تعرف على داء الإقفار الصامت
تعد الأمراض القلبية واحدة من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان. أصبحت هذه الأمراض مصدر قلق للكثيرين، مع زيادة حالات ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكري، ومع تزايد العادات والسلوكيات الغير صحية والأساليب الحياتية الخاطئة، ازدادت حالات الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير وملحوظ. أصبحت أمراض القلب تحتل المرتبة الأولى في قائمة الأمراض الأكثر شيوعا في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي. ولهذا السبب، يطلق على أمراض القلب لقب القاتل الصامت، بسبب المضاعفات الخطيرة التي تسببها للصحة .
وأمراض القلب متنوعة، ولكل مرض أعراضه وأسبابه، وطرق علاجه الخاصة، وأحد الأمراض القلبية الخطيرة هو مرض الإقفار الصامت، المعروف أيضا بالإقفار القلبي، وهو مرض يصيب القلب ويسبب آلاما حادة في خلايا عضلة القلب، وذلك نتيجة انسداد كبير أو طفيف في شرايين القلب. يطلق عليه بعض الأطباء اسم نقص إمداد القلب، حيث ينتج عن نقص وصول الدم اللازم للقلب. يكمن خطر المرض في عدم وجود أعراض واضحة للمريض، فيستمر التدهور والتفاقم حتى يصل الأمر إلى وفاة القلب المفاجئة والمريض بدون علم بإصابته بمرض القلب .
الأسباب التي تؤدي لمضاعفات الإقفار الصامت : أظهرت الدراسات التي أجريت في إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية أن 70% من مرضى الإقفار الصامت يعانون في الأساس من داء السكري، ويعود السبب إلى أن داء السكري يتسبب في موت الأعصاب، مما يجعل المريض لا يشعر بوجود أي مشكلة أو اضطراب في القلب .
أعراض الإصابة بالإقفار الصامت : مشكلة مرض الإقفار الصامت هي أنه لا يظهر على شكل أعراض واضحة ولا يشعر به المرضى، والأمر الأخطر فيه هو أنه يتطور بشكل سريع ويؤثر على القلب، حيث يقتل الخلايا القلبية ويدمرها تدريجيا حتى تموت تماما ويتوقف القلب بشكل مفاجئ .
هناك عدد قليل من المرضى يشعرون بألم في الصدر والذي يتميز بأنه ألم شديد يتركز في وسط الصدر بالتحديد، ويستمر في الزيادة دون أن يهدأ إلا بعد فترة طويلة، ولكن الغالبية العظمى من المصابين لا يشعرون بأي أعراض .
تشخيص الإقفار القلبي وعلاجه : يصعب على الطبيب الكشف عن وجود الإقفار القلبي من خلال الفحص السريري، ولذلك فإن فحوصات القلب الدقيقة مثل التخطيط الكهربي للقلب أو التخطيط الكهربي بالجهد واستخدام جهاز هولتر لتسجيل عمل القلب ونبضه خلال يوم كامل تعد الأفضل والأكثر دقة في الكشف عن المرض. وينصح الأطباء مرضى السكري بإجراء أي من هذه الفحوصات عند الإصابة بالمرض، خاصة مع تقدم السن، لتجنب اكتشاف المرض بعد وفاة خلايا القلب وحدوث الإقفار القلبي، حيث إن الإصابة بداء السكري وارتفاع الكولسترول في الدم هما أحد أخطر العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض .
يتم علاج الإقفار الصامت باستخدام الأدوية العلاجية، والتي تعد ناجحة في علاج المرض ما لم يتقدم لمرحلة متدهورة وتسبب في موت خلايا القلب، وكلما تم الكشف المبكر عن المرض، كلما كان العلاج أسهل .
من المهم بالنسبة لمريض الإقفار الصامت العمل على ضبط نسبة السكر في الدم، والسيطرة على الدهون الضارة في الجسم، والإقلاع عن التدخين، والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وممارسة التمارين الرياضية البسيطة بشكل منتظم .