تعبير مؤثر عن أزمة فايروس كورونا
تفشى الوباء وارتفع الخوف والهلع، وبدأ فيروس جديد بالانتشار ببطء في جميع أنحاء العالم، وعندما يصل إلى بلد ما، ينتشر في جميع أنحاءه، مما يؤدي إلى الكثير من المعاناة، ولم يتم العثور على علاج واضح له حتى الآن .
مقدمة عن بداية انتشار فيروس كورونا
تم الإعلان عن أول حالات عدوى بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، وفي هذه المرحلة تحديدًا انتقل الفيروس لأول مرة إلى البشر في ووهان.
وقد طفر فيروس كورونا المسبب لمتلازمة سارس في عام 2003، والذي انتشر بين البشر، من مستودع حيواني يتم تربية سنانير الزباد (وهو حيوان بري) في المزارع، وانتقل بسرعة بين البشر.
يعتقد بنفس الشكل أن فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19 قد اخترق حاجز الأجناس وانتقل إلى البشر من خلال كائن مضيف وسيط، أي عن طريق حيوان معين يتعامل معه البشر بشكل اعتيادي،
يمكن أن تكون المصدر المحتمل لفيروس مثل هذا حيوان منزلي أو حيوان بري أو حيوان مدجّن، ولم يتم تحديد ذلك بعد. وحتى يتم تحديد مصدر الفيروس والسيطرة عليه، فإن الخطر مازال قائمًا بالنسبة لانتقاله إلى البشر واندلاع وباء جديد مثل تلك التي نشهدها حاليًا.
الدول الأكثر تضررا من فيروس كورونا
يعد فيروس كورونا الذي ظهر حديثا أكثر الكوابيس بشاعة وأسرعها انتشارا، وزادت أعداد الإصابات بشكل ملحوظ يوما بعد يوم في القارة الأوروبية، حيث سجلت أكثر من 75 ألف حالة وفاة، وتشير آخر الإحصائيات إلى أن ثمانين بالمائة من الوفيات في أوروبا حدثت في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
أمريكا صاحبة السيناريو الأكثر قسوة
ربما يكون السيناريو الأكثر قسوة حتى الآن هو السيناريو الأمريكي، حيث شهد الفيروس انتشارًا مرعبًا وزيادة مذهلة في عدد الوفيات التي لا توجد لها مثيل حتى الآن .
ويأتي ذلك إثر تصريح للرئيس الأمريكي دولاند ترامب الذي أثار جدلا واسعا في المشهد ككل وذلك بعد يومين من الاعلان عن أول حالة اصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، أجرى الرئيس دونالد ترامب مقابلة مع شبكة CNBC قلل فيها من احتمالات وصول الفيروس إلى البلاد وأن الوضع يكاد يكون تحت السيطرة .
يُرجَّح أن تكون المملكة المتحدة أكثر البلدان تضررًا من فيروس كورونا في أوروبا، وذلك وفقًا لمستشارٍ بارزٍ للحكومة البريطانية .
جاء التحذير من العالم العلمي جيريمي فارار قبل إعلان تسجيل 737 حالة وفاة جديدة في بريطانيا، لترتفع الحصيلة حتى الآن إلى 10612.
خطر كورونا يحدّق بالمهاجرين الإيطاليين
يعتبر المهاجرون في كافة أصقاع العالم الأكثر عرضة للتشرد تحت وطأة الظروف الحالية فلا مأوى يحميهم ولا طعاما يملى بطونهم الخاوية حيث يحدق بهم الخطر من كل حدب وصوب كما لم يتسنى للبعض منهم ممن أصيبتهم الجائحة القيام بوداعهم الأخير لتبقى جثمانهم عالقلة بين الحرق أو الدفن وهي المشاهد الأكثر مأساوية.
ومع الانخفاض الشديد في الخدمات المقدمة جراء إغلاق غالبية دول أوروبا لمؤسساتها عقب انتشار فيروس كورونا المستجد يمثل طالبي اللجوء في إيطاليا أصحاب الوضع الأصعب على الإطلاق، تزامنا مع صعوبة الوضع الذي تشهده إيطاليا والتي تعتبر واحدة من أكبر ضحايا أزمة فيروس كورونا المستجد التي تضرب العالم كله.
يتحدث عدد من المهاجرين في إيطاليا عن معاناتهم تحت ظروف صعبة، تبدأ من نقص الغذاء وصعوبات مالية شديدة وصولاً إلى تعرض بعض المهاجرين للعنصرية وعدم توفير مأوى لهم.
أعرب عدد من المهاجرين عن مخاوفهم الصحية بسبب قلقهم من أنهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، نظرًا للإقامة في أماكن مزدحمة أو عدم وجود مأوى على الإطلاق، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بهذا الفيروس الذي لا يزال علاجه غيرمعروف .
ايطاليا وتزايد أعداد وفيات فيروس كورونا
مع ارتفاع عدد المسنين في إيطاليا، كانت البلاد عرضة للإصابة بفيروس كورونا بشدة، حيث لم تتخذ الحكومة الإيطالية الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا .
ومع استمرار الأوضاع في التدهور اضطرت الحكومة إلى إعلان إيطاليا بأكملها “منطقة برتقالية”،وهو ما يعني إغلاق البلاد بشكل كامل وتعطيل جميع الأنشطة التجارية وقصر حركة المواطنين على اقتناء مستحقاتهم الضرورية وأداء الأعمال بالغة الأهمية مثل الطب وتوريد الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية.
بعد اتخاذ الحكومة الإيطالية إجراء الإغلاق الكامل، طلبت روما من الاتحاد الأوروبي مرونة فيما يتعلق بتزامناتها المالية، وطلبت تفعيل تدابير الطوارئ المالية لدعم المواطنين والشركات في إيطاليا.
لم تكن الأزمة ملموسة في ذلك الوقت بنفس القدر في بلدان أوروبية أخرى، خاصة في أماكن القوى السياسية المهيمنة مثل ألمانيا وفرنسا. ولذلك، كانت استجابة الاتحاد الأوروبي لمطالب روما بطيئة، ونتيجة لذلك بدأت إيطاليا، التي كانت مضيفة لمعاهدة روما التي أسست الاتحاد الأوروبي نفسه، تواجه تحديات اقتصادية وتعتبر اليوم أربعة أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
طلبت إيطاليا مساعدات طبية بقيمة حوالي 100 مليون يورو، ولكن كل من ألمانيا وهولندا رفضتا هذا الطلب من الاتحاد الأوروبي، مما عرقل تلك المساعدات وزاد من حالة الغضب بين الإيطاليين .
رفض دفن موتى فيروس كورونا
يُقال إن إكرام الميت يتم دفنه، ولكن يبدو الأمر مختلفاً حيث أصبح هذا الحكمغير قابل للتطبيق في بعض الدول، مثل مصر وتونس، نظراً لارتباط الأسباب بفيروس كورونا.
أدان رئيس الوزراء في مصر سلوك بعض أهالي قرية بعدما حاولوا منع دفن طبيبة قتلت بفيروس كورونا، واعتذر نيابة عن الشعب المصري عن هذا السلوك غير اللائق .
تم اعتقال 23 شخصًا على خلفية الحادث الذي وقع في قرية `شبرا البهو` بمحافظة الدقهلية، وتشير التقارير إلى أن الأهالي كانوا يعتقدون أن جثة الشخص الذي توفي بسبب فيروس كورونا قد ينشر المرض.
تعرضت تونس لحادثة مشابهة حيث رفض المواطنون دفن أحد المتوفين مما دفع السلطات التونسية للتدخل العاجل، وتداولت وسائل الإعلام مشاهد مؤلمة بعد تفشي وباء كورونا، وتراوحت بين إهمال من قبل بعض المواطنين لتدابير الحجر الصحي وتجاوز السلطات في تطبيقها .
تتخذ معظم الدول إجراءات صارمة وجدية للسيطرة على الوضع وللحد من الأضرار الناجمة عنه.