تعبير عن الكعبه باسلوب علمي
مكة المكرمة هي إحدى أجمل المدن العربية الإسلامية التي تقع في قلب المملكة العربية السعودية، وتعتبر من أهم المدن الإسلامية في العالم. وتتميز هذه المدينة بمكانتها العظيمة بين المسلمين حول العالم، حيث تضم أعظم مقدس إسلامي يزوره ملايين المسلمين كل عام، ويقوم المسلمون بأداء فريضة الحج فيها مرة واحدة في العام، إضافة إلى وجود المعتمرين طوال العام. وتتوافد الزوار من جميع أنحاء العالم ومن كل الجنسيات على هذه المدينة الرائعة، ونحن اليوم سنتحدث عن الكعبة المشرفة وجمال هذه المدينة العريقة.
تعبير عن الكعبة المشرفة
تاريخ بناء الكعبة المشرفة
الكعبة ، المكان المقدس الذي له تاريخ عريق ، مرت به عدة مراحل مختلفة. يعود تاريخ الكعبة إلى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام. وفقا لأمر الله تعالى ، استوطن سيدنا إبراهيم وأسرته مكة المكرمة.
: وفي ذلك الزمن، كانت مكة مدينة خالية وفارغة، ولكن سيدنا إبراهيم وأهله ذهبوا إلى هناك واستقروا فيها، وبعد ذلك، أمر الله تعالى ببناء الكعبة، وساعد إسماعيل عليه السلام والده في بنائها، وكان يحضر الحجارة لأبيه ويساعده في وضعها وبنائها، واستمروا في هذا العمل حتى تم الانتهاء من بناء الكعبة. بعد ذلك، أصبح هذا المكان واحدا من الأماكن الرائعة التي يحب الاستقرار فيها القوافل العربية والقبائل التي تمر من هناك، وذلك بسبب دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لربه، حيث قال: “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون.
وكانت الدعوة مستجابة من سيدنا إبراهيم، حيث لا تزال الكعبة ومكة المكرمة مزدحمة بالناس حتى يومنا هذا، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، والمكان معروفا باسم البلد الأمين، وهو المكان الذي ولد فيه خير الخلق، محمد صلى الله عليه وسلم، ومكان البعثة ونزول الوحي إليه، وهذا المكان الذي كان أول من قاوم الشرك بالله وكسر الأصنام والكفر، وكان مكانا ينبعث منه النور على الأرض ويعبد الله الواحد القهار ويخرج الناس من الظلمات إلى النور.
الكعبة المشرفة وجهة المسلمين
وبعد البعثة أصبحت مكة وجهة المسلمين، فهي قبلة المسلمين، ذلك المكان الذي كان من قبل موطن للأنبياء والمرسلين، لازال حتى الان له خصوصية وقدسية كبيرة عند الامة الاسلامية، فتراب مكة يشهد على كثير من التضحيات التي قام بها رسول الله صل الله عليه وسلم والمسلمون الأوائل حتى تنتشر تلك الدعوة المباركة، وحتى تعرف باسم البلد الامين، فهناك لا تنقطع العبادة والذكر والصلاة والدعاء، هناك تتضاعف الحسنات والاجر والثواب.
من قام ببناء الكعبة ؟
كما ان الكعبة كانت تتعرض قديما الى عدد من التصدعات وذلك بسبب كثرة السيول التي تحدث، وبعض العوامل التي كانت تؤثر على بناء الكعبة، وكان هناك قبيلتين هم المسؤولون عن ترمين الكعبة واصلاحها، هم العماليق وجرهم، ولكن هي مفهوم بناء الكعبة بشك عام فقد اختلف عدد كبير من العلماء فيه واتفقوا على بعض الأسماء الاخرى.
اتفق العلماء على أن سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل هما اللذان بنيا الكعبة، وذلك قبل قريش، وبعدهما جاء ابن الزبير، ثم في النهاية جاء الحجاج بن يوسف بأمر من عبد الملك بن مروان. ومع ذلك، فإن العلماء يختلفون حول بعض الأسماء الأخرى لمن قام ببناء الكعبة، فمنهم من يقول إن الملائكة كانوا أول من بنوها، ومنهم من يقول إن سيدنا آدم هو الذي بناها، وآخرون يرون أن شيث ابن آدم هو الذي بناها، ويقول البعض الآخر أن العمالقة أتوا بعد سيدنا إبراهيم وقاموا ببنائها، ثم جاء جرهم بعد العمالقة، وبعده جاء قصي بن كلاب، ثم أخيرا عبد المطلب بعد قصي. ومع ذلك، فإن الأمر الذي يؤكده القرآن الكريم هو أن سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل هما اللذان بنيا الكعبة.
تم البناء الأخير للكعبة المشرفة في العصر العثماني في عام 1040 هـ، وذلك بعد حدوث سيول كثيرة غمرت المسجد الحرام حتى وصلت المياه إلى القناديل المعلقة، وتمت عملية البناء والترميم على مدار عامٍ كاملٍ حتى تم اكتمال البناء بشكل كامل.
الحجر الاسود بجوار الكعبة المشرفة
ونأتي إلى الحجر الأسود الموجود في الكعبة، إن الحجر الأسود يوجد في جنوب شرق الكعبة، ويعتبر يمين الله تعالى في الأرض حيث يصافح عباده المؤمنين. وهو عبارة عن حجر ثقيل بشكل بيضوي ولون أسود مائل للحمرة. أثناء الطواف يجب على المؤمن أن يتجه نحو الحجر الأسود ويشير إليه بيده، وإذا تسنى له الوصول إليه، فعليه أن يقبله. وقد روى عن النبي قوله بخصوص الحجر الأسود: `إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا أن طمس نورهما لأضاء مابين المشرق والمغرب`. وفي حديث آخر عن الحجر الأسود، قال النبي: `إن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم`.