يعد نهر كولومبيا… أحد أكبر الأنهار في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ في أمريكا الشمالية، وينبع النهر من جبال روكي في مقاطعة كولومبيا البريطانية مع دولة كندا، ويتدفق من الاتجاه الشمال الغربي والجنوب ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية واشنطن، ثم بعد ذلك يتحول إلى الغرب عبر الحدود بين ولايتي واشنطن وأوريغون قبل أن يصب في المحيط الهادئ .
و يبلغ طول النهر 2000 كم (1243 ميل)، وأكبر روافد النهر هو نهر الافعى ، و حوض النهر يساوي تقريبا مساحة فرنسا ويمتد إلى سبع ولايات أمريكية ومقاطعة كندية ، و يعتبر نهر كولومبيا هو رابع أكبر نهر في الولايات المتحدة الامريكية ، و يعد نهر كولومبيا أكبر من الأنهار التي تصب في المحيط الهادي بقارة امريكا الشمالية .
و ينحدر النهر العام انحدارا حاد مما يعطيه إمكانيات هائلة لتوليد الكهرباء من طاقة تدفق المياه ، فتبلغ عدد السدود الكهرومائية 14 سد في نهر كولومبيا الرئيسي و في العديد من روافده ، فيمكن ان نقول ان النهر يساهم بالطاقة الكهرومائية اكثر بكثير من اي نهر اخر في منطقة امريكا الشمالية .
فكان نهر كولومبيا وروافده المركزية تؤثر كثيرا و بشكل كبير في ثقافة المنطقة و الاقتصاد لآلاف السنين ، فكان يستخدم من اجل النقل في العصور القديمة و عمل على اتصال العديد من الجماعات القبلية و كان ايضا سبب في تبادل الثقافات بالمنطقة ، بالاضافة الى تنوع نوعية الاسماك التي كانت مصدر اساسي لسكان المنطقة و من اشهر الاسماك الموجودة بالنهر سمك السلمون .
و في أواخر القرن الثامن عشر عبرت سفينة أمريكية خاصة نهر كولومبيا … وكانت أول سفينة يملكها المستعمرون للقارة تعبر النهر دون الهنود الحمر ودخلت السفينة النهر من خلال المصب في المحيط الهادي ، وأعقب ذلك جلب المسكتشفين البريطانيين لأجل استكشاف هذة المنطقة وكانوا يبحرون من ساحل ولاية اربغون في وادي بلاميت .
و كانت تستخدم الشركات التجارية نهر كولومبيا كطريق ملاحي رئيسي لنقل البضائع ، و بدأت البواخر بالعمل لنقل السكان نتيجة للهجرات الوافدة إلى امريكا الشمالية والتي أقامت حول النهر ثم ربط هذه المجتمعات السكانية عن طريق السكك الحديدية ،في أواخر القرن 19 و كان النهر يستخدم استخدام كبير في حركة النقل وتيسيير التجارة .
و في اوائل القرن 20 تم بناء سدود على النهر لعدة اغراض منها توليد الكهرباء و الملاحة والري والسيطرة على الفيضانات أما حاليا فخزانات السد التي تحتجز مياه النهر تقع على امتداد ما يقرب من كل ميل في الولايات المتحدة وقد أخذ في طريقها إنتاج الطاقة النووية في موقعين على طول النهر .
تم إنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية في موقع هانفورد على مدى عقود، وهو الآن الموقع النووي الأكثر تلوثًا في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من التقدم العلمي الكبير، إلا أنه كان له تأثير سلبي مدمر على بيئات الأنهار، وربما يعد التلوث الصناعي الأكثر تلوثًا .