تعرفي على ما يسمعه الجنين في رحمك
يقول بعض الباحثين أن الأجنة يخلقون سبل راحة لأنفسهم داخل الرحم، حيث يتفاعلون مع كل ما يسمعونه ويتأثرون به في هذا الرحم الدافئ الذي يحتويهم. على سبيل المثال، يستمع الجنين إلى صوت رنين الدم داخل جسدك ودقات قلبك وأصوات الهضم. ومع ذلك، لا يستطيع الطفل اختيار ما يسمعه بشكل انتقائي، فالأصوات تشكل جزءا قويا من عملية نموه وتطوره. ليس نمو الطفل مرتبطا فقط بالأصوات التي يسمعها، بل يعبر الطفل عن تفاعله معها من خلال إرسال موجات صوتية فوق صوتية. لدى الأطباء تفسيرات متعددة لهذه الظاهرة. استمري في القراءة للمزيد من المعلومات.
كيفية تطور ونمو آذان طفلك
بعد حوالي ثمانية أسابيع من الحمل، تبدأ آذان طفلك في التشكيل والتكوين وتصبح هيكله كاملا في حوالي 24 أسبوعا. وبفضل أجهزة التكنولوجيا الفائقة مثل الموجات فوق الصوتية، اكتشف الباحثون أن طفلك يعيش في ملعب سمعي، حيث يستجيب لصوتك ولأصوات أخرى يسمعها خارج الرحم. ووفقا للدراسات، يمكن للجنين سماع الأصوات بطريقة سليمة بدءا من الأسبوع العشرين من الحمل، وقبل الربع الثالث من الحمل. كما تظهر الأشعة بالموجات الصوتية أن طفلك قد يقوم بتحويل رأسه كنوع من أنواع الاستجابة للضوضاء.
ووفقا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP)، يسمع طفلك رنين الأصوات في رحمك كما لو كان صوتاً أعلى من صوت مكنسة كهربائية! ومع ذلك، فإن معظم الخبراء لا يتفقون على أن طفلك يمكنه الاندهاش من ارتفاع الأصوات، أو حدوث الضوضاء غير المتوقعة ، وقد وجدت الأبحاث أن هذه الاضطرابات المتنافرة في الأصوات يمكن أن تغير معدل ضربات قلب طفلك، أو حتى يقوم ببعض الحركات التي قد تدفعك لإفراغ المثانة، وذكرت العديد من النساء الحوامل أن الجنين يمكنه القيام برد فعل واضح مثل الرعشة أو الركلة كرد فعل عكسي منه عند سماعه صوت سيارة أو طرق عالٍ من الباب.
كيف يستجيب الطفل لصوتك
يقال هنا بشكل محدد أنه غالبا ما يتباطأ معدل ضربات قلب الجنين عندما يسمع صوت أمه وهي تتحدث. لذلك، هناك فرصة جيدة للطفل ليس فقط ليسمع الأصوات المحيطة به، ولكن أيضا ليدرك صوتك ويشعر بالراحة به. وبينما يبدو أن الجنين قادر على استيعاب نمط خطاب معين، فمن المحتمل أن يتمكن من تمييز الكلمات، وخاصة النغمة التي تجد صدى لديه، وخاصة إذا كانت الترددات المنخفضة تشبه صوت والده. وهذا يعني أيضا أن الطفل قادر على التفريق بين الأصوات الموسيقية بسهولة .
هل يزيد تشغيل الموسيقى للأطفال ذكائهم؟
يقودنا هذا التساؤل إلى ما يعرف بتأثير موزارت، وهو مصطلح صاغه الباحث الفرنسي الدكتور ألفريد توماتيز في وقت مبكر من التسعينات، وذكر فيه أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن يعزز نمو المخ والروابط العصبية. ووفقا للأبحاث العلمية التي أجراها بعض الأطباء، هذا التأثير مبالغ فيه للغاية وليس هناك أدلة قوية على أن التدخلات في الرحم تجعل طفلك أكثر ذكاء أو تتيح له التعديل الكافي نحو الأفضل، ولكن الاعتقاد في ذلك أدى إلى وجوب إنشاء بعض الروابط من الأدوات للآباء الذين يرغبون في تحفيز الجنين على أمل زيادة قدرة الدماغ لديهم قبل ولادته.
ولا يهم حقا إذا كنت تستمع إلى موزارت أو جيمي هندريكس؟ ليس بالضرورة. حتى الآن، لا يوجد أي دليل علمي راسخ بأن التحفيز الصوتي المتعمد للجنين يمكنه أن يفعل أي شيء للتأثير على الجنين وتنمية في كل من الإبداع والذكاء .وفي الواقع، بعض الخبراء لديهم مخاوف من أن الضغط في الحديث إلى بطنك المتنامية أثناء فترة الحمل يمكن أن تعطل أنماط نوم طفلك أو النمو الطبيعي بالنسبة له. ويجد العديد من الطباء أن الأنسب للطفل هو مجرد تدليك الأم لبطنها الممتلئ والتربيت على الجنين المتنامي داخل الرحم وإخباره عن تفاصيل يومها بهدوء والتحدث إليه والتعبير عن فرحتها وانتظارها لقدومه المرتقب ،وأظهرت دراسة جديدة أن الجنين قد لا يسمع أمه، ولكنه قد يفهم حديثها ويتعلم منها اللغة بالفعل. ففي الواقع، تعطي الأم لابنها الأساس لتطور اللغة لديه.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأطفال الرضع يبدأون في استيعاب اللغة في الأسابيع العشرة الأخيرة من الحمل في الرحم. وبعد ساعات قليلة من الولادة، يمكن للأطفال الحديثي الولادة التمييز بين اللغة الأم واللغات الأجنبية.
للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على مقالنا السابق حول الاستماع للموسيقى أثناء فترة الحمل