تعرف على الإختبارات الكهروفسيولوجية للقلب
لا يخفى على أحد الآن أن هناك عددا كبيرا من الأمراض انتشرت بشكل أكبر بكثير مما كانت عليه في السابق. أصبحت أمراض عصرنا الحالي أكثر خطورة وشراسة، على الرغم من التطور التكنولوجي الكبير في مجال تشخيص وعلاج مختلف الأمراض. ومن بين الأمراض الأكثر تهديدا في الوقت الحالي هي أمراض القلب. يلاحظ الجميع انتشارا كبيرا لأمراض القلب في الفترة الأخيرة، حيث نسمع الكثير عن المصابين بأمراض القلب وحتى حالات الوفاة العديدة نتيجة الإصابة بهذه الأمراض. وهذا يعكس الخطر الذي تشكله هذه الأمراض على حياة وصحة الكثيرين .
ويعتبر الجميع الأمراض القلبية أمراض خطيرة نظرآ لأنها تصيب العضو الأهم بالجسم وهو القلب ، فهو العضو المسئول عن عمل الجسم كله ، لذلك فقد تم الإنتباه للتغيير الكبير والزيادة التي حدثت في نسبة الإصابة بأمراض القلب ، وقد تم العمل على السيطرة على هذه الزيادة بشكل سريع ليتم القضاء عليها أو حتى الحد منها .
وقد تطور مجال دراسة أمراض القلب بشكل كبير ، فأصبح مختلفآ عما كان من قبل ، فقديمآ كانت دراسات أمراض القلب قائمة في الأساس على التعرف على الأسباب المباشرة التي تتسبب في أمراض القلب ، لكن الآن إنتبه العلماء إلى أن هناك بعض الأسباب والعوامل التي تتسبب في الإصابة بامراض القلب المختلفة لكنها قد تكون عوامل غير مباشرة ، ولا يتوقع البعض أنها تساهم إلى هذا الحد في إصابة القلب بالمرض ، وشغ بال العلماء مؤخرآ أيضآ هو التعرف على كيفية حدوث مرض معين بداية من وجود العوامل التي تؤدي إليه وصولآ إلى وجود المرض نفسه والإصابة به ، بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث بالجسم عند إصابة القلب بالمرض ، ولم يتوقف الأمر عند دراسة كيفية الإصابة بالمرض فقط ، بل اهتم العلماء بتعريف المرضى والناس بشكل عام كل هذه المعلومات حتى يكونوا على دراية كافية بالأمراض القلبية المختلفة ، لأن هذه المعرفة الجيدة من شأنها أن تساهم في توعية الناس وتحذيرهم من أمراض القلب وتعريفهم بأهمية الوقاية منها .
وقد خدم التطور التكنولوجي مجال أمراض القلب بشكل كبير ، فقد أصبح هناك وسائل وطرق لفحص وتشخيص أمراض القلب ، أصبحت هذه الطرق الآن أكثر دقة ووضوح وتساهم في الحصول على نتائح واضحة ودقيقة لا تحتمل الخطأ ، فأهم شيء في علاج أمراض القلب هو الحصول على تشخيص دقيق وصحيح أولآ ، لضمان علاج المرض بطريقة سليمة ، وقد أصبح من الممكن فحص المرض الواحد والكشف عنه من خلال عدة طرق ليس طريقة واحدة ، وكل طريقة تناسب حالة معينة ، وهو ما يحدده الطبيب المعالج .
واحدة من أفضل طرق فحص واختبار أمراض القلب هي الاختبارات الكهروفسيولوجية، وتهدف الاختبارات الفسيولوجية للقلب في الأساس إلى تقييم حالة النظم القلبية والتعرف على سلامتها والكشف عن وجود أي خلل وتحديد نوع الخلل بوضوح. يشير الأطباء إلى أن أمراض اضطرابات نظم القلب هي أمراض خطيرة يصعب كشفها بواسطة الاختبارات التقليدية، لذا هناك حاجة إلى اختبارات أكثر دقة وتختلف عن الأجهزة التقليدية .
والإختبارات الكهروفسيولوجية ليست بسيطة الإجراء والتنفيذ ، فهي تحتاج لإجراءها داخل غرفة العمليات أو غرفة الرعاية المركزة ، فيتم إجراء الإختبارات الكهروفسيولوجية عن طريق إدخال قسطرة في الوريد الفخذي بعد تخدير المريض بشكل موضعي ، وتوصل القسطرة التي تدخل للقلب أقطاب كهربائية لتقوم هذه الأقطاب بقياس إتجاه التيار الكهربي داخل القلب وتحديد مساره للتعرف على ما إذا كان هناك خلل في نظم القلب أم لا ، ويستغرق الإختبار مدة لا تزيد عن الساعة ، ويؤكد أطباء القلب أنه ليس به خطورة ، كما أنه الأفضل في الكشف عن أمراض إضطراب نظم القلب ، ويساهم الإختبار أيضآ في تحديد العلاج الأمثل لنظم القلب المضطربة .