تعرف على تاريخ باب الكعبة المشرفة
باب الكعبة المشرفة لا يزال إلى يومنا هذا سر من أسرار التاريخ فلم يعرف شكله أو هيكله الأول ، فهو الآن تحفة معمارية رائعة جدا يقع في الجهة الشرقية حيث يرتفع عن الأرض من الشاذروان بمقدار 222 سم ويبلغ طول الباب نفسه 318 سم وعرضه 171 سم وبعمق ما يقارب نصف متر ، وهذا الباب له تاريخ قديم جدا على الرغم من أن الكعبة المشرفة لم يكن لها باب ولكن تم صنع باب للكعبة المشرفة ولم يعرف أحد من المؤرخين العصر الحقيقي لوجود باب الكعبة المشرفة حيث اختلف فيما بينهم لتحديد الحقبة الزمنية، وهناك الكثير من المعلومات والحقائق حول باب الكعبة المشرفة لم يعرفها الكثيرين، ولكننا اليوم في مقالنا سوف نورد هذه الحقائق والمعلومات عن تاريخ باب الكعبة المشرفة ومواعيد فتحه.
تاريخ باب الكعبة المشرفة
اختلف الرواة في تحديد من هو أول من بنى بابا للكعبة المشرفة. كان من المألوف أن تكون للكعبة المشرفة فتحة يمكن الدخول منها، ولكن تم بناء باب لها. وقد رجح العديد من الرواة أن أحد ملوك اليمن القدماء قد بنى أول باب للكعبة المشرفة قبل بعثة النبي منذ فترة بعيدة، وقد جعلها بابا وجعل لها مفتاحا. وروى ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق قائلا: `كان تبع فيما زعموا أول من كسا البيت، وأوصى به وأزال لوثهم، وأمرهم بتطهيره، وجعل لها بابا ومفتاحا.` وروى الأزرقي في أخبار مكة عن ابن جرير قائلا: `كان تبع أول من كسا الكعبة بكسوة كاملة، وجعل لها بابا يغلق، ولم يكن يغلق قبل ذلك، وقال تبع شاعرا: `وأقمنا به منذ الشهر العاشر وجعلنا لبابه إقليدا
وحينما عمرته قريش كان باب الكعبة بمصراعين وهو ما ذكره ابن فهد ” إن الباب الذي كان على الكعبة قبل بناء ابن الزبير بمصراعين ، طوله أحد عشر ذراعًا من الأرض إلى منتهى أعلاه . قال ابن جريج : وكان الباب الذي عمله ابن الزبير أحد عشر ذراعًا ، فلما كان الحجاج عمل لها بابًا طوله ستة أذرع وشبر” .
في عام 781 هـ، قام زين الدين العثماني بتزيين باب الكعبة وميزابها بتوجيه من مسؤوله سودون باشا الذي أرسل للعمل في ترميم المسجد الحرام. وفي عام 961 هـ، أمر السلطان سليمان بتغليف الباب بالفضة. وفي عام 964 هـ، قام بتصنيع باب جديد للكعبة، حيث تم استخدام الألواح الخشبية السوداء المغطاة بالفضة المطلية بالذهب. قدرت قيمة الذهب بمبلغ 2710 أشرفي، والفضة بما يعادل أربعة قناطير تقريبا. تم وضع الفضة فوق الباب القديم المصنوع من الساج، وتم دفع 1000 أشرفي لبني شيبة كتعويض عن الفضة القديمة
أشهر أبواب صُنعت عبر التاريخ للكعبة المشرفة
تم بناء باب الجواد وزير صاحب الموصل في عام 550 هـ وتم تركيبه في العام التالي، حيث كان يحمل اسم الخليفة المقتفي العباسي، وكان يتميز بزخرفة جذابة تلفت الأنظار المشاهدين .
قام الملك المظفر صاحب اليمن بصنع باب يزينه الفضة ووزنها في ذلك الوقت 60 رطلاً، وذلك خلال حجه عام 659 هـ .
صنع الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر بابًا جديدًا للكعبة المشرفة بعد قلع باب المظفر، وكان مصنوعًا من السنط الأحمر ومزخرف بالفضة .
تم صنع باب من خشب الساج بأمر الملك الناصر حسن في عام 761 هـ، وزين في عام 776 هـ باسم الملك الناصر محمد بن قلاوون وحفيده الأشرف شعبان، واسم الملك المؤيد.
مواصفات باب الكعبة الحالي
أمر الملك خالد رحمة الله عليه بصنع باب الكعبة المشرفة الذي لا يزال موجودا حتى الآن، وتم إنشاؤه باستخدام أحدث التقنيات الفنية سواء في الهيكل الإنشائي للباب بأعلى مستويات الجودة والمتانة، بواسطة فنيين متخصصين في التصميم الزخرفي ومراعاة الظروف الجوية المتنوعة، سواء كانت درجات الحرارة العالية أو الأمطار. وتم تجهيز الباب بعارضة من الأسفل لمنع دخول المطر إلى داخل الكعبة. وفيما يتعلق بالزخارف والكتابات المنقوشة على الباب، تشمل زخارف الإطار البارز التي تمتد حتى مستوى القفل وزخارف مميزة في الزاويتين العلويتين على شكل قوس يحيط بعبارة “الله جل جلاله” واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآيات الكريمة “ادخلوها بسلام آمنين”، “وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا”، “كتب ربكم على نفسه الرحمة”، “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم.
يوجد حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطهما (لا إلهَ إلا اللهُ، محمدٌ رسولُ اللهِ) على شكل برواز دائري. تحت القفل، هناك حشوتان تحتوي على سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين. تحتها، هناك عبارات تاريخية بخط صغير تقول (صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1363هـ)، وتحتها (صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399هـ). كما تم كتابة عبارة (تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399هـ) في الدرفة اليمنى وضمن زخرفة خفيفة. وفي الدرفة اليسرى، تم كتابة عبارة (صنعه أحمد إبراهيم بدر بمكة المكرمة، صممه منير الجندي، واضع الخط عبد الرحمن أمين). وهناك أيضا زخارف على الجوانب تحمل آيات الله الحسني. فوق الباب، يمكن قراءة: يا واسع يا مانع يا نافع على الجانب الأيمن، ويا عالم يا عليم يا حليم يا عظيم يا حكيم يا رحيم على الجانب الأيسر. أما القاعدة الخشبية، فتم تثبيت لوحات ذهبية خالصة مزخرفة بطريقة النقش والحف.
مواعيد فتح باب الكعبة
قديما كان يفتح باب الكعبة 7 مرات في السنة يوم النحر لتعليق الكسوة الجديدة وإزالة العتيقة وليس بيوم دخول عام، ويكون فتحها في هذا اليوم عند طلوع الشمس، ويوم عاشوراء، ويوم المولد النبوي، وفي شعبان، وفي رمضان، وفي ذي القعدة. ويتمادى فتحها في غير يوم النحر من حل النافلة إلى الزوال، ويدخلها في غيره أيضاً كل من شاء ذلك من الرجال ، أما الآن لا يفتح إلا مرتين في العام الأولى في أول شعبان لغسلها والثانية في أول ذي الحجة لغسيلها وتعليق الكسوة الجديدة بإذن من خادم الحرمين الشريفين لدخول ضيوف المملكة .