- يجب اتباع سلوك مهذب مع الجميع، سواء كانوا زملاء عمل أو رؤساء أو جمهور ومواطنين.
- الحفاظ على ممتلكات الوظيفة العامة.
أخلاقيات الوظيفة العامة في الإسلام
تعد الأخلاق في تعريفها اللغوي هي إشارة إلى قواعد وقيم سلوكية مقررة في مجتمع، وبذلك تكون أخلاقيات الوظيفة العامة في الإسلام هي القواعد و الأفعال و الأقوال المتوافقة و المبنية على الفضائل الإسلامية ، والقيم المتصلة بالدين الإسلامي ، والمعايير ذات طابع ديني مصدره الشريعة الإسلامية.
تستمد جميع المعايير والقيم والأخلاق والسلوكيات من القرآن الكريم والسنة النبوية، نظرًا لشمول الدين الإسلامي لجميع جوانب الحياة، إما من خلال التوجيه المباشر والواضح في القواعد والأحكام، أو من خلال قدرته على تطبيق هذه القواعد والأحكام على جميع المواقف والمجالات في الحياة بشكل عام.
أما بالنسبة لمفهوم الوظيفة في فهو لا يختلف عن المفهوم العام للوظيفة ، وإن كانت الوظيفة العامة في الإسلام قد تختلف قليلاً عن المفهوم المدني الحالي للوظيفة ، حيث أن الموظف العام يصبح له في التشريع الوضعي مركز قانوني ، وهو جزء من نظام الدولة ، وهو أمر غير وارد في الإسلام منح أية امتيازات لأشخاص على أساس وظائفهم.
يعتبر الإسلام الموظف العام فردًا في خدمة الأمة الإسلامية والمسلمين، وليس في خدمة الدولة، وربما كان ذلك سببًا في حدوث الروتين أو سوء العلاقات بين الموظفين والجمهور، حيث ينظر الموظف في المنظور الإسلامي إلى نفسه على أنه أجير للمواطن.
أما في القانون الوضعي فهو يعد أجير للدولة والحكومة و المؤسسة، وهذا يعد انفصالًا واضحاً بين المفهومين ، وما يقع بسببهما من تأثير نفسي على الموظف أثناء تأديته للعمل أو في أثناء تعامله مع الجمهور، أما عن أخلاقيات الوظيفة العامة من المنظور الإسلامي فهي تقوم على أساسين هما القوة والأمانة.
بالنسبة للقوة، فهي تُعنى بمدى قدرة الموظف العام على أداء المهام المطلوبة منه كجزء أساسي من وظيفته، وقد أرتبط الفقهاء هذا المفهوم بمجال عمل الموظف، حيث تكمن قوة القاضي في علمه وعدله وحكمته، وقوة الجندي في شجاعته وتدريبه وإقدامه، وهكذا
فيما يتعلق بالأمانة والأمانة من منظور الإسلام في أخلاقيات الوظيفة العامة، فهي الإخلاص في الوقت والجهد والعمل والمال والسلوك، ولا يمكن تحقيقها إلا بخشية الله سبحانه وتعالى والمتابعة والمراقبة للعمل.
مصادر أخلاقيات الوظيفة العامة
تتنوع مصادر أخلاقيات الوظيفة العامة كما تتنوع تعريفاتها، ويمكن تقسيم مصادر أخلاقيات الوظيفة العامة كالتالي
التربية والسلوك في المنزل والتنشئة الاجتماعية هي العوامل الأساسية والرئيسية في تشكيل أخلاقيات العامل العام، حيث يعتبر المنزل نواة العامل العام الأولى والأساسية، ويتم تشكيل شخصيته ومبادئه وسلوكياته بناءً على ما يتعلمه ويزرعه فيه.
تصبح أخلاقيات عملها في العمل أمرًا فعليًا، وذلك لأنها لا تختلف عن الأخلاقيات العامة التي يجب أن يتبعها أي شخص في حياته، مثل الأمانة التي يجب أن يتحلى بها أي شخص.
يأتي المصدر الثاني للأخلاق والفضائل والسلوكيات السوية من الدين، إذ تحث جميع الأديان على حسن الخلق والسلوك القويم وغيرها من الأخلاقيات الفاضلة، مما يجعل اتباعها يتماشى مع أخلاقيات الوظيفة العامة ومتطلباتها السلوكية.
المجتمع هو مصدر أخلاقيات الوظيفة العامة، حيث يؤثر الإنسان عليه ويتأثر به، سواء كان يدرك ذلك أم لا، وتتأثر سلوكياته وأخلاقياته بالمجتمع وما يفرضه من قيم وقواعد عامة.
المصدر الرابع في أخلاقيات الوظيفة العامة هو المجتمع الذي يشكل الوظيفة نفسها ويتضمن كل الأشخاص والعناصر المتعلقة بها، ويعد هذا المصدر مهمًا ورئيسيًا في أخلاقيات الوظيفة العامة، وربما يكون هو المصدر الأخير، ولكن تأخير ترتيبه لا يعني إهماله أو التقليل من تأثيره، بل على العكس تمامًا.
أخلاقيات موظف الوظيفة العامة
تنقسم الأخلاق إلى نوعين من الأخلاق: الحميدة والسيئة، والأخلاق المذمومة. وتشمل الأخلاق الحميدة التي يجب على الموظفين الاهتمام بها: –
- الأمانة في العمل والوظيفة والمال والجهد والسلوك.
- الاجتهاد في العمل وأداء واجباته بشكل صحيح.
- الاخلاص في العمل و، الحفاظ عليه.
- التفرغ للعمل وإعطائه المجهود المستحق.
- احترام الآداب والذوق والأخلاق مع جميع أطراف العمل.
- الالتزام بالقوانين واللوائح والقواعد.
- إظهار الاحترام للرؤساء والزملاء.
- يجب مراعاة أخلاقيات المهنة وما يتطلبها
بالنسبة للأخلاق المذمومة والمرفوضة في العمل، فهي كالتالي
- يشير هذا الرقم إلى عملية استغلال الوظيفة، والاستغلال هنا يعني استخدام السلطة أو المركز أو أي شيء مادي أو معنوي لصالح الآخرين أو الفرد نفسه، والتي لا يمكن للفرد الحصول عليها دون عمله.
- يتم استغلال النفوذ عن طريق استخدام موقع الشخص في العمل للحصول على مزايا غير مستحقة له أو لشخص آخر، أو لإجبار الآخرين على القيام بأمور لم يكن لهم أن يفعلوها لولا مركزهم الوظيفي.
- تشمل الرشوة والاستفادة من العمل بخلاف القواعد واللوائح والقوانين المعمول بها.